أعلن الرجل الثاني في القيادة السودانية، الجنرال محمد حمدان دقلو «حميدتي»، أن بلاده منفتحة على استضافة قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر، أو قاعدة عسكرية لأي دولة أخرى، بحسب ما أفاد موقع "مدى مصر".
جاء خطاب "حميدتي" بعد ساعات من عودة نائب رئيس المجلس السيادي الحاكم إلى الخرطوم، منهيا رحلة استمرت أسبوعا بدأها في موسكو عشية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأعرب حميدتي خلال الزيارة عن دعمه الشعبي للغزو، مدعيا أن روسيا «لها الحق في الدفاع عن شعبها ومواطنيها وفقا للدستور والقانون»، وهو موقف لم يردده قائد الانقلاب الجنرال عبد الفتاح البرهان.
كما أثارت مبادرات حميدتي إلى موسكو لومًا من القوى المدنية التي تم تهميشها من الحكومة السودانية في انقلاب أكتوبر، عندما أطاحت مليشيات الدعم السريع بقيادة حميدتي والقوات المسلحة السودانية بالحكومة الانتقالية السودانية. تحدث تحالف قوى الحرية والتغيير عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا علنا واتهم موسكو بنهب موارد السودان والتدخل في شؤونه واستخدام البلاد في الصراعات الجيوسياسية، لا سيما في البحر الأحمر.
كما أصدر المجلس السيادي بقيادة الجيش بيانا يوم الاثنين يتعارض مع دعم حميدتي لموسكو، داعيا إلى حل سلمي ودبلوماسي للأزمة في أوكرانيا.
ولا يزال الموقف الرسمي للسودان بشأن الصراع الروسي الأوكراني متناقضا؛ حيث كان واحدا من خمس دول فقط امتنعت عن إدانة الغزو خلال تصويت الأربعاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار غير ملزم يدعو إلى خروج الجنود الروس من أوكرانيا.
في نفس اليوم الذي وطأت فيه أقدام القوات الروسية أوكرانيا، التقى حميدتي، في موسكو بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. واتفقا على عدد من الصفقات لتعميق التعاون في النفط والغاز والزراعة والتعدين والتصنيع.
وفي حديثه في الخرطوم يوم الأربعاء، برر زعيم قوات الدعم السريع وجودا بحريا روسيا في السودان بالإشارة إلى أن جيبوتي والنيجر لديهما قواعد بحرية أجنبية مماثلة.
وقال حميدتي إن الموافقة على اتفاق بشأن قاعدة عسكرية ستكون في أيدي وزير دفاع الحكومة الانقلابية. وأضاف: «نملك 730 كيلومترا على البحر الأحمر ولا مانع من وجود قاعدة عسكرية سواء كانت تابعة لروسيا أو لغيرها إذا كان ذلك يتفق مع مصالح السودان وتحقيق الأمن القومي للبلاد».
في طريق عودته من موسكو، قال حميدتي إنه ناقش الشؤون في السودان وسد النهضة الإثيوبي الكبير مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل في القاهرة، التي لديها قلق طويل الأمد بشأن وجود قواعد عسكرية أجنبية على البحر الأحمر، نظرا لأنه ليس لديها أي من قواعدها البحرية الخاصة في المنطقة التي تعتبرها فناء خلفيا لقناة السويس.
تحيي مبادرات حميدتي لروسيا خطوات مماثلة اتخذها في عام 2017 الرئيس السابق عمر البشير، الذي عزلت حكومته عن الدعم المالي والأمني الغربي لسنوات من العقوبات.
وأعلن الجيش السوداني في ديسمبر 2020 عن اتفاق مع موسكو بشأن قاعدة بحرية على الساحل الشرقي، حيث قال مسؤولون سابقا لـ"مدى مصر" إن الإماراتيين لعبوا دورا رئيسيا في التوسط في الاتفاقية على مدار عام بعد الإطاحة بالبشير على خلفية الاحتجاجات الشعبية، لكن القاعدة الآن في طي النسيان بعد تقارير تفيد بأن السودان كان يجمد البناء، وهو ادعاء نفته السفارة الروسية في السودان.
الآن، مع تهميش الجماعات المدنية بسبب انقلاب أكتوبر الذي نفذته مليشيا قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، أصبح السودان مرة أخرى معزولا اقتصاديا بشكل متزايد؛ حيث أوقفت القوى الغربية صنبور الدعم المالي الذي بدأ يتدفق إلى السودان بعد عام 2019، واستهدفت الجماعات المدنية طرقا تجارية كجزء من الاحتجاجات المستمرة ضد الحكم العسكري في البلاد.
منذ 25 أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 85 متظاهرا، بينما أصيب الآلاف. واعتقل المئات بينهم مسؤولون سابقون في الحكومة الانتقالية.
وفي حديثه للصحافة لدى عودته من جولته الخارجية، وصف حميدتي المظاهرات ضد الحكومة الانقلابية التي نظمها آلاف السودانيين يوم الاثنين خارج القصر الرئاسي في الخرطوم بأنها «سخيفة».
https://www.madamasr.com/en/2022/03/03/news/u/sudans-hemedti-talks-up-proposal-for-russian-red-sea-naval-base-after-moscow-visit/
