أثار إبراهيم العرجانى والمعروف بـ”حميدتى مصر ” من خلال إعلان مجموعة “العرجاني جروب” الجديد عن منتجاتها وشركاتها الكثيرة خلال شهر رمضان الجدل، خاصة ما حملته كلمات الإعلان من جمل دفعت متابعين ومراقبين للتكهن حول دلالاتها والهدف منها، والتساؤل حول مصادر التوسع الكبير للمجموعة خلال 3 سنوات وغير المنطقي في ظل ظروف مصر الاقتصادية ، مما يؤكد أن”العرجانى ” ما هو إلا واجهة لاستثمارات عائلة السيسى التي يديرها نجله محمود .
ووفقا لمراقبين فان تاريخ “العرجاني” بدأ بقتل جنود مصر واختطاف أفراد الشرطة واتهامات جملة وقطاعي في كل مجالات الإجرام صغيرها وكبيرها”، مضيفين: “أما الجغرافيا فتخريب شمال سيناء وعمالة للصهاينة صوت وصورة وتقارير دولية وإقليمية ومحلية وبلطجة وإتاوات على أهل غزة”.
العرجاني الذي تصفه “نيويورك تايمز” الأمريكية في يونيو 2024، بأنه بـ”تايكون”، اتهمه تحقيق نشره موقع “الحرة” الأمريكية في آذار/ مارس 2024، هو وشركة “هلا”، بفرض دفع عشرات الآلاف من الدولارات لقاء خروج الفلسطينيين من غزة عبر معبر رفح البري، مشيرا لقرب العرجاني والشركة من أجهزة سيادية مصرية.
ويطرح مراقبون التساؤل: كيف وصلت إمبراطورية العرجاني الاقتصادية لهذا الحجم من الأعمال والتوسع تراجع القطاع الخاص المصري وتقلصه وتخارج بعض شركاته للسعودية والإمارات والشطب من البورصة المصرية والتسجيل ببورصات عربية وعالمية، ونقل أعمالها لبلدان تقدم ملاذات آمنة (الأوفشور)؟.
وبالتزامن مع الإعلان الذي لا تخلو منه فضائية تابعة للانقلاب ، استحوذت مجموعة العرجاني، على 50 بالمئة من شركة “رولنج بلس” للصناعات، بهدف إعادة إحياء مشروع إنشاء مصنع لإطارات السيارات باستثمارات مليار يورو بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة لإنتاج 7 ملايين إطار سنويا، بالمشاركة مع شركة “كونكريت بلس” التي كانت تمتلك حصة 70 بالمئة من شركة “رولنج بلس”.
الإعلان رصد حجم أنشطة العرجاني الاقتصادية في 6 قطاعات رئيسية لمدة 3 دقائق، ظهر فيه 12 من مشاهير الفن والرياضة، وحمل عبارات غير مفهومة مثل: “احنا التاريخ والجغرافيا وبنقولها بالذوق والعافية مين زينا في الدنيا دي”، و”بتعرف تعد لحد كام دول مش تلامذة دول قدام”، و”لدينا 30 ألف موظف وخبير في الخدمات الأمنية ونتولى تأمين 400 جهة وكيان بمصر”، و”أكبر كيان اقتصادي متنوع في الجمهورية الجديدة”.
الإعلان الذي ظهرت فيه أنغام، وأحمد سعد، ودينا الشربيني، وكريم فهمي، وهدى المفتي، وأحمد مالك، ومحمد لطفي، وعصام السقا، ومنى عبدالغني، وشهيرة، ومحسن محيي الدين، وبيج رامي، أشار إلى أعمال العرجاني في قطاعات الفنادق، والتشييد والبناء، والأمن والخدمات، والتجارة والتصدير، والصناعة، والعقارات.
ويضم القطاع الفندقي للعرجاني جروب، 5 شركات تعمل في الضيافة والسياحة، تدير 11 فندقا بإجمالي 3400 غرفة، يعمل بها 4100 موظف، وذلك إلى جانب قطاع التشييد والبناء الذي يقوم بتنفيذ 450 مشروعا، يعمل بها 150 ألف عامل، و3500 موظف، و550 مهندسا.
ويشمل قطاع الصناعة 8 مصانع، يعمل بها 10 آلاف شخص، بينها خطوط تجميع سيارات (BMW)، والتصنيع المحلي لسيارات (جيلي)، بجانب تنفيذ القطاع العقاري، لـ 10 مشاريع لوحدات سكنية ومراكز اقتصادية ومباني إدارية.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبر مصريون عن حجم استفزازهم من مضمون إعلان العرجاني، وكلماته والتي من بينها: “تعرف تعد لحد كام؟ دول مش تلامذة دول قدام”.
ورد السفير المصري محمد مرسي: “معلهش، إحنا شعب فقير مبنعرفش نعِد، لأننا ببساطة لا نملك ما يمكن عدّه، والبركة فيك وفي أمثالك الذين أوصلونا لهذه الحالة”.
وأضاف: “أقر وأعترف بأنكم مش تلامذة فعلا، ففي غضون سنوات تعد علي أصابع اليد بقيتو كمان قُدام، وبقيتو تعايرونا بأننا منعرفش نعد اللي عندكم”.
