رغم أن إعلام الانقلاب يرى أن الخطة المصرية التى عرضها السيسى أمام القمة العريبة ،هى انجاز تاريخي للقضية الفلسطينية ، وشعب غزة خصوصا ، الإ ان بيان القمة هذا كان عبارة عن “إشارات لا تُسمن ولا تُغني من جوع “، فالحديث عن الإعمار ، جاء بدون مخطط زمنى ، أو تحديد من يتحمل فاتورة الإعمار ، في ظل غياب شيطان العرب محمد بن زايد ، ومحمد بن سلمان ولى عهد السعودية وهى الدول القادرة على تحمل النصيب الأكبر ، إذا كانت هناك إرادة عربية حقيقية .
وفي قراءته لمخرجات القمة العربية قال الأكاديمي الجزائري، سعد الدين دداش، في تصريحات صحفية”اطلعت على مسودة البيان؛ وألفيتها لا تستجيب للحد الأدنى من تطلعات شعوب المنطقة التي تكتوي بنار العدو، أو تعيش ضغوطات شديدة”.
وأضاف: “في نظرنا قبل الحديث عن إعمار غزة، كان ينبغي أن يخرج في صدر التوصيات إدانة صريحة للاحتلال وتحميله مسؤولية الجرائم، ثم التوصية بضرورة وقف الحرب الهمجية وفتح المجال لعودة أهل غزة لديارهم دون تهديد مع فتح الطريق للمساعدات الإنسانية، خاصة في شهر رمضان”.
وأعرب عن أسفه من أنّ: “كل ذلك تم إغفاله إلا من إشارات لا تُسمن ولا تُغني من جوع”، مبينا أنه “كنا ننتظر توصية بحجم مصر العروبة، والأخت الكبرى الفاعل والمؤثر والمتأثر”.
وعن موافقة ترامب للخطة العربية أو رفضه لها قال دداش: “هي خاضعة للتكتيك والمناورة؛ بمعنى إذا التأم الصف العربي وتوحدت كلمة العرب بعد التشاور الشامل والتنسيق مع جميع الأطراف دون استثناء، والتأكيد على أرضية ثابتة وعلى أساس عدم الإخلال بالقرارات السابقة”.
ويرى أنها: “مكاسب لا يجوز المساس بها، وعلى رأسها السلام مقابل الأرض وقيام دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، فعندها يمكن للعرب أن يتقدموا خطوة إلى الأمام في المفاوضات”.
وأكد أن “المساس بالثوابت (المكتسبات) والدخول شتاتا مفرقين (غياب 7 رؤساء دول فاعلة لها وزنها) كان نتيجة ذلك خروج بيان بتوصيات دون المستوى المطلوب، وكان في نظرنا تأجيل انعقاد الجلسة ولو لعام آخر أولى من انعقادها في ضوء هذه المخرجات”.
ومضى يقول إنّ: “الضغوط الغربية تُعالج بالارتماء في أحضان الشعوب، وبالانحياز لها فهي القوة وهي السند والركن لهذه الأنظمة، إذا تحصنت الأنظمة بها استطاعت أن تواجه كافة التحديات وتفرض كلمتها”.
“دمى بالسيرك الأمريكي”
قال الأكاديمي عبد الله وهدان، إنّ: “مخرجات القمة كما يعلم كل حر؛ هي في إطار موضوع للعرب لا يتعدوه، فهم دمى تتحرك بيد لاعب السيرك الأمريكي، ومن يحرر بلده هو من يقرر، وحماس هي الأصل في كل ما يدور، ولم ولن يملي عليهم شيئا”.
ويرى أنه “إن تم شيء من نتائج القمة العربية فسيكون حسب تواؤمات لأن ذات القمة لم تجتمع ودماء الفلسطينيين تسيل بجوارهم” .
وأكد أنه “لو يملك أحدهم رأيه لمنع البترول، ومنع خط الإمداد المفتوح بين إسرائيل والسعودية والإمارات لتزويد الاحتلال بالخضر والفاكهة ومستلزمات الحياة لمن يقتل إخوانهم”.
“أمور خلف الكواليس”
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر البعض أن غياب قادة 9 دول عربية هي: تونس، والجزائر، والمغرب، والصومال، والسعودية، والإمارات، وسلطنة عمان، والكويت، والعراق، عن قمة القاهرة إهانة لمكانة مصر وصورتها ودورها في المنطقة والعالم.
ووصف الأكاديمي ، ناصر فرغل، الحضور العربي بالباهت، وقال عبر “فيسبوك”: “تقديري أن أمورا جرت خلف الكواليس بدت تأثيراتها واضحة على وجوه الحاضرين، ولغة الجسد للمشاركين”، مشيرا إلى أن “الأيام المقبلة ستزيح الستار عن مواقف الدول حول الأزمة الفلسطينية ومدى قدراتها في الصمود أمام التهديدات الصهيونية والأمريكية”.
