لأن المنقلب السفاح السيسي وعصابة العسكر يفتقرون لكل صفةحسنة وخاصة الشرف والنزاهة والإخلاص، بالتالي فاقد الشيء لا يعطيه، ولذلك رأيناه منذ اللحظة الأولى للاستيلاء على السلطة يكيل الاتهامات الملفقة للرئيس الشهيد الدكتور مرسي، حتى بعد مقتله، ثم قتل ابنه عبد الله، ثم إهانة أسرته وباقي أبنائه.
وتعيش عائلة الرئيس الشهيد مرسي، في قرية العدوة، التابعة لمركزههيا، بمحافظة الشرقية، مسقط رأس الدكتور مرسي، فيما تقيم عائلته الصغيرة بمدينة الزقازيق عاصمة المحافظة، دون أي نشاط سياسي أوحزبي أو حتى مجتمعي، ورغم ذلك يحاصر المنقلب الأسرة في العدوة والزقازيق، رغم عدم قيامهم بأي نشاط سياسي أو حزبي أو حتى مجتمعي.
وفى مدنية الزقازيق يجري فرض طوق أمني شديد على تحركات العائلة، التي لا يمكنها الإدلاء بأية أحاديث صحفية حول أوضاعها ولا أوضاع نجلها المعتقل أسامة مرسي، تحسبا لعدم ملاحقة أفراد جدد من العائلة .
لكن من آن إلى آخر تكتب زوجة الرئيس الشهيد وأم أبنائه الخمسة (أحمد، والشيماء،وأسامة، وعمر، وعبد الله) السيدة نجلاء علي محمود، -تزوجا عام 1980- كلمات مؤثرة في ذكرى وفاة زوجها ونجلها عبد الله، الذي قتله السيسي.
وكان قرار نيابة الانقلاب بإعادة تدويرالمعتقل أسامة محمد مرسي، نجل الرئيس الشهيد مرسي بقضية جديدة، رغم عدم انتهاء محكوميته السابقة، التساؤلات حول أسباب إصرار رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، على التنكيل بعائلة الرئيس الراحل، على غير ما قام به رؤساء مصر السابقون من تكريم عائلات من سبقوهم.
ورصد البعض مواقف تاريخية عديدة منها أنه عندما وضع جمال عبد الناصر، الرئيس محمد نجيب رهن الاعتقال وقيد الإقامة الجبرية نوفمبر 1954، في بيته بمنطقة المرج شمال شرق القاهرة، لم ينكل بعائلته.
وأشاروا إلى أنه عندما تخلص عبد الناصر من قائد الجيش عبد الحكيم عامر في 14 أيلول/ سبتمبر 1967، ظهرت عائلة عامر لاحقا لتتولى المناصب والتي كانت آخرها لنجل شقيقه طارق عامر كمحافظ للبنك المركزي 7 سنوات (2015- 2022).
كما اعتاد رؤساء مصر تكريم أسر رؤسائها السابقين، كما فعل أنور السادات، وحسني مبارك، وحتى الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي كرّم أسرة السادات أكتوبر 2012، حتى إن السيسي، نفسه، لم ينكل بأسرة مبارك وسمح بخروجه ونجليه من السجن، وودعه في جنازة عسكرية ورسمية 26 شباط/ فبراير 2020.
كما أن السيسي، عندما أمر بتوقيف رئيس اركان الجيش المصري الأسبق الفريق سامي عنان 23 كانون الثاني/ يناير 2018 ثم عامين، لم ينكل بعائلته، ولا بعائلة الفريق أحمد شفيق الذي جرى ترحيله من الإمارات لمصر عام 2017، وتحديد إقامته فترة من الزمن.
على النقيض
ولكن وعلى النقيض يواصل السيسي التنكيل بعائلة الرئيس الراحل، وخاصة نجله أسامة مرسي، عضو فريق الدفاع عن والده والذي جرى اعتقاله في كانون الأول/ ديسمبر 2016، والذي منذ ذلك الحين مُنعت عنه تماما الزيارات ولأكثر من 8 سنوات، إلا من زيارة واحدة لأسرته من خلف حائل زجاجي نهاية عام 2017.
