منظمات : “ويتكوف” يغطي الجرائم الصهيونية ومراقبون: أمريكا شريك الاحتلال

- ‎فيعربي ودولي

نشرت عدة منظمات حقوقية مصرية وعربية ودولية بيانا مشتركا يعتبرون أن إنكار ويتكوف المبعوث الأمريكي لمجاعة غزة محاولة مكشوفة لتزوير الحقائق، ودعت لتحقيق دولي فوري ومساءلة جنائية على جرائم التجويع الممنهجة ضد أكثر من مليوني مدني فلسطيني.

مجاعة في غزة

وفي الوقت الذي تمتلأ فيه غزة بالكاميرات والصحفيين (رغم الشهداء والقتلى من الصحفيين) ويشاهد العالم آثار التجويع القاسي الذي تشنه تل أبيب بمساندة واشنطن وعواصم عربية على الغزيين، قالت المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية إنها تستنكر بشدة وترفض بشكل قاطع التصريحات الأخيرة الصادرة عن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي أنكر وجود مجاعة في قطاع غزة. وتأتي هذه التصريحات وسط تجاهل تام للحقائق الميدانية الموثقة والتقارير الدولية التي تؤكد وجود كارثة إنسانية غير مسبوقة تتهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني.

الأدلة على الجريمة

وأشارت إلى أن الأدلة لا تُمحى بالتصريحات، وأن المجاعة في غزة حقيقة ملموسة أودت بحياة 159 إنساناً، من بينهم 90 طفلاً، وهو رقم موثق يعكس ما يعكس حجم الجريمة التي لا يمكن تبريرها أو نفيها. كما أن هذه الأزمة الإنسانية تطال الجميع بلا استثناء، بمن فيهم الأسرى الإسرائيليون الذين ظهرت عليهم في تسجيلات مصورة آثار الجوع وسوء التغذية.

وطالبت المنظمات بلجنة تحقيق دولية، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى سرعة إرسال لجنة تحقيق دولية مستقلة إلى قطاع غزة، للوقوف بشكل مباشر على الأوضاع الكارثية التي يعيشها السكان المدنيون، والتحقيق في سياسة التجويع الممنهج، باعتبارها جريمة حرب.

وعن مساءلة فورية وجنائية، طالبت المنظمات المحكمة الجنائية الدولية (ICC) بتسريع تحقيقاتها في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في غزة، بما في ذلك جريمة التجويع، ومساءلة جميع الأطراف المتورطة.

وضمن وقف فوري ودائم لإطلاق النار دعا البيان المجتمع الدولي إلى فرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وحماية المدنيين وفرق الإغاثة والعاملين في المجال الطبي.

وعن السماح بدخول الصحفيين، طالبت المنظمات والمجتمع الدولي بالضغط الفوري على سلطات الاحتلال للسماح لجميع الصحفيين والمراسلين من وكالات الأنباء والصحف الدولية بالدخول إلى قطاع غزة، بعد أكثر من عشرة أشهر من الحظر الإعلامي الذي يهدف إلى التعتيم على جرائم الإبادة الجماعية والتجويع.

كما لم تنس المنظمات (اسماؤها في الرابط المرفق) أن تدعو الحكومات المتورطة، في دعوة صريحة، التي تدعم سياسة التجويع أو التي تساهم في إعاقة وصول المساعدات، مثل الولايات المتحدة، لتحمل مسئوليتها القانونية والأخلاقية، والالتزام بضمان وصول المساعدات الضرورية.
 

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1069959671928243&set=a.571320881792127
 

الخديعة الأمريكية.."ويتكوف" يروّج أكاذيب الاحتلال ويشرعن الإبادة

وعن أمريكا شريكة الاحتلال، قال مركز (إنسان للإعلام) إن زيارة ستيف ويتكوف، إلى الأراضي المحتلة، كشفت عن تحوُّل خطير في الدور الأمريكي من "وسيط" مزعوم إلى شريك فعلي في إدارة الحرب على غزة، بل وفي تسويق رواية الاحتلال وتبرير جرائمه، وفي مقدمتها سياسة التجويع الممنهج.