وفي ظل الانتقادات لإعلان العرجاني الجديد، أشار البعض إلى أن إعلان المجموعة خلال شهر رمضان 2024، كان أقل إثارة للجدل، وخلا من نجوم الفن وغلب على من فيه عمال الشركة ومصانعها وسيارتها، كما جاء خطابه مباشرا للمصريين وتقديم أعمال الشركة لهم والتعريف بهم والتأكيد على أنهم شركاء، حيث جاء بعنوان: “بنبني لكل مصري”.
وتخطط “مجموعة العرجاني” لاستثمار مليار دولار في قطاعي السيارات والسياحة خلال السنوات الخمس المقبلة، على أن توزع هذه الاستثمارات مناصفة بين القطاعين، وفق ما قاله الرئيس التنفيذي للمجموعة عصام العرجاني في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وفي ذلك الحين، أثار نجل العرجاني الجدل بحديثه عن توسع المجموعة بشكل كبير في الداخل وفي خارج البلاد، ما أثار التساؤل حينها ويثيره الآن حول مصدر أموال كل تلك المشروعات، ومدى وقوف عائلة رئيس النظام عبدالفتاح السيسي أو أجهزة سيادية مصرية خلفها.
وعبر صفحته بـ”فيسبوك”، تساءل الباحث المصري عمار فايد: هل التساؤل المتكرر حول مصدر ثروة العرجاني وامبراطوريته الاقتصادية، سؤال جاد؟”، مضيفا: “هل يوجد شك أنه مجرد واجهة لاقتصاد (حكومي) و(سيادي)؟”.
وفي 2024، أطلق العرجاني ومجموعة الغانم الكويتية، وشركة محمد يوسف الناغي السعودية، شركة “أوتو موبيليتي” باستثمارات 100 مليون دولار لتكون وكيلا لسيارات “جيلي” الصينية في مصر.
وقال العرجاني، الابن، لـ”الشرق مع بلومبيرغ”، إن المصنع الجديد لشركته يستهدف تصدير 30 ألف سيارة، لافتا إلى أن حجم الاستثمارات بخط الإنتاج الجديد يبلغ 100 مليون دولار، إذ يتجاوز “المكون المحلي لمصنع (جيلي) الجديد في مصر مستوى 49 بالمئة”.
وعلى صعيد النشاط السياحي للمجموعة، أكد أن مجموعته لديها 11 فندقا في مصر، بطاقة تصل إلى 4 آلاف غرفة، مضيفا “نستهدف إضافة 20 ألف غرفة باستثمارات 500 مليون دولار خلال 5 سنوات”.
واستحوذت “العرجاني جروب” على مشروع “بيانكي” في الساحل الشمالي الغربي لمصر على مساحة 481 ألف متر، بحجم استثمارات في المرحلة الثانية يتخطى مليار جنيه.
وعن أعمالهم في ليبيا، أوضح العرجاني أن لديهم 88 شركة مقاولات مصرية و200 فريق استشاري هناك، للعمل على إعمار جارة مصر الغربية، بحجم أعمال يصل إلى 2 مليار دولار.
وفي 17 شباط/ فبراير الماضي، وقعت مجموعة العرجاني شراكة استراتيجية مع شركة “CSCEC” الصينية بحجم استثمارات يصل إلى 5 مليارات دولار خلال 3 سنوات، بمجال المقاولات والقطاع الصناعي في مصر والسعودية والإمارات وليبيا.
حينها أكد نجل العرجاني أنه من المستهدف الوصول لحجم أعمال بقيمة 500 مليون دولار في السنة الأولى للشراكة، والتعاون في مشروع رأس الحكمة بمصر وبعض المشروعات في ليبيا والسعودية.
أوضح العرجاني أن المجموعة تنفذ عدة مشروعات داخل العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى مشاركتها في تنفيذ مشروع “ذا أرك” بمنطقة التسعين الجنوبي في التجمع الخامس.
ويتعاظم نفوذ العرجاني بشكل مطرد، منذ تأسيس اتحاد القبائل العربية والمصرية وفوزه برئاسة الاتحاد -يصفه البعض بإثارة النعرات القبلية بالبلاد- في أيار/ مايو 2024، ومع تأسيس حزب “الجبهة الوطنية” رسميا في 10 شباط/ فبراير الماضي، بقيادة وزير الإسكان السابق عاصم الجزار أحد قيادات مجموعة العرجاني.
العرجاني، صاحب الموكب المثير للجدل بعدد سياراته وسلاحه وما يردده من أغانٍ، تجلى نفوذه قبل أسبوع عبر حملة الانتقادت والتهديد التي قادها ضد رجل الأعمال المصري حامد الشيتي، على خلفية انتقاد الأخير بدو مرسى مطروح، واتهامهم بتعطيل أعماله هناك.
كما أنه في شباط/ فبراير الماضي أكدت مصلحة الجمارك المصرية استمرار حظر تصدير كافة أصناف الأرز أيا كان منشأها وذلك امتدادا لقرار وزارة الصناعة والتجارة لعام 2016، في توجه مستمر منذ 9 سنوات، لكن مجموعة العرجاني كسرت ذلك القرار، وسط تساؤلات حول من يقف خلف العرجاني؟، ولماذا شركته فقط من تقوم بتصدير الأرز؟.
وأعلنت شركة “أبناء سيناء” التابعة لمجموعة العرجاني أنها تصدر الأرز إلى 18 دولة في العالم، وذلك بعد شهر من بيانات حكومية تشير إلى ارتفاع قيمة صادرات الأرز المصرية 38.8 بالمئة رغم سريان قرار حظر التصدير.