“ميدل إيست مونيتور”: هل يستغل الاحتلال غزو أوكرانيا لتهجير أهالي الشيخ جراح؟

- ‎فيعربي ودولي

نشر موقع "ميدل إيست مونيتور" تقريرا للصحفي الاستقصائي Asa Winstanley بشأن تطورات الأحداث في أوكرانيا، وتداعياتها على القضية الفلسطينية.

 وأكد التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" أن تصعيد الحرب الطويلة الأمد في أوكرانيا يعني أنها فترة مخيفة للغاية في العالم بأسره.

وأضاف التقرير أنه في حين تحاول وسائل الإعلام الغربية الليبرالية بوقاحة إقناعنا بأن الفلسطينيين على عكس الأوكرانيين والعراقيين والسوريين وغيرهم يشكلون جزءا من العالم غير المتحضر ، فمن المهم الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن تركزوا أعينكم على فلسطين.

وكان نظام محاكم الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن مؤخرا أنه يؤجل أو يجمد طرد عائلة سالم من القسم الشرقي من القدس المحتلة.

وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن الأسرة تعيش في منزلها في حي الشيخ جراح منذ عقود، إلا أنهم فلسطينيون وليسوا يهودا، كما أن إسرائيل هي دولة عنصرية يهودية متفوقة، وتدعي إسرائيل، بوصفها دولة تحتل فلسطين بصورة غير قانونية، الحق في طرد السكان الأصليين بالقوة، بسبب جريمة عدم كونهم يهودا.

وكانت عائلة سالم قد طردت قسرا من قبل الميليشيات الصهيونية خلال النكبة، حملة التطهير العرقي عام 1948 التي مكنت من تأسيس دولة الاحتلال على المقابر الجماعية للفلسطينيين.

وطردت الميليشيات نحو 800 ألف فلسطيني، ثم أصبحت هذه المليشيات تشكل أساسا للجيش الإسرائيلي الجديد، واليوم لا يزال ملايين الفلسطينيين يعيشون كلاجئين، ويحظر عليهم العودة إلى ديارهم في فلسطين التاريخية (إسرائيل اليوم، وكذلك قطاع غزة والضفة الغربية المحتلين، بما في ذلك القدس الشرقية) لمجرد أنهم ليسوا يهودا.

وكان مستوطنون صهاينة أقاموا مؤخرا مخيما في الشيخ جراح ، حيث هاجموا السكان الفلسطينيين وطالبوا بإخراجهم فورا من منازلهم حتى يتمكن المتطرفون اليهود من الانتقال إليه وإحلال مكانهم، غير أن القوات المسلحة الإسرائيلية تؤيد المستوطنين تأييدا كاملا، الدولة هي المستوطنون، والمستوطنون هم الدولة. المتطرفون هم إسرائيل و إسرائيل هي التطرف بعينه ، وكما اعترفت منظمة العفو الدولية أخيرا في فبراير، فإن إسرائيل دولة تمارس الفصل العنصري، وهي دولة تريد طرد السكان الأصليين وإحلال المستعمرين مكانهم.

ولكنها لا تستطيع دوما أن تحصل على ما تريد، وقد أظهرت الحرب في غزة في العام الماضي ومقاومة الجماعات الفلسطينية المسلحة لها ذلك، فقد قاومت حماس والمقاتلون الفلسطينيون الآخرون مقاومة شديدة وفرضوا حقائق جديدة على إسرائيل، ولهذا السبب اضطرت إسرائيل إلى تأجيل طردها العنصري لعائلة سالم من الشيخ جراح.

ولنتذكر أن الحرب الإسرائيلية في غزة في مايو 2021 قد بدأت بالفعل في القدس. وللمرة الأولى، تمكنت جماعات المقاومة الفلسطينية في غزة من الرد دفاعا عن شعبها في القدس، وردا على الغوغاء المدعومين من قبل دولة الاحتلال والذين يرفعون شعار "الموت للعرب" من المستوطنين الذين يمشون حول المدينة ويهاجمون الفلسطينيين في أبريل ومايو، وردا على الإخلاء الوشيك لعائلات فلسطينية أخرى من الشيخ جراح، بدأت الصواريخ الفلسطينية القادمة من غزة في مهاجمة أهداف إسرائيلية في القدس وحتى تل أبيب.

وبحسب ما ورد أثار توقيت الطرد المخطط لعائلة سالم في مارس قلق الشرطة الإسرائيلية، حيث كان سيحدث قبل وقت قصير من بدء شهر رمضان، متذرعا باحتمال تكرار مواجهات العام الماضي مع المقاومة الفلسطينية.

كانت الحرب التي شنتها إسرائيل في العام الماضي قد اندلعت في نهاية شهر رمضان.

لذا، فمع تحول اهتمام وسائل الإعلام الآن نحو أوكرانيا وروسيا، هل من المحتمل أو المحتمل أن تقوم إسرائيل بإلغاء تجميد عمليات الإخلاء التي قامت بها من القدس لعائلة سالم؟ نأمل ألا يحدث ذلك، ولكن هناك أمر واحد مؤكد، المهم تظل عينك على فلسطين.

 

Keep your eyes on Palestine