قال الناشط المصري الفلسطيني رامي شعث، الذي اعتُقل في مصر لأكثر من عامين ونصف العام، إنه "تم إبلاغ والدي القيادي بحركة فتح نبيل شعث ووسطاء، أن السفارة الإسرائيلية في مصر هي التي طلبت اعتقالي، كما أن الإمارات مارست تحريضا على ذلك ، بسبب نشاطي الرافض للتطبيع وخاصة صفقة القرن".
وأضاف، في حوار مع "العربي الجديد"، إنه قيل له أيضا إن "طرفا إماراتيا منزعجا مني، وبالتالي قد يكون اعتقالي ذا طابع إقليمي".
ويبدو أنه إجماع من المراقبين على أن القضاء المصري "الشامخ" في خدمة تل أبيب، فضلا عن أن الكيان المحتل أصبح بوابة للطغاة العرب يقدمون لها القرابين ويحجون إليها سرا، ورؤساء مخابراتهم علنا، إلا أن قبلتهم الخائنة هي من تكشف هذه الأسرار كما كشفت صحافة العدو الصهيوني أخيرا، زيارة محمود نجل المنقلب عبدالفتاح السيسي، وأن ذلك بحثا عن الاستقرار بوجه الطامعين من رفقاء السلاح ورفقاء الثورة المضادة المرتهنين أيضا للجهة نفسها، حيث ورد أن زيارة نائب رئيس المخابرات محمود السيسي تزامت مع زيارة خليفة حفتر للجهة نفسها.
أسباب الاعتقال
الناشط المصري الفلسطيني رامي شعث قال "ليست لدي معلومات دقيقة أكثر، ولكن يبدو أن جميع الأطراف اتفقت على اعتقالي بعد دوري الرافض لـصفقة القرن في الأشهر السابقة لاعتقالي، لأنني كنت رافضا لفكرة الاستيلاء على ما تبقى من فلسطين واستيطانها وطرد أهلها وإعطائهم حلولا مالية، باعتبار أن الشعب الفلسطيني قد يقبل في لحظة ما بالحلول المالية أو التنمية في مقابل التخلي عن وطنه".
وأكد شعث على أن اعتقاله كان على خلفية حملة مقاطعة إسرائيل وعلى رفض صفقة القرن، مضيفا أنه للأسف الشديد لم تولِ السلطات في مصر اهتماما كبيرا لوساطة السلطة الفلسطينية في قضيتي، وقد قيل لي إن السلطة الفلسطينية تدخلت، لكن تدخلها لم يكن مؤثرا، والحقيقة أنه ليس فقط لأن والدي شخصية فلسطينية سياسية مرموقة أدار مناصب عديدة في السلطة الفلسطينية، أنا أيضا كنت لفترة ما قريبا من الرئيس الراحل ياسر عرفات".
وكشف أنه خلال فترة الاعتقال -التي تعرض فيها لإهانات ومصادرة ممتلكاته- التي امتدت إلى عامين ونصف لم يتم التحقيق معه حول التهم الموجهة له، وقال "التحقيق الوحيد الذي تم معي كان في نيابة أمن الدولة العليا واستغرق 45 دقيقة، وكان يدور حول آرائي في ثورة يناير وأحداث 30 يونيو".
#مصر تحولت إلى جمهورية الخوف".. #رامي_شعث يروي
للـ CNN ظروف اعتقاله المأساوية لمدة عامين والنصف في مصر.#مزيد
3/3 pic.twitter.com/1JjZLW4awM— مزيد – Mazid (@MazidNews) January 27, 2022
رؤية صهيونية
وفي نوفمبر الماضي، قال دبلوماسي صهيوني إن "أداء السيسي يمنحنا فرصة للتغلغل في مصر، مشيدا بالسيسي وأن وجوده في الحكم يمنح تل أبيب فرصة كبيرة لتوطيد علاقاتها بالقاهرة والتغلغل أكثر في مختلف دوائر التأثير وصنع القرار في مصر".
