قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: إنه “على الرغم من العديد من الوعود، لا تظهر مصر سوى علامات قليلة على القيام بالتغييرات الجادة التي يقول الخبراء إنها ضرورية لإنعاش اقتصاد مصر”.
وأضافت، “من المرجح أن يفوز السيسي في ديسمبر المقبل، ليترأس بلداً بدون المال الكافي لسداد ديونه أو لاستيراد السلع الأساسية، وهي حالة يقول المحللون إنها يمكن أن تهدد قبضته على السلطة قريبا”.
وأشارت إلى أنه حتى الأصوات الموالية للحكومة حذرت من أن مصر تواجه عواقب وخيمة واضطرابات اجتماعية إذا لم تتحسن الأوضاع، فقد أدت تخفيضات العملة السابقة إلى تقليص قيمة الجنيه المصري بنسبة النصف منذ مارس 2022، بعد هروب المستثمرين الأجانب من مصر في حالة ذعر إثر غزو روسيا لأوكرانيا، تاركة مصر بقليل من الدولارات لتغطية واردات القمح والوقود المتزايدة التكلفة.
ونقل التقرير عن ماجد نور، وهو محلل سياسي مصري كتب كتابا سينشر قريبا عن حكم السيسي، قوله: “الانتخابات القادمة ليست النهاية، ولكنها قد تكون بداية النهاية”.
وأشارت إلى أن السلطات قبيل الموعد النهائي للترشح للانتخابات في 14 أكتوبر الجاري تستخدم أساليب قمعية تشمل اعتقال أنصار أشهر منافس له وضربهم قبل أن يتمكنوا من تقديم التزكيات التي يحتاجها المرشحون لدخول السباق رسميا، كما نظمت الحكومة مهرجانات في جميع أنحاء مصر لدعم حملة السيسي.
وعلى عكس رواية داخلية السيسي، أكدت الصحيفة أن الاحتجاجات التي اندلعت في مدينة مرسى مطروح الساحلية، قبل أيام، كانت بعدما تحول مهرجان لتأييد السيسي إلى عاصفة غاضبة ضده، قابلتها السلطة بمزيد من القمع، (وليس بسبب خلاف حول شعراء ليبيين بحسب بيان وزارة الداخلية).
وعما حدث في مطروح، نقلت عن صاحب أحد المحلات، لم يكشف عن اسمه؛ خوفا من الاعتقال، في المكان الذي شهد الاحتجاجات في مطروح قوله إن شابين غاضبين ألقيا بزجاجات مياه بلاستيكية نحو مطرب شعبي على المسرح كان يقدم التحيات للسيسي، ليصرخ الشابان: “ارحل يا سيسي”.
وتسلق البعض المسرح فقط ليطاردهم ضباط الأمن، وأظهرت مقاطع الفيديو المتظاهرين وهم يمزقون اللافتات ويحرقونها.
كما انتشر بعض الشبان في الشوارع الجانبية وهم يرددون اسم أشهر منافس للسيسي، أحمد الطنطاوي، وردد آخرون في الحشد المتظاهر، الذي قدره صاحب المحل بمئات، الشعار الشهير لثورة الربيع العربي في مصر عام 2011؛ “الشعب يريد إسقاط النظام”.
منافس السيسي
حتى المنافس الذي رشح نفسه منافسا للسيسي، أوضحت (نيويورك تايمز) أن المزاج العام المناهض للسيسي، توجه بالتأييد لمنافسه الأبرز أحمد الطنطاوي، والذي رد على تصريحات السيسي بشأن الجوع والعطش مطلع الأسبوع بمنشور على “X”: “لقد جاع المصريون أثناء حكمك بسبب إدارتك”.
وأشارت لمقابلة صحفية مع الطنطاوي، دعا فيها إلى احترام حق المصريين في اختيار قائدهم، وقال: “لو كان للنظام الحالي الشعبية التي يدّعي وجودها، فما الضرر في أن يخضعوا أنفسهم لتصويت الشعب المصري وأن يتم حماية هذا التصويت؟”.
والتفتت الصحيفة إلى إجابته عن سؤال ، عما إذا كان لديه أي أمل في النجاح، بالنظر إلى تاريخ الحكومة في استخدام أساليب قمعية خلال العملية الانتخابية، قال الطنطاوي، إن “لدى أجهزة الأمن حيلا قليلة جدا بمجرد تجاوز الناس خوفهم من المشاركة”.
غير أن الصحيفة قالت: إن “السلطات اعتقلت 73 من حملة الطنطاوي بحسب (المبادرة المصرية للحقوق الشخصية) خلال أسبوع من محافظات مصرية عدة، وأن بعضهم اعتقلته السلطات بعد ملء استمارات للتسجيل كمتطوعين في حملته، والبعض الآخر بعد مجرد إعجابهم بصفحة الحملة على فيسبوك”.
ويتعين على المرشحين حتى الرابع عشر من أكتوبر، جمع إقرارات دعم كافية من جميع أنحاء البلاد أو ترشيحات من أعضاء البرلمان للتأهل للاقتراع، وهناك بالفعل سياسيان مؤهلان، لكن حملة الطنطاوي والسياسيين المعارضين الآخرين، قالوا إنه عندما ذهب مؤيدوه إلى مكاتب الشهر العقاري لتأييده، واجهوا العديد من العقبات.