السيسي صامت والفاشر محور العمليات .. الإمارات تستمر باستقدام مرتزقة كولومبيا لمخطط تقسيم السودان

- ‎فيعربي ودولي

أمام مخطط إماراتي صهيوني أمريكي يجري على قدم وساق في شمال وغرب السودان يتعجب البعض من صمت الجيش المصري أمام حالة الارتياح التي أبداها عبدالفتاح السيسي أمام سيطرة مليشيا الدعم السريع الممولة إماراتيا بالاتحاد مع فصائل المداخلة الليبين برعاية خليفة حفتر على المثلث الحدودي وجبل عوينات، وتوغلت السيطرة المليشياوية في السودان بقيادة محمد حمدان دقلو، لتسيطر جزئيا على مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور (ليس أقل من ربع مساحة السودان ويزيد) فضلا عن بعض القرى المحيطة وسط مواقف تائهة من حاكم الإقليم الذي يفترض أنه ولاءاته لصالح الدولة والجيش.

 

الجديد بحسب الأكاديمي والمفكر القومي د. تاج السر عثمان هو أن الإمارات تصر على استقدام المرتزقة لمعاونة الدعم السريع في إنجاز مهمته وقال عبر @tajalsserosman: "مرتزقة كولومبيون قُتلوا على يد القوات المسلحة في #السودان، أُرسلوا عبر شركة إماراتية للارتزاق في محاولة دنيئة لإسقاط #الفاشر "، مضيفا "الإمارات لم تكتفِ بتمويل الفوضى بالجنجويد، بل باتت تستورد المرتزقة من أميركا اللاتينية لقتل الشعب السوداني".

وأضاف "عثمان"، "كما يفعل الصهاينة بغزة تفعل مليشيا الدعم السريع بمدينة الفاشر ، حصار وتجويع وقتل ، لكن الفارق أن أدوات الحصار في السودان  ليست من واشنطن ، بل من أبوظبي." موضحا أن "الإمارات تموّل وتسلّح وتدير المشهد الدموي عبر الجنجويد ، من لا يرى ذلك فهو شريك في الجريمة".

وعلق في تغريدة تالية @tajalsserosman "من أراد أن يعرف من تسبّب في إيذاء أمتنا العربية خلال الـ 15 سنة الأخيرة فلينظر حيث سال الدم ، وليتتبع الأثر ، سيجده ينتهي في خزائن أبو ظبي المفتوحة على مصراعيها لكل ميليشيا انفصالية تنهش في الجسد العربي خدمة للصهيونية والاستعمار الحديث ، نحن لا نتجنّى على أحد ،تجرّد وابحث بنفسك ".

https://twitter.com/tajalsserosman/status/1951793172381626454

ومنذ أن تمكنت قوات الجيش والفرق العسكرية الشعبية من الخرطوم بعد أن خربت بيوتها، اتضح أن المجتمع الدولي الغربي لا يريد أن يتدخل إلا لمصالحه في السودان ففي مارس وأبريل الماضيين، استبشر السودانيون بقبول محكمة العدل الدولية الدعوى التي رفعتها على الإمارات وساقت فيها السودان أدلة دامغة على تورط أبوظبي ورئيسها في المذابح والإبادة الجماعية في الفاشر ودارفور عموما، تُثبت تلك الأدلة دعمها العسكري والمالي لقوات الدعم السريع عبر تهريب الذهب الأسود لشراء الأسلحة، التي تستخدم لقتل الأبرياء.

 

ورغم تقرير المحكمة، الذي اتهم الإمارات بـ"دعم قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها"، في أعمال شملت "الإبادة الجماعية، القتل، الاغتصاب، التهجير القسري، وانتهاك حقوق الإنسان" ضد شعب المساليت، بحسب ما ورد في بيان المحكمة. إلا أنها توقفت عند هذا التقرير،
ولم تتخذ تدابير عاجلة ضد الإمارات لوقف هذه الانتهاكات.

التقسيم وحاكم دارفور

وفي 10 أبريل الماضي، قال حاكم ولاية دارفور مني أركومناوي ما يفهم أنه مع الدولة الواحدة والجيش الواحد وعبر @ArkoMinawi قال: "أتابع باهتمام شكوى السودان ضد دولة الإمارات المعتدية والتي تنظر فيها محكمة العدل الدولية، أشيد بهذا الموقف وأدعو جميع الدول والمنظمات لتبني ذات المنحى لمنع حملات الإبادة الجماعية التي تنفذها  مليشيات الدعم السريع ومحاصرة داعميها في كافة المحافل الدولية.".

المحلل السياسي السوداني عثمان ميرغني بعد نحو 3 شهور،  @OsmanMirghani في خضم مخططات السيطرة الإماراتية من خلال الدعم السريع على مناطق بعينها، علق على تصريحات أصدرها مناوي السبت 2 أغسطس الجاري، وقال: إن "مني أركو مناوي.. حاكم إقليم دارفور أدلى بتصريحات غاية في الخطورة  من حيث الموضوع والتوقيت، أمس الأول أمام لقاء بمدينة بورتسودان ضم الإدارات الأهلية قال (مسؤولون كبار يعتقدون أن تحرير الجزيرة والخرطوم يكفيان لحكم السودان) ثم كرر قصة كان رواها  قبل عامين تقريبا في الأشهر الأولى بعد اندلاع الحرب، عن اتصال ورده من  سفير دولة عظمى يتلمس رأيه حول تقسيم السودان إلى ثلاث دول.. وحدد السفير حدود الدول الوليدة".