وأضاف أن اللقاءات التي عقدها "ويتكوف" مع عائلات الأسرى "الإسرائيليين"، اليوم، لم تكن سوى واجهة لتقديم غطاء سياسي لنتنياهو وحكومته، في الوقت الذي يتعرض فيه أكثر من مليوني إنسان في غزة لإبادة بطيئة، وسط صمت أمريكي ودولي مشبوه.

وأشار إلى أن عائلات الأسرى لم تكن راضية عن اللقاء، وخرج كثير منها بتصريحات غاضبة تؤكد أن "ويتكوف لم يأتِ بجديد"، وأنه "يردد رواية نتنياهو بأن حماس لا تريد صفقة"، بل عبّر بعضهم عن شعورهم بأنهم يُستَغَلون سياسيًا وأن الحكومة تتلاعب بمأساتهم لتبرير استمرار الحرب.

هذه العائلات تدرك أن إنهاء الحرب وإتمام صفقة تبادل الرهائن لا يتطلب مزيدًا من التصعيد، بل رغبة سياسية صادقة، وهي غير موجودة في حكومة باتت تعتمد الحرب كأداة للبقاء السياسي.

وحاول "ويتكوف" تصوير الأوضاع الإنسانية في غزة بطريقة تبريرية، حين قال إن ما يجري هناك "نقص في الغذاء وليس تجويعًا"، متجاهلًا الأرقام الكارثية التي تشير إلى أن أكثر من 1400 طفل ومدني استشهدوا بسبب الجوع، ووصفه هذا يمثل قمة التضليل السياسي، ويعكس النمط الأمريكي المألوف في تبرير الجرائم طالما أن الفاعل هو "إسرائيل."

واعتبر تقدير الحالة الذي اعده "إنسان للإعلام" أن أخطر ما ورد على لسان ويتكوف هو زعمه بأن "حماس وافقت على نزع سلاحها" في إطار تسوية مستقبلية، وهو ما نفته الحركة جملة وتفصيلًا، مؤكدة أن المقاومة وسلاحها "حق وطني مشروع لا يُساوَم عليه ما دام الاحتلال قائمًا".

ونبه إلى أن الرواية الأمريكية – "الإسرائيلية" تهدف إلى تقويض جوهر القضية الفلسطينية وتحويل الصراع إلى مجرد أزمة إنسانية يمكن حلها ببعض الأكياس الغذائية، وليس قضية تحرر وطني.

وعد أن جوهر المشهد، تتضح ملامح دور أمريكي لا يقتصر على الانحياز، بل يتعداه إلى المشاركة الفعلية في إدارة الحرب: من تزويد الاحتلال بالسلاح، إلى توفير الدعم السياسي في المحافل الدولية، إلى ترويج روايات كاذبة عبر مبعوثين مثل "ويتكوف"، في محاولة لصياغة وعي عالمي مشوّه، يُفرغ الكارثة في غزة من بعدها الإجرامي.

وكشفت أن الولايات المتحدة، بهذه السياسات، لا تُنهي الحرب بل تطيل أمدها، ولا تنقذ الأسرى بل تستخدمهم ذريعة لمواصلة التدمير، ولا تساهم في التهدئة بل تشرعن الإبادة الجماعية، أما غزة فهي الضحية التي تُباد ببطء على مرأى ومسمع من عالمٍ فقد بوصلته الأخلاقية.

عشائر غزة

وكان رئيس ملتقى القبائل والعشائر الفلسطينية بغزة قد أكد أن عملاء الاحتلال ومنهم "مجموعة أبو شباب" شاركوا في استقبال "ستيف ويتكوف"، وهم لا يمثلون شعبنا، معتبرا أن الإنزال الجوي للمساعدات، إهانة لشعبنا، ويجب فتح المعابر لتوصيل الغذاء بكرامة.

وقال: "موقفنا ثابت بمقاطعة ما تسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية.. جاهزون لتأمين المساعدات الإنسانية وتوصيلها إلى كل بيت بكرامة تليق بأهل غزة".

وأضاف اللواء فايز الدويري @FayezAldwairi، "ويتكوف والسفير الأمريكي يتبارزان  بينهما على من يعكس الوجه الصهيوني الحقيقي اكثر ، وكلاهما يتقربان من النتنياهو ويتزلفانه بصورة فجة على حساب الدم الفلسطيني ، والغريب أن كثيرا من العربان يأملون منهم خيراً ، شاهت الوجوه.".

وترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.