يعد سجن العزولي من أسوأ السجون التي تشرف عليها قوة مشتركة من الجيش والداخلية بحكومة الانقلاب، فتحول المعتقل إلى جحيم على الأرض بحسب شهادات الحقوقيون التي نقلوها عن معتقلين سابقين نجوا وبقوا أحياء مع بعض العاهات الجسدية والنفسية، تترواح حدتها بحسب مدة البقاء في المعتقل الصحراوي جنوب محافظة الإسماعيلية.
أنواع جديدة للتعذيب
ونشرت منصة حقهم على التواصل أقرب الرسائل عن شهادات مُروّعة عن وسائل التعذيب في سجن العزولي، والذي يُشرف عليه الجيش الثاني الميداني.
https://www.facebook.com/Haquhum/videos/634110624521936
وشمل (فيديو جراف) شهادات ممن نجوا من تشريفة الضرب والتعليق والكهرباء والتعرية والتهديد بالاعتداء الجنسي وأحيانا الاعتداء الجنسي الفعلي بأداة، والإجبار على أكل البراز، ومن يُقتل أثناء التعذيب يتم دفنه دون إذن من النيابة في الصحراء.

السجن الحربي
وقالت الحقوقية د. عايدة سيف الدولة في حوارها مع مبادرة “خريطة التعذيب” إن “هناك أنواعا جديدة من التعذيب تم إدراجها على قائمة ممارسات التعذيب في مصر، ضاربة المثل بسجن العزولي الذي ظل مجهولا لنا، إلى أن خرجت منه بعض الشهادات ممن نجوا”.
وأضافت: “ما سمعناه من ناجين شمل الضرب والتعليق والكهرباء والتعرية والتهديد بالاعتداء الجنسي وأحيانا الاعتداء الجنسي الفعلي بأداة، والإجبار على التبرز في العلن والبحث في البراز عن أشياء قد تكون مهربة، والجلد، أو الغمس في مياه باردة في موسم الشتاء، والحرمان من الطعام والشراب والعلاج، والتهديد بالأسرة خاصة النساء ، وإطلاق الكلاب البوليسية على المحتجزين …….. إلخ”.
وأضافت أن “كل ما يمكن تصوره مما يحدث الألم ممزوجا بالإهانة والشعور بالعجز وقلة الحيلة، باختصار كل ما يأمل الأمن في استخدامه بهدف كسر الضحية”.

رسالة من غريق
واستعرضت عدة منصات حقوقية رسائل لناجين من العزولي ومنها رسالة نشرها المحامي خالد المصري فقال إنه “حذف بيانات مرسلها الشخصية، لكي لا يمر مجددا بالسجن”، واحتوت الرسالة على جرائم بحق المعتقلين.
حيث قالت الرسالة: “مات ثلاثة منهم واحد اسمه الحج شتيوي من سيناء على يدي فحملته والضباط والعساكر يضحكون ويسخرون ويقولون “اقرأوا لهم الفاتحة ويسبونه وهو ميت وفي جسده آثار تعذيب، حدث ذلك في يوم 23/3/2014، وأنا كذلك عُذبت حتى أُصبت بفشل كلوي والتعذيب في أماكن حساسة، وكانوا يقولون للرجل الميت إحنا جنود فرعون وأنت ماشي على الصراط المستقيم هتلاقي فرعون تحت في النار قوله سيبت وراك رجالة”.
وتابع: “أكلت البراز في فمي، جمعوا منا المصاحف في العزولي ولو حد خبا المصحف بيضربوه ويكهربوه”.

أحياء تحت الأرض
وتحت هذا العنوان تداول ناشطون بوابة سوداء جديدة في عهد الانقلاب لمذكرات أحد الأحياء، قال ضمن رسالة مفصلة: إن “طعام العشاء رغيف لكل محتجز و بعض العدس أو الفول وكل أسبوعين يأتون ببيضة واحدة لكل محتجز مع العشاء مع استمرار التمام مع كل وجبة ، مع الاستمرار في إساءة المعاملة بالشتم بأقذع الألفاظ والضرب دون أدنى مبرر، وتكررت المشاهد السادية الضرب المبرح على أي سبب الكلام بصوت مرتفع، أو النظر من فتحة الباب لخارج الزنزانة”.
وأضاف أن “الزنزانة مساحتها أربع أمتار عرض في ستة أمتار طول ولها فتحة تهوية 20×20 سم في أعلى الباب الحديدي و لها نافذتان للجهة المقابلة للباب فتحات مغلقة بالحديد و الشبك سعة الواحدة 20 ×40 سم و الزنزانة ليست بها إضاءة و هي عالية الرطوبة كريهة الرائحة جدا، يزيدها نتانة وجود جردل البول و البراز داخلها و كان الجو حارا جدا والعرق مستمر ورائحة الملابس والبطاطين كرائحة الموت الذي يخيّم على المكان ، فقد مات ثلاثة في فترة احتجازنا من سيناء و علمنا بهم بعد دخولهم سجن العزولي.
وأضاف: “نزداد ألما و مرارة، وكان المقبوض عليهم عبارة عن ملتزمين ظاهرا باللحى ومنهم المهندس والطبيب والمدرس والمزارع ورجل الأعمال وأعضاء من البرلمان ،وكذلك كثير من ذوي الهيئات في المجتمع والدعاة والأطفال كذلك تحت العشرين سنة كانوا بنسبة كبيرة وكذلك الأجانب من فلسطينيين.
وتابع: “سجن العزولي عبارة عن مجزر بشري ضرب وركل و سب حتى الإغماء من أثر الضرب في حالات كثيرة دون رقابة حقيقية ، وفي بعض الأحيان ينادي الضابط من الدور الأسفل الأرضي على الجنود وصف الضباط (خلاص محدش يضرب) فينتهي حفل التعذيب إلى إشعار آخر”.