تُوفي المعتقل رضا علي منصور -60 عاما- من محافظة الإسماعيلية، بعد سنوات من تدهور حالته الصحية جراء إصابته بالسرطان وهو داخل زنازين عبدالفتاح السيسي.
وكشف "مركز الشهاب" أن شهيد الإهمال الطبي رضا منصور تُوفي داخل "سيارة الترحيلات" أثناء نقله من سجن برج العرب إلى المحكمة في مجمع سجون بدر، ولمسافة تزيد عن 300 كيلو متر، السبت 13 يوليو الجاري، وهو ما يستعيد ذكرى حادث عربة الترحيلات التي انطلقت في أغسطس 2013 من سجن مركز شرطة السلام إلى سجن أبو زعبل واستُشهد فيها نحو 38 معتقلا ليسوا أرقاما.
وأضاف المركز أن سيارة الترحيلات في أشهر الصيف، ومع تكدس المعتقلين داخلها وانتظارها لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة تتحول إلى علبة من الحديد المشتعل تهدد حياة كل من بداخلها؛ فكيف بمريض سرطان في حالة متأخرة؟ .
ونقلت "الداخلية" رضا علي منصور في وقت سابق من هذا الشهر من سجن بورسعيد إلى مستشفى سجن برج العرب بعد تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بمرض السرطان، وعدم توفر العلاج اللازم له داخل مستشفى سجن بورسعيد.
ورغم التدهور الصحي الحاد الذي كان يعانيه، رفضت إدارة السجن زيارة أسرته له الخميس 10 يوليو، بحجة عدم قدرته على استقبال الزوار، وبعد يومين فقط، وتحديدًا يوم السبت، قررت إدارة السجن ترحيله إلى القاهرة لمسافة تزيد عن 300 كيلومتر داخل سيارة الترحيلات المعروفة بظروفها اللاإنسانية، بدلًا من نقله بسيارة إسعاف مجهزة.
وقال تقرير مركز الشهاب: إن "سيارة الترحيلات كانت فرنا وقبرا متحركا، بسبب سوء التهوية، وضيق المساحة، وارتفاع درجات الحرارة داخلها، وهو ما ساهم بشكل كبير في تدهور حالته الصحية".
وعلى الرغم من الاستغاثات التي أُطلقت لإنقاذه أثناء الرحلة، لم يتلقَ أي استجابة تُذكر، مما أدى إلى وفاته داخل السيارة، قبل أن تقوم قوات الترحيلات بالإبلاغ عن الوفاة ونقله لاحقًا إلى المستشفى.
وكانت إدارة سجن بورسعيد رفضت في مناسبات سابقة نقله إلى محكمة بدر بسبب حالته الصحية الحرجة، رغم أن المسافة بين بورسعيد و"بدر" أقصر بكثير من المسافة بين "برج العرب" وبدر، ما يسلط الضوء على حجم الإهمال والتعنت الذي تعرض له، والذي تسبب في وفاته بهذه الطريقة القاسية.
يذكر أن هذه هي الوفاة رقم 21 بين صفوف المعتقلين منذ بداية عام 2025، في ظل استمرار الانتهاكات الصحية والإنسانية.
الحقوقي مسعد البربري @Albarbary6 أشار إلى أن رضا منصور توفي أيضا بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان متسائلا: "ماذا يضير النظام إذا منح المعتقلين المصابين بأمراض ميؤوس من علاجها عفوًا طبيًّا، ليقضوا ما تبقّى من أعمارهم بين ذويهم؟!".
وأبدى تعجبا من موافقة إدارة السجن على ترحيل الضحية كل هذه المسافة (برج العرب -بدر) وهو في هذه الحالة داخل سيارة الترحيلات؛ رفضت تمكين أسرة الضحية من زيارته يوم الخميس 10 يوليو بسبب وضعه الصحي الحرج.
وأضاف أن رجلا 60 عامًا من عمره، داخل سيارة الترحيلات أثناء نقله من مستشفى سجن برج العرب بالإسكندرية إلى محكمة بدر بالقاهرة، لحضور إحدى جلسات محاكمته، وذلك بعد استغاثات متكررة لإنقاذه دون جدوى.
رفضوا استغاثاته
وكانت "الشبكة المصرية لحقوق الانسان " رصدت أن رضا على منصور توفي داخل سيارة الترحيلات بعد استغاثات بإنقاذه دون جدوى".
وتساءلت الشبكة عن رفض إدارة سجن برج العرب السماح لأسرته بزيارته يوم الخميس 10 يوليو 2025، بحجة تدهور حالته الصحية وعدم قدرته على استقبالهم، ثم وبعد يومين فقط، وتحديدًا يوم السبت، يوافقون على ترحيله قسرًا إلى القاهرة، لمسافة تزيد عن 300 كيلومتر، داخل سيارة الترحيلات المعروفة بظروفها اللاإنسانية.
وأشارت المنظمة إلى أنه ألم يكن أولى، بدلا "من “الفرن” أو “القبر المتحرك” وسوء التهوية وضيق المساحة والروائح الكريهة، أن يكون نقله في سيارة إسعاف مجهزة تتناسب مع حالته الصحية الحرجة، وفي ظل درجات حرارة مرتفعة وظروف نقل قاسية، حيث تدهورت حالته الصحية بشكل بالغ، وبالرغم من الاستغاثات بإنقاذه داخل سيارة الترحيلات الا انه لم يتلق أي اهتمام، مما أدى إلى وفاته داخل السيارة، وقد قامت قوات الترحيلات بالإبلاغ عن الوفاة بعد أن فارق الحياة، ثم نقله إلى المستشفى".
وحمّل الحقوقيون وزارة الداخلية ومصلحة السجون، وكافة المسؤولين في إدارة سجن برج العرب، المسؤولية الكاملة عن وفاة المعتقل رضا علي منصور، وأدانوا بأشد العبارات الإهمال الطبي الجسيم وسوء معاملة السجناء المرضى، كما تطالب الشبكة بفتح تحقيق عاجل، شفاف ومستقل في ملابسات وفاته، ومحاسبة جميع المسؤولين عن هذا الانتهاك الخطير.