أثار بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، زعم فيه أنه أجرى اتصالا مع رئيس المكتب الإقليمي للصليب الأحمر، وطلب من المنظمة أن تتخذ إجراءات تجاه حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وجميع الأطراف في غزة ،للتأكد من أن الأسرى الصهاينة يتلقون العلاج المناسب والتغذية المناسبة؛ بسبب حالتهم الصعبة انتقادات دولية كما آثار استهجانا حتى داخل دولة الاحتلال نفسها؛ بسبب تجاهل الكيان الصهيوني تجويع أكثر من مليوني فلسطيني في غزة وكذلك عرقلتها المتواصلة لمفاوضات تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.
كان نتنياهو قد زعم أن الأسرى الصهاينة في غزة يتعرضون لتجويع منهجي ومتعمد، وأن تصرفات حماس تتعارض مع القانون الدولي واتفاقية جنيف، وفق تعبيره .
جاء بيان النتنياهو بعد أن نشرت كتائب القسام مقطعا للأسير أفيتار، حيث ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن نتيجة استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها دولة الاحتلال في غزة.
أسير صهيوني
أظهر الفيديو الأسير جالسا على سرير في غرفة ضيقة، وقد برزت عظامه بشكل واضح نتيجة سوء التغذية، فيما تضمن المقطع مشاهد سابقة له وهو داخل سيارة برفقة أسير آخر، يشاهدان مراسم الإفراج عن أسرى صهاينة ضمن صفقة تبادل سابقة خلال هدنة جرت في يناير الماضي.
وقالت "القسام" في الفيديو، الذي بثّته بثلاث لغات (العربية، العبرية، الإنجليزية): إن "الأسرى لديها يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب، وأرفقته بمشاهد أطفال من غزة تظهر عليهم علامات سوء التغذية، وسط استمرار الحصار الصهيوني".
الصحف الصهيونية
الإجرام الذي تمارسه دولة الاحتلال كشفت عن أبعاده الصحف الصهيونية عقب نشر فيديو الأسير الصهيوني الجائع في هذا السياق نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس الأركان الصهيونى قوله : إن "القتال سيستمر دون توقف إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة ".
في حين نقلت هآرتس عن مصدر سياسي تأكيده بأن فرصة إعادة الأسرى الصهاينة في اتفاق شامل غير واردة؛ لأن حماس لن تقبل بشروط الكيان الصهيوني .
في المقابل أكدت قناة كان أن مشاركة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في تظاهرة لعائلات الأسرى، تشير إلى أن خطته ليست لتوسيع الحرب بل لإنهائها، ونقلت معاريف عن ضابط احتياط قوله: إن "الجهد العسكري استُنفد، وأن أولوية المؤسسة العسكرية الآن هي إنقاذ الرهائن".
"أوقفوا الجنون"
من جانبها نشرت عائلات الأسرى الصهاينة بيانًا عاجلًا تحت عنوان "أوقفوا الجنون"، أكدت فيه أن حكومة الاحتلال فشلت في إنقاذ أبنائهم المحتجزين منذ 666 يومًا.
وكتبت والدة الأسير متان رسالة إلى منسق شؤون الأسرى: ابني يتحول إلى جلد وعظم، أنتم تفشلون منذ عامين .
إبادة جماعية
ومن داخل الكيان الصهيوني وصف الكاتب البارز ديفيد جروسمان الحملة العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة بأنها "إبادة جماعية"، مؤكدًا أنه استخدم هذا المصطلح بقلب مكسور، بعد سنوات من تجنّب النطق به.
وقال جروسمان في مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية : ترددت طويلًا في استخدام هذا التعبير، لكن الصور التي شاهدتها، وما سمعته من شهود عيان، جعلتني مضطرًا للتسمية .
وأضاف: كلمة إبادة جماعية تشبه الانهيار الجليدي، تبدأ صغيرة لكنها تتضخم وتُحدث دمارًا هائلًا .
تصريحات جروسمان جاءت بعد أيام من وصف منظمتي "بتسيلم" و"عدالة"، وهما من أبرز منظمات حقوق الإنسان في دولة الاحتلال، للوضع في غزة بأنه يرقى إلى "الإبادة الجماعية"، وسط تصاعد التحذيرات الدولية من مجاعة شاملة داخل القطاع المحاصر.
حل الدولتين
وأكد جروسمان أن الاحتلال هو من أفسد الكيان الصهيوني، معتبرًا أن لعنة الكيان بدأت عام 1967، حين احتل أراضي الفلسطينيين.
وأضاف أنه يشعر بـ"الصدمة" من ربط اسم دولة الاحتلال بالمجاعة، خاصة في ظل التاريخ اليهودي الطويل مع الجوع والاضطهاد، ما يفاقم من وقع الكارثة الأخلاقية والرمزية.
وانتقد جروسمان الحملة العسكرية الصهيونية، مشددا على تمسكه بحل الدولتين، وقال : "لا توجد خطة أخرى مؤكدا إن هذا الحل يتطلب نضجًا سياسيًا حقيقيًا من الطرفين، بما في ذلك الاعتراف بالواقع المعقّد على الأرض".
مجاعة
حول الوضع الإنساني في غزة وصف المفوض العام للأونروا ما يحدث في غزة بأنه مجاعة ناتجة عن سعي متعمد لإضعاف الأونروا، مؤكّدًا أن المنظومة الأممية تُستبدل بآليات ذات دوافع سياسية مسئولة عن مقتل 1400 جائع .
وطالب المفوض العام للأونروا بضرورة إغراق غزة بمساعدات غذائية دون عوائق فورًا، مؤكدًا أن وقف المجاعة يتطلب حلولًا سياسية وليس فقط إنسانية.