رفعت العرعير.. رائد الإنجليزية في غزة الذي أزعج الصهاينة فاختاروا له الشهادة

- ‎فيلن ننسى

يستمر اغتيال الكفاءات في غزة على يد الاحتلال الصهيوني الذي يتعمد قتل العقول والخبرات التي تفيد الشعب الفلسطيني على كافة المستويات.

وكان أحدث الذين اغتالهم الإجرام الصهيوني الأكاديمي الفلسطيني البارز رفعت العرعير، وذلك عقب تهديده بشكل مباشر من جانب الاحتلال، حيث استهدفته الطائرات الإسرائيلية بشكل محدد في شقة سكنية وسط غزة، مع أخيه وأخته وأولادها الأربعة، في قصف إسرائيلي مباشر استهدفهم خلال وجودهم في شقة شقيقته بغزة، أمس الخميس.

والدكتور رفعت العرعير (44 عاما)، أكاديمي فلسطيني، من مواليد غزة، وهو من أقوى الأصوات الأكاديمية الوطنية المدافعة عن القضية الفلسطينية، وحصل على درجة الدكتوراة في الأدب الإنجليزي من جامعة بوترا بماليزيا عام 2017، ويعمل عضوا في هيئة التدريس بقسم اللغة الإنجليزية بالجامعة الإسلامية بغزة.

كما أن الشهيد هو أحد أعمدة القسم الإنجليزي في المركز الفلسطيني للإعلام، ومؤسس ومشرف قسم الإعلام الاجتماعي (سوشيال ميديا) فيه.

 

لن ننتحر

وبعد بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل شهرين، تداول مستخدمو التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا للدكتور العرعير، يتحدث في حوار مع قناة BBC بالإنجليزية عن قسوة الوضع الذي يعيشه أهل غزة.

وقال في المقطع: إن “الوضع قاتم جدا، ليس عندنا حتى الماء، لا أملك إلا قلمي”.

وتابع: “ماذا تريد إسرائيل منّا؟ هل تريد منا أن نرتكب انتحارا جماعيا؟ لكننا لن نقدم على ذلك”.

وأضاف متأثرا وقد خنقته العبرات: “أنا شخص أكاديمي وأصلب شيء عندي في المنزل هو قلم السبورة، وإني سأرميه على الجنود الإسرائيليين إذا حاولوا اقتحام منزلي، ولو كان ذلك آخر شيء أفعله”.

ولفت إلى أن الجميع في غزة لديهم نفس الشعور، لأنهم عاجزون وليس لديهم شيء يخسرونه.

 

رائد اللغة الإنجليزية

ويعد العرعير أحد أبرز وأهم معلمي اللغة الإنجليزية في غزة، ويطلق عليه كثير من الأكاديميين لقب “رائد اللغة الإنجليزية”، وقد حرص منذ بدء العدوان على القطاع، كما كل عدوان، على فضح جرائم الاحتلال بحق القطاع وإيصال صوت غزة إلى العالم الخارجي.

وتميز الشهيد بقدرته المتميزة على إيصال صوت فلسطين إلى الإعلام الغربي والعالمي، ويُعتبر من أفضل من تحدث عن السردية الفلسطينية ودحض رواية العدو الصهيوني باللغة الإنجليزية، وله كتاب Gaza Writes Back باللغة الإنجليزية، كما أجرى العديد من المقابلات واللقاءات الصحافية المميزة مع وسائل إعلام غربية متعددة .

وعلق صحفي إسرائيلي يدعى موشي يائير عبر منصة إكس، على اغتيال العرعير، قائلا: إن “سبب اغتيال الأستاذ الجامعي رفعت العرعير هو التقارير التي كان ينشرها باللغة الإنجليزية عن الانتهاكات التي تحصل في غزة، وكانت تتداولها المنظمات الغربية، هذا سبب قلقا لحكومة نتنياهو”.

كما عرف عن العرعير كتاباته العميقة عن غزة باللغة الإنجليزية ونشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج للقضية الفلسطينية وفنون مخاطبة الغرب، وهو أحد مؤسسي مشروع “نحن لسنا أرقاما” we are not numbers لتعليم الأطفال الكتابة بالإنجليزية قصصا تحت الحرب في غزة.

 

ناشط ومؤلف

أصدر العرعير عام 2015 كتاب Gaza Writes Back ، جمع فيه كتابات فلسطينيين من قطاع غزة، أغلبهم من طلبته، عاشوا الألم والمعاناة بحذافيرها لينقلوها إلى العالم الغربي بلغته.

 

    Refaat Alareer was martyred today by the Israeli death machine, in the interest of championing his work and scholarship i implore you to purchase this anthology he edited and spend some time with the brilliance and imagination of Gazan writers:https://t.co/8s5Lv2fjqy pic.twitter.com/p5STJu2h6D

    — bobuq بابک (@bobuqsayed) December 7, 2023

وحسبما تحدث العرعير سابقا لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، فقد انتشر الكتاب في أمريكا وعدد من دول العالم للكشف عن حجم المعاناة التي عاشها أهالي غزة خلال عدوان عام 2014 بوجه خاص وما يعانونه من الاحتلال والحصار بوجه عام، وجاء الكتاب في 330 صفحة وقد تضمن 6 فصول.

 

تضييق وتحريض

في ديسمبر 2018، تعرض رفعت العرعير لإغلاق حسابه على تويتر بحجة مخالفة المعايير، حيث كان يعد من أكثر الحسابات الفاعلة باللغة الإنجليزية، فقد بلغ عدد متابعيه نحو 90 ألفا، بينهم كثير من السياسيين والصحفيين والمفكرين والناشطين حول العالم.

ورأي العرعير آنذاك، أن فضح جرائم الاحتلال، وتغطيته المستمرة والمكثفة للوضع في فلسطين تحت الاحتلال، والمطالبة بحق الفلسطينيين في العيش بحرية وكرامة ومقاومة الاحتلال، هي أسباب حذف حسابه.

 

الوصية

وكتب الشهيد العرعير آخر قصائده مطلع نوفمبر، يقول في مطلعها: إذا كان يجب أن أموت، فلا بد أن تعيشوا، لترووا قصتي وتبيعوا ما تبقى من أشيائي.

    If I must die, let it be a tale. #FreePalestine #Gaza pic.twitter.com/ODPx3TiH1a