370 ألف أسرة بدون مأوى…قرار الاحتلال بوقف دخول المساعدات يحول حياة الفلسطينيين إلى جحيم

- ‎فيتقارير

 

 

تصاعدت أزمة الفلسطينيين الذين يعيشون بدون مأوى خاصة في شمال غزة عقب عودتهم من التهجير القسري الذي فرضته عليهم قوات الاحتلال الصهيوني خلال حرب الإبادة التي استمرت نحو 15 شهرا، وقد فوجئ العائدون إلى شمال القطاع بمنازلهم مدمرة تماما ولا تصلح للعيش على الإطلاق .

ورغم أن البروتوكول الإنساني الذي تضمنه اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال  ينص على أنه خلال المرحلة الأولى يجب على إسرائيل السماح بدخول 60 ألف منزل متنقل (كرفانات) و200 ألف خيمة إلى غزة، لكن دولة الاحتلال لم تلتزم بتنفيذ هذا البند من البروتوكول الإنساني، ما أجبر آلاف العائلات على العيش في العراء، وسبّب ضغطاً شديداً وطلباً مرتفعاً على الخيام والكرفانات التي وعِد بها سكان غزة المنكوبين. 

ومع قرار الاحتلال بوقف دخول المساعدات إلى قطاع غزة تزايدت الأزمة، وأصبح الفلسطينييون يعانون من عدم وجود مأوى وعدم وجود غذاء أو دواء ما يهدد يتحويل حياتهم إلى جحيم .

يشار إلى أن دولة الاحتلال دمرت خلال حربها على القطاع نحو 79 في المئة من مساكن غزة، وبات الجميع يبحث عن خيام أو “كرفانات” للعيش فيها عوضاً عن منازلهم المسحوقة. 

وتشير التقديرات الحكومية في غزة إلى وجود مليون ونصف مليون فرد بلا مأوى، وجميعهم يحتاجون إلى خيام وكرفانات مؤقتة، إلى حين بدء عملية الإعمار، ولكن لا يوجد في القطاع عدد كاف من الخيام ويضطر كثيرون للعيش في العراء. 

 ووفقاً للبيانات الحكومية يوجد في غزة نحو 500 ألف أسرة، من بينها حوالي 370 ألف عائلة بحاجة إلى مأوى سواء خيم أو كرفانات، وبالنسبة للخيام فإنها بحاجة إلى تغيير مستمر كل عام على الأقل وتصبح الأزمة أكثر تعقيدا في ظل استغراق إعادة الإعمار حوالي 15 سنة. 

 

منزلي مدمر

 

حول هذه الأزمة قالت إيناس مواطنة من أهالي شمال غزة: “عندما عدت إلى الشمال بعد نزوح قسري في المنطقة الإنسانية جنوب القطاع، وجدت منزلي مدمراً بالكامل، وعبارة عن حجارة متناثرة فقط، وحاولت استصلاح غرفة لنعيش فيها لكن للأسف كل شيء خراب . 

وأشارت إيناس إلى أنها اضطرت إلى أن تطلب من جيرانها العيش معهم في خيمتهم البالية المهترئة بفعل العوامل الجوية، مؤكدةً أن ذلك ليس حلاً، وكل أملها حالياً هو أن تحصل على مأوى تعيش فيه. 

وأضافت : لا أريد طعاماً ولا شراباً ولا أي شيء آخر، أطلب فقط خيمة أعيش فيها مع أبنائي، مشيرة إلى أنها حاولت التواصل مع المؤسسات الدولية للحصول على إيواء، وجاء الرد : “عندما تسمح إسرائيل بدخول الخيام لك الأولوية” فلا مأوى في غزة. 

وأعربت إيناس عن حزنها وقالت : “كانت لنا بيوت جميلة، والحرب حرمتنا منها، أقصى طموحي اليوم هو أن أحصل على خيمة، أو حتى بيت متنقل، أي كرفان لا أحلم به، هذه الحرب جعلتنا نعيش حياة بدائية وقبلنا بها، لكن هي لم تقبل بنا وتجعلنا نعاني”. 

 

تهجير الفلسطينيين

 

من جانبه قال حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس: إن “اتصالات الوسطاء ركزت على العمل على ضرورة إدخال الخيام والبيوت الجاهزة واستمرار تدفق الإغاثة”.

وأضاف قاسم في تصريحات صحفية : دولة الاحتلال كانت قبل قرارها بوقف دخول المساعدات تتذرع بالأمور اللوجستية لمنع دخول المساعدات إلى غزة، مؤكدا أنه لا يوجد ما يمنع من السماح بإدخال الخيام والمنازل المتنقلة بالحجم المتفق عليه، لكن دولة الاحتلال لا تريد الوفاء بالتزاماتها وتعمل على التضييق على سكان غزة من أجل تهجيرهم إلى الخارج . 

وحذر من أن عدم إدخال الخيام والكرفانات بكميات كافية ثم وقف دخول المساعدات يمثل تهديداً مباشراً لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أن الاتفاق كاد أن ينهار أكثر من مرة، لكن تدخل الوسطاء حال دون ذلك .

 

أوضاع كارثية

 

وأكد سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الأوضاع الإنسانية لا تزال كارثية في القطاع وتتدهور بشكل خطير، في ظل استمرار دولة الاحتلال في المماطلة والتلكؤ في تنفيذ البروتوكول الإنساني، رغم وضوح بنوده وتحديد الاحتياجات والأولويات المطلوبة والنص بشكل واضح على مواقيت محددة.

وقال معروف في تصريحات صحفية : “لم تتجاوز حصيلة ما تم إدخاله إلى غزة 30 في المئة من احتياجات القطاع من الخيام، كما لم يتم إدخال أي بيوت متنقلة، ما يعني أن مئات آلاف المواطنين في غزة يعيشون في الشارع دون مأوى مناسب”.

وحذر من تزايد الأزمة مع قرار دولة الاحتلال بوقف دخول المساعدات إلى القطاع، من أجل الضغط على المقاومة الفلسطينية للإفراج عن الأسرى الصهاينة ودون أن تنسحب قوات الاحتلال من غزة .

 

اعتراف الاحتلال

 

في المقابل زعم ديفيد منسر المتحدث باسم حكومة الاحتلال ،أنه لا توجد إمكانية لإدخال كرفانات إلى قطاع غزة.

وقال منسر في تصريحات صحفية: “لا يوجد تنسيق بهذا الخصوص في اتفاق وقف اطلاق النار، زاعما أنه لا يوجد أي بنود تتعلق بإدخال الكرفانات أو المعدات الثقيلة إلى غزة” . 

واعترف بأن إسرائيل أدخلت إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار نحو 20 ألف خيمة إيواء من أصل 200 ألف خيمة متفق عليها ضمن البروتوكول الإنساني، وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجات السكان المدمرة بيوتهم.