تصاعد الانتهاكات بسجن بدر واستمرار إخفاء “عبدالرحمن”و “محمود” قسريا منذ سنوات

- ‎فيحريات

جدد “مركز الشهاب لحقوق الإنسان” إدانته للانتهاكات المتصاعدة التي ترتكبها إدارة سجن بدر استمرارا  لنهج النظام الانقلابي في التنكيل وعدم احترام أدنى معايير حقوق الإنسان، بما يخالف القانون ضمن مسلسل الجرائم والانتهاكات التي لا تسقط بالتقادم.

ووثق المركز استغاثة جديدة لعدد من أهالي معتقلي الرأي  داخل سجن بدر، حيث يتم تعمد التضييق عليهم فيما يخص إدخال الطعام المناسب لذويهم والذي هو من أساسيات الحقوق الإنسانية.

وذكر الأهالي في شكواهم أن إدارة السجن تمنع دخول أغلب أنواع الطعام بينها اللحوم والفراخ والبيض كما تمنع دخول الأسماك ، فضلا عن الكفتة والمحاشي والحلويات والأعشاب الطبية والمخبوزات .

كما قامت إدارة السجن بتقليل ما تقدمه من طعام لنزلاء السجن فضلا عن أن الفاكهة التي كانت توزع من وقت إلى آخر ، أصبحت لا تصل إلا بعد فترات طويلة ولا يسمح بالزيارة إلا مرة واحدة لبعض المحتجزين داخل السجن الذي أصبح مكانا للتنكيل عبر إجراءات قاسية تفضي إلى تدهور صحة المحتجز وهو ما يمثل قتلا له بالبطىء.

وأضافوا أن كانتين السجن الذي تتواجد به بعض الأطعمة يتم بيعها بأسعار غالية فوق الطبيعي ، وهو الأمر الذي يثقل كاهل الأسر اقتصاديا في الوقت الذي صارت فيه  تكلفة الزيارة كبيرة جدا على الأهالي تصل إلى عدة آلاف من الجنيهات.

كان “الشهاب” رصد مؤخرا عددا من شكاوى المحتجزين داخل سجن بدر 1 و3 حول تعرض ذويهم للتعذيب بالبرد الشديد، وهو ما كشف عنه عدد من المحتجزين أثناء عرضهم على نيابة الانقلاب العليا في إحدى جلسات التجديد.

وأوضحوا في شكواهم أن الشبابيك عالية لا يستطيعون الوصول إليها، وهي قضبان حديدية فقط دون أي حاجز من البرد الذي أصابهم بأنفلونزا شديدة وآلام في العظام، وسط إهمال من إدارة السجن.

ودان المركز الحقوقي صنوف الانتهاكات التي تتواصل داخل سجن بدر ، بما يتنافى مع القانون وحقوق الإنسان وطالب بالمعاملة الآدمية لجميع المحتجزين ، والإفراج عن جميع معتقلي الرأي واحترام حقوق الإنسان .

وكان عدد من المنظمات الحقوقية بينها منظمة العفو الدولية ونحن نسجل الحقوقية ونجدة لحقوق الإنسان وجوار للحقوق والحريات قد وثقت انتهاكات متنوعة يتعرض لها المحتجزون داخل سجن بدر ، وطالبوا باحترام القانون وحقوق الإنسان ورفع الظلم الواقع على المحتجزين داخل السجن الذي تحول إلى مكان للقتل البطىء لمعارضي النظام الانقلابي ومناهضيه.

 

استمرار إخفاء عبدالرحمن عبده منذ إبريل 2018

إلى ذلك تواصل سلطات الانقلاب جريمة الإخفاء القسري للشاب عبدالرحمن أحمد محمد عبده، من “كفر البطيخ” بدمياط، منذ اعتقاله بتاريخ 21 إبريل 2018  برفقة أحد أصدقائه من أحد شوارع دمياط ، واقتياده لجهة مجهولة حتى الآن دون ذكر الأسباب رغم مطالبات أسرته بالكشف عن مصيره ورفع الظلم الواقع عليه.

وأكدت أسرة الضحية عدم التوصل لمكان احتجازه منذ ذلك التاريخ ، رغم السؤال عنه في أقسام الشرطة ومقار الاحتجاز واتخاذ الإجراءات الرسمية بإرسال تلغرافات للنائب العام وبلاغ بنيابة شطا دون استجابة.

وذكرت أنها علمت بشكل غير رسمي بوجوده بمعسكر فرق الأمن بدمياط ، ولم تفصح قوات الانقلاب عن ذلك حتى الآن.

وجددت أسرة “عبدالرحمن” المطالبة برفع الظلم الواقع عليه ، وقال شقيقه عبر حسابه على فيس بوك   “أخي عبدالرحمن أحمد محمد عبده مختفٍ قسريا من 21/4/2018  أمه بتموت أصبحت مريضة سرطان بسبب الزعل على غيابه، مفيش حد يطمنها عليه بأي خبر، للدرجة دي البلد مفيش فيها أمان”.

 

إخفاء “القدرة” منذ سنوات

أيضا قالت شقيقة المختفي قسريا محمود راتب القدرة: “أخويا مختف من 3سنين و 3 شهور، كان راجعا من شغله في مصر الجديدة ، ونازل من الميني باص في التجمع الأول قدام بيته كتفوه اتنين وخدوه في ميكروباص تبعهم متفيّم  ، وتابعت رجعوا الشباب لأهاليهم، حرام الظلم ده والعمر اللي بيضيع على الفاضي”.

وفى وقت سابق وثق عدد من المنظمات والمراكز الحقوقية استمرار إخفاء الشاب محمود راتب ، منذ اعتقاله تعيسفيا يوم 13 أكتوبر 2019 واقتياده لجهة مجهولة حتى الآن من قبل قوات أمن القاهرة.

ونشر رسالة وصلته من والدة الضحية قالت فيها: “إلى كل مسئول في بلدي الحبيبة ، أنا أم مصرية وأفتخر أني من هذا البلد ، لكن أنا حزينة جدا جدا ودموعي مش بتجف  بقى لي ثلاث سنوات لم أرَ ابني، اتاخد وهو راجع من شغله في مثل هذا الوقت والساعة وهذا اليوم، ولا أعرف عنه شيئا لحد الآن وقلبي يتقطع كل يوم  علشان مش عارفة ابني فين وليه السنوات دي كلها ، وكل يوم اصبّر نفسي وأقول هلاقيه داخل عليّ بدون فائدة ابني مسالم جدا وهو بار بي وبوالده وبنحبه كثيرا من قلبه الجميل وطيبته معانا ومع كل العائلة ومع كل الناس ويجبر بخاطر كل واحد  وكل الناس تحبه”.

واستطردت  “هو عيني اللي بشوف بيها هو نبض قلبي ليه اتحرم منه ثلاث سنوات؟ هو سندي فالدنيا بعد ربنا سبحانه وتعالى عمره ما فرقتنا ولا غاب عني كده نفسي أشوفه وأحضنه خايفة أموت من غير ما أشوفه ، وبدعي ربنا إن كان أجلي قرّب ، يارب تمد في عمري علشان أشوفه ومش مهم بعد كده أي حاجة”.