واعتبر "ميرغني" أن "هذه التصريحات من الرجل الأبرز في ملف دارفور، تأتي في وقت تئن الفاشر وتصرخ تحت وطاة أقسى كارثة إنسانية، يعاني السكان الجوع والمرض و الحصار الجائر الذي يقترب من اكمال  سنته الثانية.".

وأشار إلى الوضع حاليا في الفاشر من أنه "وداخل المدينة تدافع بشراسة الفرقة السادسة للجيش السوداني والقوة المشتركة و المستنفرين الذين ضربوا أمثلة نادرة للفداء والبطولة والشجاعة في مواجهة 225 هجوما ضاريا حتى الآن.. كلها تكسرت.."

وعن تذبذب "مناوي" أضاف المحلل السوداني أن "مناوي يستخدم الأثير الجماهيري لمخاطبة قيادة الدولة التي يفترض أنه جزء منها، ويستطيع أن يلتقيها صباح مساء، ويناجيها بكل ما يراه ويسمع منها".

وأوضح أن "هذا المسلك لا يعني سوى أن اليأس بلغ به مرحلة الخروج إلى العلن بخطابات السر، لتصبح أزمة مركبة، انفراط حبل الثقة على المستوى القيادي الأعلى بين مجلس السيادة و حركات دارفور بالتحديد مجموعة مناوي و إلى حد ما مجموعة جبريل أيضا، علاوة على  المخاطر بتهديد وحدة القواعد الشعبية، خاصة المتأثرة مباشرة بالأزمة التي تحدث عنها".

ولفت إلى أن "اتهامات مناوي بأن البعض اكتفى بتحرير ولايات الوسط، و لا يرغب في مواصلة استرداد بقية أجزاء الوطن الجريح، قد لا يتسق مع المجهود الخارق الذي يبذله الجيش في  الفاشر ليصد عنها كل المحاولات المصرة على اسقاطها، ولا ينسجم مع البطولات التي سطرتها الفرقة 22 في بابنوسة بولاية غرب كردفان ولا تزال.. ولا حتى المعارك الضارية في سهول كردفان الكبرى الممتدة على مسافات واسعة لم تتوقف فيها قعقعة السنان حتى الأمس".

ونصح الكاتب السوداني عثمان ميرغني مناوي أن "يدير حوارا شفافا خلف الغرف المغلقة في كل ما هو مصنف تحت طائلة "سري للغاية". من أجل الحفاظ على وحدة الشعب قائلا: "طالما أن التصريحات بلغت آذان الشعب، فإن خطورتها الحقيقية في التغافل عنها، أو الاستخفاف بها، فالأسئلة الحتمية يجدر أن تجد إجابة صريحة، اليوم وليس غدا".

وأعاد من جديد تساؤلات يطرحها مناوي "هل صحيح هناك نوايا أو خطة تفصل مصير دارفور عن بقية السودان؟ هل خارطة الطريق التي قدمها السودان إلى الأمم المتحدة مطلع هذا العام استبطنت تلميحا بإمكانية المساومة بما تبقى من السودان؟".

مطالبا الجيش في خضم انشغالاته العسكرية "في سهول  ومدن الجزيرة حتى تكلل النصر بدخول القصر الجمهوري" أن يجيب  على ما طرح عليه بأعلى صوت "لا يحتملان غير اجابة صريحة قوية بـ"لا".

 

https://twitter.com/OsmanMirghani/status/1952089582570287409

ودأبت حكومة أبو ظبي على نفي تورطها في قتل الشعب السوداني، رغم توفر أدلة كافية بحوزة الحكومة السودانية، وتدعمها قرارات حكومة الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على شركات تحتضنها حكومة أبو ظبي وتوفر لها الغطاء لتمرير السلاح والإمدادات إلى ميليشيا الدعم السريع الإرهابية.

ويبدو أن واشنطن عندما شعرت بانتصارات الجيش رجعت إلى المربع الاول؛ تريد حكومية مدينة وتنتقل الحكومة الأمريكية إلى التشاور مع خليفة حفتر ورئيسي كينيا وإثيوبيا في مسالة حرب السودان وهذه الأطراف ليست محايدة بل ولاءاتهم لأبوظبي وللكيان العدو.

وبحسب محللين سودانيين، فإن من أهداف الحكومة "المدنية" التي أعلنها الدعم السريع وحمدوك له يد فيها:

– الدفع بمشروع نشر قوات أفريقية في السودان عبر منظمة الاتحاد الأفريقي في محاولة للحفاظ على المليشيا المتمردة..

– الاعتراف بحكومة مدنية يتم إعدادها في الكتمان برئاسة حمدوك وعضوية خالد سلك وصندل والهادي إدريس وإبراهيم الميرغني (شقيق زوجة طه عثمان الأكبر) وعصمت، وآخرين تتخذ من إثيوبيا وجنوب السودان وتشاد مقراً لإدارة نشاطها،

– فتح ممرات وخطوط إمداد جديدة عبر جنوب السودان وإثيوبيا والكنغو.