وفي هذا السياق، قررت نيابة أمن الدولة العليا بسلطة الانقلاب ، الاثنين الماضب ، محاكمة أسامة مرسي، جنائيا، بالقضية(رقم 1096 لسنة 2022)، وذلك قبل انتهاء حكم حبس سابق بحقه مدته 10 سنوات صادر منذ العام 2016، وينتهي العام المقبل.
وُجهت لأسامة مرسي، اتهامات جديدة بالتحريض على العنف، رغم أنه لا يزال رهن الاعتقال ويقضي فترة عقوبته، بين سجن “العقرب شديد الحراسة” جنوب القاهرة و”سجن بدر 3″، قرب العاصمة الإدارية الجديدة.
وعلى خلفية حثه “الأمم المتحدة” لمراجعة الانتهاكات بحق والده، كونه المتحدث الرسمي باسم العائلة وعضو فريق الدفاع عنه، واجه مرسي الابن ثلاث قضايا أولها المعروفة إعلاميا بـ”فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة”، في آب/ أغسطس عام 2013، وصدر فيها حكم أولي بالحبس 10 سنوات في أيلول/ سبتمبر 2018.
أما ثاني القضايا فكانت الاتهام بحيازة سلاح أبيض “سكين مطبخ” وُجد بمنزله، وتم فيها تخفيف العقوبة من 3 سنوات إلى شهر حبس في تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
وكانت ثالث القضايا هي دعوى إسقاط الجنسية المصرية عن أسامة وشقيقته شيماء مرسي، وهي القضية التي رفضتها محكمة القضاء الإداري في تموز/ يوليو 2019.
أسامة مرسي المحبوس على ذمة قضية فض اعتصام رابعة العدوية، بعد مرور أحداثها بـ3 سنوات، خرج من زنزانته الانفرادية مرتين فقط، الأولى في 17 حزيران/ يونيو 2019 لحضور جنازة والده، والثانية في 4 أيلول/ سبتمبر 2019 لحضور جنازة شقيقه الأصغر عبد الله.
وفي إحدى جلسات محاكمته، كشف أسامة مرسي عن ظروف اعتقاله القاسية، حيث قال للقاضي إنه محتجز في زنزانة انفرادية، وممنوع من التواصل مع السجناء الآخرين، كما يُحرم من العلاج والكتب الدراسية التي يحتاجها لإكمال دراساته العليا، ويُمنع من صلاة الجمعة.
وصية الرئيس الشهيد
والأحد الماضي، وقبل يوم واحد من قرار التدوير، كتبت زوجة أسامة مرسي، إسراء النجار: “اللهم في هذه الأيام المباركة فك قيد عبدك أسامة، وأسر المأسورين، واجعله شهر فرج وجبر علينا وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم”، ليكتب شقيقه أحمد مرسي: “فك الله قيدك وردك إلينا رداجميلا يا أخي”.
وفي أغسطس 2017، وفي مشهد سجلته الكاميرات داخل محكمة مصرية ظهر أسامة مرسي، يحتضن زوجته ونجله الذي ولد قبل اعتقال أسامة بـ 27 يوما فقط، فيما أكدت مصادر مقربة من الأسرة أن نجله الآن يبلغ 8 سنوات و4 شهور لم ير فيها والده إلا وهو رضيع.
ويظل ذلك المقطع الأكثر إثارة في حياة عائلة مرسي، حيث يظهر عبد الله مرسي في المشهد الذي قد يعد الأخير له مع أخيه أسامة، حيث توفي بعدها بعامين في واقعة مثيرة للتكهنات والتساؤلات واتهامات حقوقية للسلطات باستهدافه في سبتمبر 2019.
وقال مصدر مقرب من عائلة الرئيس، في حديث سابق: إن “الرئيس مرسي كان قد طالب أسرته في إحدى الزيارات وقبل وفاته بتوصيل رسالة منه إلى نجله أسامة تقول: (جدد نيتك فأنت حُبست لله وللوطن وليس لأجل
أبيك)”.
وقال مصدر آخر: إن “مقربين من أسرة الرئيس يرغبون في الحديث عن أزمة أسامة مرسي، وعما يطاله من تنكيل، في ظل تجاهل وضعه الحقوقي والإنساني والصحي المزري، وحرمانه من أبسط الحقوق القانونية ومنها الزيارة والحصول على الدواء”.