وسط “لامبالاة الانقلاب “.. استمرار محنة سائقي الشاحنات على الحدود مع السودان

- ‎فيأخبار
CAIRO, EGYPT - APRIL 25: Sudanese citizens stand next to parked freight trucks on April 25, 2023 in Cairo, Egypt. The evacuation operations launched by various countries for their nationals or their diplomatic personnel continue in a high-risk setting while the war between the army and paramilitaries has been raging since April 15 in Sudan. Although a 72-hour cease fire was announced, residents of the Sudanese capital remain in a critical situation. (Photo by Fadel Dawod/Getty Images)

استمرت محنة سائقي الشاحنات المصريين الذين تقطعت بهم السبل على حدود البلاد مع السودان لمدة ثلاثة أشهر تقريبا، وهي أزمة شابتها "اللامبالاة الرسمية" في مصر وبيروقراطية الجانب السوداني، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 من سائقي الشاحنات، بحسب ما أفاد موقع العربي الجديد.

وقال الموقع: إن "ما يقرب من 4000 سائق مصري يحملون السلع الأساسية يصطفون لتسليمها إلى التجار في السودان الذي مزقته الحرب لمسافة تصل إلى 40 كيلومترا أمام معبري قستال وعرقين الحدوديين، في انتظار دورهم للعبور إلى الأراضي السودانية، في أقسى موجة حر لم تشهدها منذ عقود وغياب الاحتياجات الأساسية للرعاية الصحية من  الغذاء والماء".

وقال سائق شاحنة يدعى سيد للعربي الجديد، وهو يوقف سيارته في طابور طويل، على أمل الخلاص: "نتوقع الموت في أي لحظة".

وأضاف "أقلعت من مدينة السادات الشمالية في محافظة المنوفية، وقدت سيارتي لمدة ثلاثة أيام للوصول إلى الحدود مع السودان، لكنني تقطعت بي السبل هنا منذ أكثر من 40 يوما، حيث ينتظر مئات الزملاء الآخرين أمامي في انتظار انتهاء السلطات السودانية من الأعمال الورقية وإجراءات التفتيش لتسليم حمولتهم والعودة إلى ديارهم في النهاية".

وأوضح: "نقضي من شهر إلى ثلاثة أشهر على الطريق وسط ظروف صعبة للغاية، بين جبلين، حيث يمكن أن تصل درجة الحرارة في بعض الأيام إلى 50 درجة مئوية دون مأوى سوى سياراتنا التي تنفجر بسبب الحرارة الشديدة".

وفي حين أن الثلاجات داخل الشاحنات بالكاد تعمل لمدة أسبوع واحد، لا يستطيع السائقون العثور على احتياجاتهم من التغذية السليمة والإمدادات الطبية والمياه خلال هذه الفترات الطويلة.

وفي كثير من الحالات، يتعين عليهم السفر لمسافة 150 كيلومترا إلى مدينة أبو سمبل، جنوب غرب أسوان، لشراء الإمدادات التي يمكن أن تدعمهم لبضعة أيام.

وهناك تحديات أخرى تواجه السائقين الذين يتناولون الأدوية التي تتطلب درجة حرارة منخفضة، مثل الأنسولين، في حين يعاني البعض من لدغات الثعابين والعقارب، ولا يجدون أي خدمات طوارئ طبية لإنقاذ حياتهم. 

وقال سائق يدعى حسين لوكالة الأنباء السودانية: إنه "كان يحمل كمية كبيرة من الطحين تبلغ قيمتها حوالي 50,000 جنيه مصري ، حوالي 1,620 $US، ولكن بحلول الوقت الذي سمح له فيه بدخول الأراضي السودانية، كانت البضائع التي كان يحملها قد تضررت بالفعل.

وقال بحزن: "رفض التاجر السوداني استلام الشحنة على الرغم من أن التأخير لم يكن خطأي"، مضيفا أنه ظل عالقا على الطريق دون عمل لمدة شهرين للعبور إلى السودان، على أمل توليد إيرادات ولكن دون جدوى.

ولم يكن من الممكن نقل جثث العديد من السائقين الذين فقدوا حياتهم، في المقام الأول بسبب ضربة الشمس أو الجفاف الشديد أو الحالات الطبية غير المعالجة ، لدفنها في مسقط رأسهم.

وقال سائق شاحنة يدعى محمود ل TNA "بدلا من ذلك، حفرنا ثقوبا في الصحراء ودفنا زملائنا الراحلين في الداخل بعد أن تحللت الجثث بسبب الطقس الحار".

وأضاف بحزن: "يشعر الكثير منا بالإحباط والاكتئاب بسبب الأجواء، و يبقون على قيد الحياة منذ أسابيع طويلة حتى الآن دون حل في الأفق".

وفي الأسبوع الماضي، اعترفت وزارة النقل بحكومة السيسي بوجود أزمة، وعزتها إلى السلطات السودانية.

وقالت الوزارة في بيان نقلته وسائل إعلام محلية: إن "بطء إجراءات التخليص الجمركي للسلطات السودانية، أدى إلى ازدحام في المعابر الحدودية، متعهدة بتوفير الخدمات الطبية والمواد الغذائية وإمدادات المياه لسائقي الشاحنات الذين تقطعت بهم السبل".

بينما أكد السائقون في مكان الحادث الرواية الرسمية المصرية ل TNA ، لم تتمكن سلطات الحدود السودانية من التعليق في وقت النشر.     

وجادل أحد السائقين الذين تقطعت بهم السبل "لكننا لم نشعر بأي تدخل من جانب الحكومة المصرية، لحل الوضع المتصاعد على المعابر الحدودية أوالأزمة الإنسانية المتوقعة التي يمكن أن تحدث" .

وأضاف أن "المساعدات والإمدادات التي أرسلتها الحكومة حتى الآن ليست كافية، وما لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لحل الوضع، فإن حياتنا تظل على المحك».  

 

https://www.newarab.com/news/crisis-egypt-truckers-stuck-border-sudan-persists