في كلمة مصورة هي الأولى له منذ أشهر، وجه الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، رسالة حازمة للاحتلال الإسرائيلي، متوعدًا بوقف التفاوض على صيغ الصفقات الجزئية إذا استمرت حكومة نتنياهو في تعنتها خلال الجولة الحالية من المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة.
قال أبو عبيدة إن كتائب القسام عرضت مرارًا خلال الأشهر الماضية صفقة شاملة للإفراج عن جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، لكن تل أبيب رفضت المقترح، وهو ما قد يدفع المقاومة لإغلاق الباب أمام أي مفاوضات مستقبلية على مقترح الأسرى العشرة.
> 🔗 شاهد كلمة أبو عبيدة الكاملة هنا: أبو عبيدة يتحدث
"استنزاف طويل".. وغياب عربي
في الوقت الذي تقاتل فيه المقاومة الفلسطينية بشراسة، وتنزف غزة تحت وطأة القصف والتجويع والحصار، يواصل النظام العربي الرسمي صمته المطبق، مكتفيًا ببيانات باردة أو تحركات شكلية. لم تشهد العواصم العربية أي خطوات حقيقية للضغط على الاحتلال أو حتى لفك الحصار عن القطاع، بينما تتزايد التقارير عن تواطؤ بعض الأنظمة مع مخططات تهجير أهالي غزة أو الدفع باتجاه حلول تنزع عن المقاومة سلاحها.
أكد أبو عبيدة في كلمته أن مقاتلي القسام أوقعوا “المئات من جنود العدو بين قتيل وجريح” خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، وأن كتائب المقاومة تواصل تنفيذ عمليات نوعية، كاشفًا أن بعض محاولات أسر الجنود كادت تنجح لولا استخدام الاحتلال سياسة قتل جنوده لمنع وقوعهم أسرى.
كما شدد على أن فصائل المقاومة مستعدة لـ“معركة استنزاف طويلة” ضد الاحتلال، متوعدًا بأن “لا خيار لنا سوى القتال بكل قوة وإصرار، وسنقاتل بحجارة الأرض إن لزم الأمر”.
أين العرب؟
في مقابل هذا الصمود البطولي، يرى مراقبون أن موقف الدول العربية بات أقرب إلى “التخلي الكامل” عن غزة، إذ تسعى بعضها للتطبيع العلني مع الاحتلال، فيما تغلق أخرى حدودها بوجه النازحين، متذرعة بالأمن القومي والسيادة الوطنية، بينما شعب غزة يواجه الإبادة الجماعية بلا أي غطاء عربي حقيقي.
يقول محللون إن هذا الصمت العربي لا يعكس فقط ضعفًا سياسيًا، بل يرقى إلى المشاركة الضمنية في خنق القطاع، خاصة مع استمرار إغلاق المعابر ومنع أي دعم عسكري أو حتى إنساني مؤثر من الوصول إلى المقاومة.