تعجز الكلمات عن التعبير عن مدى شوقنا إليك يا أسماء، ولولا أنها شهادة يا زهرتي ما تحملنا فراقك.
نعلم يا حبيبتي أن الشهادة منزلة تُهنئين بها ونغبطك عليها ولكن رغما عنا ،فألم الفقد والفراق كبير لم يسكن بمضي السنين، فنستعين ونتصبر بالله عليه.
أسماء ، يا من علمتِنا المعنى الحقيقي للحياة ، عرفت يا حبيبتي كيف تعيشين وكيف تموتين ، لم تتعلقي أبدا بالدنيا ، همتك العالية بلغت بك ، كنت كلما رأيتك في حرصك على وقتك والانتفاع بكل دقيقة منه، تذكرت حديث رسول الله ( من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ) وأظنك يا أسماء بلغت المنزل ، منزل الشهداء مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
يا من كتبت أول كلمة فى دفترك (تعليم الخط العربي) كلمة الشهادة ، ففزت بها.
يا من كانت آخر تلاوتك في كتاب الله ( النبأ العظيم) فاجعل يارب القرآن الذي كانت تحفظه وتعيش به يعلو بها.
يا من كانت آخر كلماتك في ساعة احتضارك يالله يالله ، فإنك تعلم يارب كم كانت تحبك وتتمنى لقاءك فبحق حبها لك ارزقها حسن جوارك ، ومتعها بالنظر إلى وجهك الكريم كما كانت تدعو وتلح.
اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها واجمعنا بها في مستقر رحمتك، وانتقم يارب ممن حرمنا منها.
في حواصل طير خضر يا أسماء وكل الشهداء.