رغم إصرار نتنياهو على اجتياح رفح..رعب في الجيش الصهيوني بسبب صواريخ المقاومة

- ‎فيتقارير

 

 

رغم إعلان حكومة الاحتلال الصهيوني بزعامة بنيامين نتنياهو عن إصرارها على اجتياح مدينة رفح ورفضها التحذيرات الدولية التي تؤكد أن أي عملية عسكرية في رفح تهدد حياة أكثر من مليون ونصف المليون نازح فلسطيني، إلا أن واقع حرب الإبادة الجماعية يكشف أن المقاومة أصبحت تركز عملياتها في منطقة شمال غزة وتقوم بملاحقة القوات الصهيونية المتمركزة في محور نتساريم، وهو ما تسبب في حالة من الرعب بين جنود الاحتلال دفعت قيادات عسكرية صهيونية إلى المطالبة بانسحاب الجيش الصهيوني من تلك المنطقة، وإلا فإنه سيتعرض لخسائر كبيرة، بسبب كمائن وصواريخ المقاومة التي لا تتوقف .

 

هذا الواقع الميداني يؤكد عدم قدرة الجيش الصهيوني على اجتياح رفح وأن قيامه بعملية اجتياح برية سوف تلحق به هزيمة غير مسبوقة تضاف إلى فشله في شمال القطاع وفي خان يونس، بجانب أنه لن يتمكن من تحقيق أهدافه المعلنة منذ السابع من أكتوبر الماضي والمتمثلة في القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى الصهاينة من أيدي المقاومة .

 

ثلاثي الحرب

 

كان محمود طه، مسؤول العلاقات الإعلامية في حركة حماس في لبنان قد أعلن في وقت سابق ، أن الحركة ردت على المقترح الصهيوني والذي جاء ردا على ورقة حماس، التي سلمتها للوسطاء المصريين والقطريين .

وفي السياق ذاته، صرح وزير الخارجية الصهيوني ، يسرائيل كاتس، أنه من الممكن تأجيل الاجتياح المخطط لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في حال تم التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح المحتجزين الصهاينة الذين تحتجزهم حماس .

وبدوره، قال يائير لبيد زعيم المعارضة الصهيوني : “إذا كان الخيار بين استمرار الحرب على غزة وإبرام صفقة تبادل، فعلينا أن نختار إبرام صفقة تبادل”.

وكشفت وسائل إعلام صهيونية أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، يبدل مواقفه بشأن صفقة تبادل رهائن مع “حماس” بسبب تخوفه من الوزيرين، إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، عن مسؤول مطلع على تفاصيل المفاوضات الجارية بشأن صفقة الرهائن مع حماس، أن نتنياهو هو الذي يؤخر تلك الصفقة أو الاتفاق بسبب ضغوط سياسية يمارسها عليه الوزيران، بن غفير، وسموتريتش.

 

صواريخ المقاومة

 

حول هذا الواقع  أكد المحلل العسكري العقيد حاتم الفلاحي، أن صواريخ المقاومة الفلسطينية لازالت تستهدف محيط قطاع غزة الذي أصبح مناطق تجمع للقوات الصهيونية.

وقال الفلاحي، في تصريحات صحفية : “الصواريخ لازالت تنطلق من قطاع غزة باتجاه مناطق محيط القطاع التي تعتبر مواقع تجمعات للجنود الصهاينة الذين قاتلوا مؤخرا في قطاع غزة، وعند انسحابها إلى تلك المناطق أصبحت ضمن مدى الصواريخ التي تنطلق ومداها 9-12 كم “.

وأضاف: من الطبيعي أن تستمر الصواريخ خاصة حين تكون هناك قدرة وظروف تعبوية ملائمة، وبشكل عام الآن بدأ جيش الاحتلال الذي يتواجد على محور نتساريم يطالب بالانسحاب، مشيرا إلى أن صحيفة يديعوت أحرونوت قالت إن الجيش من أشد المطالبين بانسحاب القطاعات المتواجدة في المحور الذي يفصل الشمال عن الجنوب، وهو ما يعني أن القصف بالهاون الذي تم مؤخرا كان له تأثير كبير للغاية .

وأكد الفلاحي أن ظهور مطالبات بسحب القوات الصهيونية الموجودة في محور نتساريم، في السياق العسكري يعني أن المحور جيب مهلك لجيش الاحتلال، لأنه لا يمكن البقاء في منطقة يمكن تطويق الجيش الصهيوني فيها من أي منطقة، وهو ما يشير إلى أن بقاء القوات الصهيونية سيجعلها هدفا ثابتا لضربات المقاومة الفلسطينية .

وأشار إلى أن الصهاينة ربما كانوا يظنون أن التفوق الحاسم الذي يأتي عن طريق التفوق الجوي قد يضمن لهم البقاء، مؤكدا أن هناك سوء تقدير من الصهاينة، لأنهم ظنوا أن المقاومة استنفذت قدراتها ولن تقوم بقصف المحور .

 

سياق ممنهج

 

وقال الفلاحي : “الطيران يواجه أهدافا ثابتة، وعندما تكون هناك معلومات استخباراتية عن وجود فصائل المقاومة في منطقة معينة يمكن استخدام الطيران لمعالجة هذه الأهداف، لكن الأهداف المتحركة يصعب على الطيران القضاء عليها “.

واكد أن عملية التدمير سياق ممنهج لدى جيش الاحتلال الصهيوني، موضحا أنه لا يوجد سياق عسكري يقول إنك حين تدخل لمنطقة يجب عليك أن تقوم بتدمير المنطقة بشكل كامل إلا في حال صدور توجيهات من القيادة العليا بأنهم يقومون بالتدمير بهذه الطريقة البشعة .

وكشف الفلاحى أن هناك مسؤولا أمميا قال إن القنابل غير المنفجرة تكاد تكون نسبتها 10% وجيش الاحتلال الصهيوني أعلن انه أطلق 100 ألف قذيفة وهو ما يعني أن هناك 10 آلاف قذيفة لم تنفجر، وهذا يؤكد أن هذه القضية سوف تستمر حتى لو تم وقف إطلاق النار وتبقى لتشكل خطرا على المدنيين .

 

الملعب الصهيوني

 

حول ضغوط الصهاينة على المقاومة الفلسطينية من خلال التهديد باجتياح رفح أكد المحلل السياسي الفلسطيني، فادي أبو بكر، أن الكرة في الملعب الصهيوني لقبول مبادرة تبادل الأسرى، ووقف الحرب على قطاع غزة .

وقال أبو بكر، في تصريحات صحفية: إن “هناك ضرورة ملحة، لإعادة الصهاينة النظر في نهجهم التدميري الحالي، وفتح الباب أمام صفقة معينة” .

وأضاف إنه في ضوء الخلافات العميقة في مجلس الحرب الصهيوني، والرؤى المتضاربة التي تعكسها التصريحات المتباينة للمسؤولين الصهاينة ، وحقيقة أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر لم تؤد إلى تحرير الأسرى، وتصاعد موجة الغضب العالمية، والاحتجاجات الصهيونية الداخلية فإن المنطق السياسي والعسكري يقول إن هناك حاجة صهيونية ملحة إلى مقاربة جديدة .

وتابع أبو بكر: إن افترضنا جدلا أن القيادة الصهيونية قررت اعتماد هذا النهج والتوصل إلى صفقة ما، أعتقد أن ذلك سيتضمن تخطيطا طويل الأمد لن يلغي الخيار العسكري وسيبقيه على الطاولة مع كل ما يحمله من تداعيات خطيرة على المنطقة .