مثلت نتائج التحقيقات الرسمية التي تواترت الصحف الصهيونية في إعلان نتائجها عن طوفان الأقصى وحرب 7 أكتوبر 2023، دافعا ثوريا جديدا للمحللين الفلسطينيين في كيفية التعامل مع الاحتلال حتى تحرير الأرض واستقلال إرادتها.
ونشرت مؤخرا نتائج أول تحقيق رسمي لجيش العدو بخصوص أحداث السابع من أكتوبر الذي تضمن بحسب المحلل السياسي الفلسطيني سعيد زياد اعترافهم بالقول: “فشلنا صباح السابع من أكتوبر في الدفاع عن مواطني “إسرائيل” وأن “حماس أخضعت فرقة غزة صباح السابع من أكتوبر خلال ساعات”.
وقولهم: “كل الإنجازات التي حققناها في الحرب لا تخبّئ فشل السابع من أكتوبر”، وإن “دولة “إسرائيل” عبر المستويين السياسي والعسكري استندت إلى عقائد انهارت صباح السابع من أكتوبر منها أن غزة عدو هامشي وحركة حماس قابلة للردع والتهديد من غزة محدود”.
وأردفوا، “اكتشفنا خلال الحرب أن عقيدة أعدائنا حول الحرب متعدّدة الجبهات أكثر تطورًا مما عرفناه عنها”، وأن “كانت لدينا ثقة مفرطة بقدرات الجدار الأمني عند حدود غزة”.
وأكدوا أن “الأجهزة الأمنية بكافة مستوياتها فشلت ليلة السابع من أكتوبر” وأن “هجوم حركة حماس على مقر فرقة غزة وانهيارها أديا إلى صعوبة في بناء صورة الوضع”.
وأشاروا إلى أنهم كانوا “قبل السابع من أكتوبر على قناعة أن بالإمكان ترويض حماس لكن اتضح أن هذه القناعة خطأ كبير”.
https://x.com/saeedziad/status/1895174426951348627
وحدة عسكرية مركزية
وعن نتائج التحقيق في اقتحام قاعدة ناحل عوز في 7 أكتوبر، جاءت النتائج وفق ما أعلنتها القناة 12 العبرية بناء على استقصاء جيش كيان العدو كالتالي:
– وقع جميع أفراد قوة العدو ما بين قتيل وأسير، حيث قتل فيه ٥٣ جنديا وأسر ١٠ جنود آخرين.
– الخطة التي وضعتها حماس اعتبرت ناحل عوز أحد أهم موقعين ودرست الموقع وتعرفت على نقاط ضعفه .
– مسلحو حماس كانوا على دراية بموقع كل غرفة وكل نقطة داخل القاعدة وعرفوا أماكن وجود الحراس.
– حماس اختارت الهجوم على القاعدة في الوقت الذي كان فيه عدد القوات منخفضا.
– حماس أبلغت عناصرها بأمر التنفيذ الساعة 6 من مساء اليوم السابق للهجوم على القاعدة.
– أحد المسلحين قال لإحدى المجندات المحتجزات لا أفهم كيف لم تلاحظوا تحضيراتنا قبل يوم واحد.
– التحقيق خلص إلى أن المؤشرات التي ظهرت ليلا لم تترجم إلى استعدادات.
صدام مستمر
ولم تنف المقاومة نيتها استمرار الصدام كجزء من المقاومة حتى التحرير، فالمذيع بقناة الأقصى الفضائية والباحث الأكاديمي يونس أبوجراد أكد هذا المعنى وقال عبر (إكس): “بعد ما عشناه في حرب الإبادة الحالية، بدا كل ما قرأناه في الكتب عن مأساة شعبنا في النكبة وما بعدها آلاما صغيرة أمام المآسي والمواجع الكبرى التي يقترفها الاحتلال بحقنا منذ أكثر من سنة، أمام مرأى العالم وعلى الهواء مباشرة دون توقف أو خوف أو تردد”.
وأضاف أن “كل ما يحدث يؤكد أن الاحتلال يريد أرضنا بلا شعب؛ لأنه يدرك أن الشعب الفلسطيني لن يقبل يوما بوجوده وسيبقى يقاوم إلى آخر نفس، لذلك يرتكب المجازر بلا توقف، ويستمر في تنفيذ الطريقة الوحيدة التي يراها نتنياهومناسبة للتعامل مع الفلسطينيين عندما قال أكثر من مرة: ليس كافيًا أن نضربهم بقوة لمرة واحدة، بل مرارا وتكرارا، حتى يصبح الأمر مؤلما للغاية ولا يطاق.”.
وأكد أنه “لا يمكن بعد كل ذلك التعايش مع الاحتلال، أوالقبول بالعيش مقهورين تحت سلطته دون حرية أواستقلال أوأي نوع من تحقيق الإرادة الوطنية ومناهضة ومقاومة المشروع الصهيوني، العدو يريدنا موتى نتنفس، نعيش تحت حرابه مطأطئ الرءوس، مكسوري الإرادة، محطمين، لا نقوى على رفع أعيننا في وجهه القبيح”.
وشدد على أنه “..أظهرت هذه الحرب جوهر الصراع كأن لم تظهر من قبل، واضحة جلية، فشارك في المعركة كل من استحق هذا الشرف، وتفرج عليها من ينتظر القضاء على المقاومة وتدمير الشعب الفلسطيني، وتآمر آخرون على شعبنا حتى صدموا الاحتلال بولائهم وحرصهم على أمنه واستقراره، ودافعوا عن روايته ونقلوها بالعربية الفصحى إلى الناطقين بها. لكن من يصدق؟!”.
ودعا الشعب الفلسطيني إلى أن يوفروا “..البيئة وكل العوامل لاستمرار الاصطدام ومقاومة الكيان الصهيوني؛ شعبيا وعسكريا وبكل أدوات القوة الناعمة والخشنة، وعلى شعبنا أن ينخرط في هذه المعركة التي ينبغي أن تتحول لحرب استنزاف ضد الاحتلال حتى زواله”.
واستدرك “أبو جراد” @YunusAbujarad قائلا: “أدرك أنه لا توجد حرب مفتوحة للأبد، ولا معركة بلا نهاية، لكن العدو يجب أن يدرك أن شعبنا في حالة مستمرة من الحراك والمقاومة والاشتباك الذي لا يهدأ بكل الوسائل والإمكانيات، فلا يعقل أن يذبح شعب غزة من الوريد للوريد، بينما تمنع المظاهرات وكل أشكال الإسناد والدعم في الضفة الغربية والقدس تحت مزاعم الحفاظ على الاستقرار والهدوء، إنها خدمة مجانية تُقدم للاحتلال الذي تشجعه تلك الممارسات على استكمال فصول الإبادة الجماعية بغزة. فماذا نريد من عدو يرى فينا جميعا أهدافا مشروعة، ويسعى إلى إبادتنا؟”.