كل الإجراءات التى يتخذها بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الصهيونى بدعم من الإدارة الأمريكية الإرهابية برئاسة دونالد ترامب تكشف بوضوح عن نوايا الاحتلال مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة وتؤكد أن الهدف الذى يسعى إليه الاحتلال من خلال اتفاق وقف اطلاق النار بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية والذى بدأ تنفيذه في 19 يناير 2025،هو تحرير الأسرى الصهاينة وإعادتهم من غزة الى دولة الاحتلال .
لهذا يطالب الاحتلال بتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار من أجل تحرير مزيد من الأسرى وفى نفس الوقت عدم انسحاب القوات الصهيونية من قطاع غزة
فى هذا السياق تواصلت انتهاكات الاحتلال للاتفاق حيث أطلقت القوات الصهيونية النار على الفلسطينيين في أكثر من منطقة في قطاع غزة، وقتلت شخصين وسط مدينة رفح كما أطلقت النار صوب عدة مناطق شمال وجنوب القطاع، وأطلقت مروحية إسرائيلية صاروخين صوب موقع في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن إصابة 3 فلسطينيين، وفتحت آليات إسرائيلية نيرانها بشكل مكثف شرق جباليا وأطلق طيران الاحتلال النار في عرض بحر خان يونس، وسط تحليق مكثف لطائرات مروحية في الأجواء الغربية لمدينة رفح.
أيضا قرر نتنياهو وقف دخول المساعدات إلى قطاع غزة فى انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار ما يؤكد أنه يعمل على تجويع الفلسطينيين وتهجيرهم من القطاع .
فى المقابل لا يوجد أى دور للوسطاء الذين تعهدوا بضمان تنفيذ بنود اتفاق وقف اطلاق النار بل ان الإدارة الأمريكية الإرهابية تقدم دعمها المطلق لدولة الاحتلال ولم تتخذ أي خطوات فعلية للضغط على نتنياهو للالتزام بالاتفاق .
كارثة سياسية
هذه الانتهاكات اعترف بها الصهاينة أنفسهم وفى هذا السياق قال يائير جولان زعيم حزب الديمقراطيين الصهيونى المعارض إن حكومة نتنياهو تتهرب من المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس .
وأرجع جولان فى تصريحات صحفية ذلك إلى أن نهاية الحرب تمثل كارثة سياسية بالنسبة لرئيس الوزراء نتنياهو.
وقال ان إسرائيل وقّعت على اتفاق وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى، لكن دولة الاحتلال تهربت من ذلك.
القمة العربية
وتوقعت الباحثة في الشؤون العربية، أميرة الشريف، أن يكون قرار رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو بتعليق دخول المساعدات الإنسانية وشاحنات الوقود إلى غزة، قد جاء بعد التشاور والتنسيق مع الإدارة الأمريكية ممثلة في ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب، مشيرة إلى أن ويتكوف هو من اقترح تمديد المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار في غزة ٤٢ يوما إضافيا لحين إخراج بقية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية .
وقالت أميرة الشريف فى تصريحات صحفية إن الاحتلال يتنصل من التزاماته منذ اليوم الأول لاتفاق وقف إطلاق النار، وأن الوسطاء بذلوا جهودا كبيرة لإجبار الاحتلال على الالتزام ببنود الاتفاق دون جدوى.
وأشارت إلى أن الاحتلال الصهيونى عرقل أكثر من مرة دخول معدات رفع الركام، والمنازل المتنقلة، فضلا عن احتجازه للدفعة السابعة للأسرى الفلسطينيين، قبل أن يضغط الوسطاء حتى تم الإفراج عن الأسرى.
وأكدت أميرة الشريف أن قرار نتنياهو بتعليق دخول شاحنات المساعدات والوقود إلى غزة، ظهرت إرهاصاته منذ أيام عندما أعلن وزير الدفاع الصهيوني إسرائيل كاتس أن جيش الاحتلال لن ينسحب من محور فيلادلفيا، المحازي بين مصر وقطاع غزة.
وطالبت المجتمع الدولى والدول العربية بأن تلعب دورا لإلزام الاحتلال بالعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والعمل على اقشال مخططات الاحتلال لإفساد الاتفاق ، ورفض استفزازات الاحتلال ومحاولاته التنصل من الاتفاق.
وشددت أميرة الشريف على ضرورة ان تكون مخرجات القمة العربية حاسمة، وأن يعقبها جولات مكوكية إلى الخارج لتعريف قادة العالم بما تم التوصل إليه من مخرجات .
صفقة نتنياهو
فى المقابل أكد الخبير الاستراتيجي محمد المصري، أن الإدارة الأمريكية اتخذت قرارا بعدم استمرار الحرب في قطاع غزة وألزمت دولة الاحتلال بالتوقيع على وقف إطلاق النار .
وقال المصري فى تصريحات صحفية : هناك قرار قاطع من الإدارة الأمريكية بعدم العودة إلى الحرب وهذا ما أبلغ لحكومة دولة الاحتلال، ولكن هناك شو إعلامي وتهديدات من نتنياهو بالعودة إلى الحرب مرة أخرى ونسمع أصواتا في الإدارة الأمريكية، توافق على ما تتخذه دولة الاحتلال من قرارات خاصة إغلاق المعابر ووقف المساعدات .
وأضاف: الجميع في مأزق حاليا وينتظرون ماذا سيفعل نتنياهو ولكن في تقديري أن مؤتمر القمة العربية سيكون له أولوية في العقل الفلسطيني، خاصة وأن هذه الممارسات الضاغطة هي رسائل للقمة أكثر من الفلسطينيين لأن الفلسطينيين ليس لديهم إمكانيات لمواجهة الآلة العسكرية الصهيونية .
واعتبر المصرى أن طبول الحرب التي تقرع في دولة الاحتلال هي لإرضاء اليمين الصهيوني ومحاولة رفع السقف السياسي لنتنياهو وهو ما قاله بشكل واضح أنه كلما زدنا الضغوطات على حركة حماس والفصائل كلما حصلنا على أكبر عدد من الجثامين والأسرى الأحياء .
وأوضح أن نتنياهو يريد أن يحصل على صفقة من مرحلتين الأولى الحصول على نصف الأحياء والجثامين ومن ثم إذا تم التوافق يتم الحصول على الأسرى الباقين لكنه لا يلزم نفسه بوقف الحرب أو الانسحابات من قطاع غزة .
وشدد المصرى على أنه لا يتم تطبيق الاتفاق الذي تم التوقيع عليه برعاية أمريكية لكنا اليوم في موقف آخر والكل متفائل، ولكن توقعات الكل هى التركيز على وقف التهجير الفلسطيني وإعادة إعمار غزة وحضور عربي أمني قليل من أجل استقرار الأوضاع داخل القطاع .
وخلص إلى القول : اذا كنا نعيش هذه الظروف الصعبة فان نتنياهو أيضا يعيش ظروفا صعبة داخلية من أهالي الأسرى وهناك قانون تجنيد الحريديم وإقرار الموازنة بنهاية الشهر الجارى .