لكن، السياسي المصري، محمد البرادعي، تساءل قائلا عبر صفحته بـ”فيسبوك”: “إسرائيل ترفض بيان القمة العربية برمته: ماذا نحن فاعلون؟”، موضحا أنه في ظل إعادة ترتيب النظام الدولي على أساس تفاهمات بين القوى الكبرى: أمريكا وروسيا والصين وأوروبا فالاهتمام العالمي بمأساة غزة وفلسطين يتضاءل وهو ما تستغله إسرائيل.
وقال: “واهم من يتصور أن تقوم الإدارة الأمريكية أو أي دول كبرى باتخاذ خطوات جادة نحو انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة منذ 1976 وقيام دولة فلسطينية”.
وأكّد أنّ: “التركيز الآن على فترة انتقالية تشمل إدارة وإعادة إعمار غزة ونزع سلاح المقاومة دون ربط ذلك بخطوات عربية على الأرض نحو قيام الدولة الفلسطينية هو مجرد إعطاء إسرائيل فترة زمنية إضافية لتحقيق أهدافها”.
وعلى الجانب الآخر، يرى السفير المصري، محمد مرسي، أنّ: “للقمة نتائج منها أنها اعتمدت بالإجماع الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة كخطة عربية، والاتفاق على قيام لجنة وزارية عربية بزيارات للعواصم الكبرى وعلى رأسها واشنطن لشرح الخطة والسعي لاستقطاب الدعم الدولي لها تمهيدا لمؤتمر المانحين لإعمار غزة”.
ولفت مرسي كذلك إلى “قبول حماس بتشكيل لجنة من أبناء غزة غير المنتمين لأية تيارات أو فصائل لإدارة القطاع تحت مظلة السلطة الفلسطينية لفترة انتقالية لحين إجراء إصلاح وانتخابات تعيد توحيد الصفوف الفلسطينية”.
وتوقّع الدبلوماسي المصري “مزيدا من الضغوط الأمريكية على مصر”، مبينا أن “رفض إسرائيل للبيان الختامي للقمة أشعرني بالارتياح، تماما كانتقاد البيت الأبيض للخطة العربية لإعمار القطاع”.
ويرى الخبير المصري المتخصص في العلاقات الدولية، خالد فؤاد، أنّ: “القمة العربية ليس لها علاقة بالتعمير، ودورها الرئيسي الرد على مقترح ترامب لتهجير أهل غزة بمقترح آخر يرفض التهجير ويحل مشكلة سلاح المقاومة”.
وقال عبر صفحته بـ”فيسبوك” إنّ: “الخطة المصرية لم تقدم أي شيء غير أنها ضمن مخطط الإعمار تعهدت بتدريب عناصر الشرطة من السلطة تمهيدا لعودة السلطة لإدارة القطاع، وهذا بالتأكيد سترفضه إسرائيل قبل أن ترفضه حماس”.
ويعتقد أنّ: “هذه الاقتراحات تفيد بأن مصر اعتمدت على خطة تعيد الكرة لترامب ونتنياهو أو بمعنى أدق تحملهم مسؤولية الأوضاع في القطاع بعد أن حاول ترامب إلقاء المسؤولية على مصر والأردن والدول العربية”.
وأكّد أنه: “عمليا المقترح المصري يلتف على فكرة نزع سلاح المقاومة وحماس ويضع الأمر مرة أخرى في مسؤولية نتنياهو الذي يرفض عودة السلطة لقطاع غزة، وربما هذا التصور المصري الذي لا يصطدم مباشرة مع سلاح المقاومة هو السبب في عدم الحضور الرسمي للسعودية والإمارات”.
من جانبه، قال الصحفي قطب العربي: “كان من المفترض تحميل الكيان الصهيوني وكل داعميه المسؤولية عن إعادة الإعمار”، ملمّحا إلى أن الخطة “لا تزال تنتظر موافقة الكيان والولايات المتحدة، وقد صدرت منهما ردود سلبية عليها”.
ولفت إلى ما وصفه بـ”النقطة الأكثر حساسية” وهي “مستقبل سلاح المقاومة”، ملمحا إلى أن الخطة العربية “قدمت تصورا دبلوماسيا غائما”، مبينا أنها “في الوقت نفسه نصت على تدريب الشرطة الفلسطينية الجديدة في مصر والأردن”.
معلقا بالقول: “قد يكون المستهدف تقوية هذه الشرطة وتسليحها بحيث تكون قادرة على مواجهة فصائل المقاومة على طريقة ما يحدث في الضفة الغربية وربما بصورة أكبر، وبالتالي تترك مسألة تصفية سلاح المقاومة للشرطة الجديدة المدعومة عربيا ودوليا”.