قالت دولة الاحتلال: إنها “تريد السيطرة على كامل المنطقة الحدودية بين غزة ومصر، في إشارة إلى أن حربها الوحشية على غزة لم تقترب من النهاية”.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي أسبوعي يوم السبت: إن “ممر فيلادلفيا يجب أن يكون في أيدينا، ويغلق لضمان النتيجة الأمنية التي تريدها تل أبيب”.
وبحسب تقرير نشره موقع “الجزيرة نت”، فإن السيطرة الإسرائيلية على الممر بين غزة ومصر ، كما سعى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ، تعني إعادة الاحتلال الكامل لقطاع غزة بحكم الأمر الواقع.
وأسفرت حرب الاحتلال على القطاع المحاصر عن مقتل أكثر من 21 ألف فلسطيني، مع دخول القتال الآن أسبوعه ال 13، ما هي أهمية الممر، ولماذا تريد سلطات الاحتلال السيطرة عليه وما هي الآثار المترتبة على ذلك؟
ما هو ممر فيلادلفيا؟
ممر فيلادلفيا ، المعروف أيضا باسم طريق فيلادلفيا، هو شريط بطول 14 كم (8.7 ميل) من الأرض يمثل كامل المنطقة الحدودية بين غزة ومصر.
تم تأسيسها كمنطقة عازلة تسيطر عليها وتحرسها قوات الاحتلال كجزء من معاهدة السلام لعام 1979 مع مصر التي أنهت احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء وأعادت فتح قناة السويس.
وكان هدفها المعلن هو منع وصول الأسلحة والمواد إلى أيدي الفلسطينيين داخل قطاع غزة، الذي تحتله دولة الاحتلال، ومنع الناس من التنقل بين الأراضي الفلسطينية ومصر دون تفتيش صارم.
وأضاف نتنياهو يوم السبت، يجب إغلاقه، من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه، مشيرا أيضا إلى أن الحرب قد تستمر عدة أشهر أخرى.
أين تقف مصر من هذا؟
في عام 2005، انسحبت دولة الاحتلال من قطاع غزة تحت ضغط دولي، وبدلا من ذلك حولت الأرض الفلسطينية المكتظة بالسكان إلى أكبر سجن في الهواء الطلق في العالم.
أصبحت مصر اللاعب الرئيسي المسيطر على الممر، مما يدل على الرابط الوحيد مع العالم الخارجي الذي لا تسيطر عليه سلطات الاحتلال، حيث تفرض تل أبيب حصارا بريا وبحريا وجويا على القطاع من جميع الجهات الأخرى.
وسمح اتفاق بعد فك الارتباط الإسرائيلي من المنطقة في عام 2005 لمصر بنشر 750 جنديا وسلاحا ثقيلا للقيام بدوريات وحماية الجانب المصري من الممر، مع تسليم مسؤولية الجانب الآخر إلى السلطة الفلسطينية.
لكن حماس كانت تسيطر بشكل كامل على قطاع غزة، بعد حوالي عامين من الانسحاب الإسرائيلي، وتغيرت الأمور.
على مر السنين، قالت مصر: إنها “واصلت تدمير الأنفاق التي حفرها الفلسطينيون لتهريب الأسلحة والأشخاص، لكن دولة الاحتلال شككت في فعالية تحركات القاهرة”.
والآن، تريد دولة الاحتلال السيطرة الكاملة على المنطقة الحدودية، التي تشمل معبر رفح الحيوي، بزعم ضمان أمنها. لكن هذا من شأنه أن يرقى إلى إعادة احتلال قطاع غزة بحكم الأمر الواقع، وهو أمر اختلفت حوله سلطات الاحتلال والولايات المتحدة علنا.
وتعارض كل من مصر وحماس استعادة الاحتلال السيطرة على الممر، وقال عبد الفتاح السيسي مرارا وتكرارا: إن “القاهرة لن تسمح بتهجير الفلسطينيين من وطنهم إلى مصر”.
ما هي الخطوة التالية للاحتلال؟
يرغب نتنياهو في طمأنة جمهوره المحلي الذي ازداد غضبا وانتقادا لتعامله مع الحرب وفشله في إعادة عشرات الأسرى الذين ما زالوا في غزة، وفقا لرامي خوري، وهو صحفي وزميل متميز في الجامعة الأمريكية في بيروت، وفي الوقت نفسه، وقال خوري إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد غرس المزيد من الخوف بين الفلسطينيين وخلق نفوذ جديد للمفاوضات مع الولايات المتحدة ومصر”.
وأضاف خوري لقناة الجزيرة “لذا ، فإن أي شيء يقوله له جماهير متعددة ، وأغراض متعددة ، ولا ينبغي أن يؤخذ بالقيمة الاسمية، علينا أن نأخذ هذا كعنصر آخر يلقيه في وعاء المفاوضات”.
وأوضح خوري أن مصر لن توافق على استعادة الاحتلال السيطرة على الممر وإقامة وجود عسكري هناك بعد عقود من مغادرتها.
وقال: إن “تعليقات نتنياهو يمكن أن ينظر إليها أيضا في سياق سعي دولة الاحتلال المستمر للتوسع الإقليمي منذ إنشائها في عام 1948 على الرغم من أن هذا لم يجلب الأمن للبلاد”.
وتابع: “كلما توسعوا، كلما زاد سيطرتهم على الأرض، وحاولوا أن يكونوا آمنين من خلال الاستيلاء على أراضي الناس وطرد الناس من منازلهم، كلما أصبحوا أقل أمنا لأنهم يحرضون فقط على أشكال أكبر وأكثر كثافة من المقاومة من قبل الفلسطينيين وأشخاص آخرين، بما في ذلك حزب الله في لبنان”.
ألم يكن الاحتلال يريد ممرا آخر في الشمال؟
نعم، طرحت دولة الاحتلال فكرة منطقة عازلة أخرى على طول حدودها مع الجزء الشمالي من غزة مع القادة العرب والولايات المتحدة الشهر الماضي كجزء من خططها اليوم التالي لحماس.
وبحسب ما ورد تريد تل أبيب رفع هذا الممر داخل غزة من أجل التأكد من أنها لن تتعرض لهجوم آخر مثل ذلك الذي شنته حماس في 7 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل حوالي 1,140 شخصا داخل دولة الاحتلال.
وفي وقت سابق هذا الشهر قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: إن “واشنطن تعارض أي تخفيض للحدود الجغرافية لغزة”.
وقالت الولايات المتحدة أيضا” إنها تريد من السلطة الفلسطينية أن تتولى أمن القطاع، مما يتناقض مع تطلعات الاحتلال لإقامة وجود مباشر هناك”.
رابط التقرير: هنا