وقال إسحاق ليفانون، سفير الاحتلال السابق لدى مصر، في مقال له بصحيفة "إسـرائيل اليوم" إن "لجنة الارتباط العسكرية الصهـيونية – المصرية، التي تشكلت مع اتفاق السلام، اجتمعت مؤخرا في إطار اللقاءات نصف السنوية، وهذه اللجنة تنعقد بالتناوب كل نصف سنة، مرة في الكيان والثانية في مصر".
ولفت ليفانون إلى أن زيادة عدد الجنود حاليا وسابقا "تم بناء على طلب مصري، وبعد الموافقة التامة من الكيان، وقد أتاحت العلاقات المتحسنة بين الطرفين ذلك، ثمة لدينا من يخشون من ذلك، وهذا طبيعي تماما ، إذ أنه قبل بضع سنوات صعد إلى الحكم في مصر رئيس من جماعة الإخوان المسلمين، فكر بجدية في إلغاء اتفاق السلام، ولو نجح في ذلك، لبقينا مع الجنود المصريين على الحدود، ولفرحتنا، هذا لم يحصل".
وأضاف أن "هناك العديد من العوائق أمام السيسي وهي بحاجة للوقت كي يتغير هذا، فهناك الاتحادات المهنية، العداء لدى الجمهور، الإعلان غير العاطف، وكل هذا يمنع تطوير العلاقات الثنائية مع الكيان بشكل علني".
وشدد على أهمية أن "تطلب تل أبيب من مصر، بأن يسمح لها ولفريقها الدبلوماسي أن يقيموا اتصالا مباشرا مع محافل مصرية رفيعة المستوى تضم؛ وزراء، رؤساء أحزاب، رؤساء جامعات وغيرهم، ومثل هذه التعليمات هي من صلاحية السيسي".
وفي هذه المرحلة، يمكن بحسب السفير أن يتم "توجيه الوزراء المصريين، أنه لا قيد على اللقاء مع سفيرة الكيان، أميرة أورون، لأغراض العمل، ومثلما غرس السيسي رواية الاجتياز نحو المستقبل على وزن اجتياز القناة في يوم الغفران، نخلق نحن روايتنا، رواية الاجتياز نحو علاقات طبيعية أكثر، وعلينا أن نطرق الحديد وهو ساخن".
بوابة الطغاة
الدكتور خليل العناني أستاذ العلوم السياسية قال عبر @Khalilalanani "الطريق إلى السلطة يمر عبر تل أبيب:
– حمدان دقلو (حميدتي) زار إسرائيل سرا في أكتوبر 2021.
– صدام حفتر (نجل خليفة حفتر) زار إسرائيل سرا في نوفمبر 2021.
– خليفة حفتر زار إسرائيل سرا في 14 يناير 2022.
– محمود السيسي (نجل عبد الفتاح السيسي) زار إسرائيل سرا في 16 يناير 2022.
وأضاف أنه "وأشارت المصادر إلى أن نجل السيسي بات بمثابة الرجل الأول في الإشراف على ملف العلاقات مع إسرائيل.
وعلاقة الكيان المحتل مع دول الثورة المضادة عميق وأن زيارة الوفد الأمني المصري برئاسة محمود السيسي، القيادي في جهاز المخابرات العامة محطة يعود عمرها لسنوات -على الأقل- 12عاما مرت منذ مساعدة الإمارات على إفلات قتلة محمود المبحوح أحد قادة حماس في أحد فنادق دبي، فكان اغتياله فضيحة تاريخية للموساد، إما استقبال ثم إفلات ضباط الموساد الذين اغتالوه فضيحة تاريخية مبكرة كشفت ترابط عيال زايد بالعدو الصهيوني.
الناشط صاحب حساب (كلمة حق لاتقطع رزقا2) قال عبر إن "عودة مصر لريادة الأمة وقيادتها واستقلال قرارها يشكل بالنسبة لإسرائيل مثابة هزيمة عسكرية في تل أبيب، ومهما دجل المدجلون والأفاكون أن المعركة ليست مع الإسلام وإنما مع فصيل سياسي ينتهج الإرهاب والعنف، فإن حقيقة الصراع هو حول موقع الإسلام من الدولة المصرية".