مع ارتفاع الدولار والبترول…فوضى ومضاربات فى سوق الذهب واستغلال للمستهلكين وأسعار مبالغ فيها

- ‎فيتقارير

 

 

مع تداعيات الحرب بين ايران ودولة الاحتلال تحولت سوق الذهب المصرية إلى ساحة مضاربات واستغلال للمستهلكين مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية حيث يتوقع الخبراء والصاغة أن يسجل عيار 21 أكثر من 5 آلاف جنيه خلال الأسبوع الجارى وأن يتجاوز الـ 5500 جنيه بنهاية العام

فى ظل هذه التطورات تشهد أسواق الذهب المحلية حالة من الاضطرابات والتفاوت السعري، وسط محاولات من بعض التجار لدفع الأسعار إلى مستويات مبالغ فيها وغير مبررة، كما أن هناك موجة لـ "استغلال المستهلك" تجتاح الأسواق

كما أن ارتفاع أسعار الدولار والبترول دفع بأسعار الذهب إلى مزيد من الارتفاع

 

مستويات قياسية

 

من جانبه أكد أمير رزق خبير المشغولات الذهبية أن الحروب والتوترات السياسية تؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع أسعار الذهب مشيرا إلى أن الارتفاع في أسعار الدولار والبترول عالميًا نتيجة الصراعات الأخيرة كان له تأثير واضح على أسواق الذهب.

وقال رزق فى تصريحات صحفية إن سعر الأونصة قد يصل إلى 3500 دولار خلال الأيام القليلة المقبلة وإذا حدث ذلك فإن الذهب عيار 21 سيقفز إلى 5000 جنيه وربما أكثر بدءًا من يوم الاربعاء المقبل مؤكدًا أن الشراء في الوقت الحالي يمثل فرصة جيدة للربح ولكن يجب أن يتم ذلك بحكمة وهدوء من خلال الشراء عند كل تراجع مؤقت في السعر بنحو 100 جنيه مقابل شراء بميزانية تدريجية قدرها 20000 جنيه.

وأشار إلى أنه لا ينصح بالبيع في هذه المرحلة على الإطلاق مؤكدا أن السوق في اتجاه صاعد ومن المتوقع أن يصل سعر عيار 21 إلى 5500 جنيه بنهاية العام الجاري ومع استمرار الحرب ربما نشهد مستويات قياسية جديدة أعلى من ذلك.

 

الدولار

 

وأكد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، أن أسعار الذهب المحلية تواصل صعودها القوي خلال تعاملات الأسبوع، مستفيدة من الارتفاعات الكبيرة التي سجلها الذهب عالميًا بنسبة وصلت 3.7% تقريبًا، إلى جانب التغيرات التي طرأت مؤخرًا على سعر صرف الدولار أمام الجنيه ليرتفع الى نحو 50.70 جنيه.

وقال واصف فى تصريحات صحفية أن سعر جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في السوق المصرية، قفز بنحو 250 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 5.3%، لينهي تعاملات الأسبوع عند 4900 جنيه، مقارنة بـ4650 جنيهًا في بداية الأسبوع، مشيرًا إلى أن السعر سجل أعلى مستوياته عند 4910 جنيهات، وهو ما يعكس اختراقًا واضحًا لنطاق التداول العرضي الذي سيطر على السوق لفترة طويلة.

وأشار إلى أن هذه القفزة في الأسعار تعود بالأساس إلى الارتفاع الكبير في سعر أونصة الذهب عالميًا، والتي نجحت في اختراق مستوى 3400 دولار، وسجلت أعلى مستوياتها منذ قرابة شهرين عند 3446 دولارًا للأونصة، مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد تصاعد الصدامات العسكرية بين إيران والكيان الصهيوني، مما عزز الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن.

وأضاف واصف، أن عودة الدولار للارتفاع أمام الجنيه في البنوك الرسمية بعد فترة من التراجع، ساهمت بدورها في تعزيز مكاسب الذهب محليًا، لافتًا إلى أن التوترات الإقليمية قد تدفع إلى مزيد من الطلب على الدولار في السوق، وهو ما يضغط على سعر الصرف ويعزز اتجاه أسعار الذهب نحو مزيد من الارتفاع.

وتوقع أن يستمر الذهب في تحقيق مكاسب خلال الفترة المقبلة، سواء على المستوى العالمي أو المحلي، ما دامت العوامل الداعمة تستمرة في المشهد، وعلى رأسها التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسواق العملات.

 

استغلال المستهلك

 

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسواق الذهب المحلية تشهد حالة من الاضطرابات والتفاوت السعري، وسط محاولات من بعض التجار لدفع الأسعار إلى مستويات مبالغ فيها وغير مبررة، محذرا من موجة "استغلال المستهلك" التي اجتاحت الأسواق.

وكشف امبابى فى تصريحات صحفية أن عددا من التجار قرروا رفع سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5020 جنيهًا، في خطوة لا ترتبط بأي متغير منطقي في سعر الدولار أو الأوقية العالمية، أو العرض والطلب.

وشدد على أن سعر 5000 جنيه لجرام 21 لا يُعبّر عن القيمة العادلة للذهب، بل يعكس استغلالًا صريحًا لحالة الغموض والارتباك في السوق.

وأشار امبابى إلى أن «آي صاغة» ثبتت السعر عند 4900 جنيه، وتعاملت بناء عليه، إيمانًا بأن مسؤوليتها تتجاوز مجرد عرض الأسعار، وتمتد إلى حماية المستهلك وتقديم صورة واقعية وعادلة لما يحدث في السوق.

وأضاف، أن هذا الموقف لم يكن سهلًا في سوق يسوده التفاوت وتغلب عليه ثقافة البيع تحت ضغط الخوف أو الطمع، لكن «آي صاغة» اختارت أن تحافظ على ثقة جمهورها، لا أن تبحث عن أرباح سريعة قد تأتي على حساب الشفافية.

واوضح امبابى أنه بعد تراجع الأسعار وعودة السوق إلى مستويات أقرب للمنطق، يتأكد للجميع أن الصدق ليس فقط موقفًا أخلاقيًا، بل رؤية اقتصادية سليمة، وأن المنصات التي تلتزم بالوضوح ستكون دائمًا أكثر قدرة على كسب الثقة والاستمرار.

 

التوترات في المنطقة

 

على الصعيد العالمي، أوضح، إمبابي، أن أسعار الذهب بالبورصة العالمية سجلت ارتفاعًا ملحوظًا حيث لامست الأوقية مستوى 3453 دولارًا، وهو أعلى مستوى لها في شهرين، قبل أن تتراجع بشكل طفيف مع اتجاه المستثمرين إلى جني الأرباح.

وشدد على أن الذهب لا يزال مدعومًا بالمخاوف من اتساع رقعة التوترات في المنطقة، إلا أن ضغوط جني الأرباح كبح المكاسب الحادة.

وكشف عن استقرار سعار الفضة بالأسواق المحلية، رغم الاتفاعات الطفيفة في سعر الأوقية بالبورصة العالمية، مدعومة بنفس العوامل الداعمة للذهب من حيث تدفق السيولة نحو الأصول الآمنة، في ظل توقعات بأن يتجه الفيدرالي إلى تخفيف سياسته النقدية لاحقًا هذا العام، إلا أن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وعودة شهية المخاطرة لدى المستثمرين في الأسهم حدّا من زخم الصعود.