وصف مكتب رئيس وزراء دولة الاحتلال الصهيوني اللقاء الذي جمع نفتالي بينيت بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بالتاريخي وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن المباحثات بين الطرفين تطرقت إلى مسارات التعاون الثنائي بما يساهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
ورجحت وسائل إعلام صهيونية ألا تغيب إيران وملفها النووي عن بعض من جوانب هذه المباحثات.
فما مغزى زيارة بينيت إلى أبوظبي وأي علاقة لأهدافها بحالة التوتر التي تشهدها المنطقة على وقع تصعيد إسرائيل اللهجة ضد طهران؟ وكيف توازن أبوظبي بين انفتاحها على طهران من جهة وتوطيد علاقاتها بتل أبيب من جهة أخرى وكيف تنعكس إدارة الإمارات لعلاقتها مع كل من إيران وإسرائيل على أمن واستقرار الخليج والمنطقة؟
تتويج للعلاقات
تأتي الزيارة تتويجا لمسار من التقارب جمع كلا من إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة وإذا كان الاقتصاد وفرص التنمية ودعم السلام في المنطقة قد شكل العناوين العريضة التي سوقت تحتها الاتصالات التي انتهت إلى علاقة دبلوماسية كاملة جسدها افتتاح متبادل للسفارات فإن ذلك كله لا يعني أن جوانب أخرى قد غابت عن زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء إسرائيل إلى أبوظبي ذلك أن الطرفين معنيان بملفات مشتركة يتصدرها النووي الإيراني وجدل الأمن والسلام في الخليج والشرق الأوسط.
وفي خضم التطورات المتعددة والمتداخلة التي تشهدها مساحة الاهتمام المشترك بين الدولتين أعلن كل من "بينيت" ومحمد بن زايد الاتفاق على الاستمرار في تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين في المجالات كافة.
وتركزت مباحثات الجانبين في أبوظبي على توطيد التعاون الثنائي ونقلت وكالة أنباء الإمارات أن ولي عهد أبوظبي قال لبينيت أثناء اللقاء إنه يأمل في أن يسهم الاجتماع في دفع التعاون لصالح الشعبين الإماراتي والإسرائيلي والمنطقة برمتها.
وكان سفير إسرائيل بالإمارات أمير حايد قد أعلن لوسائل إعلام إسرائيلية أن قضية البرنامج النووي الإيراني ستتصدر اهتمام الطرفين.
ليست على ما يرام!
الدكتور صالح النعامي، الخبير في الشئون الإسرائيلية، إن زيارة نفتالي بينيت إلى الإمارات رغم ما صدر عن مكتب بينيت وديوان ولي عهد الإمارات تشي بأن واقع العلاقة بين الطرفين بعد عام على التوقيع على اتفاق التطبيع أكثر تعقيدا مما كانت عليه الأمور قبل عام.
وأضاف النعامي في مداخلة هاتفية لبرنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة، أن الإسرائيليين قبيل الزيارة بيوم حرص المسئولون في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي على التعبير عن إحباطهم لوسائل الإعلام الإسرائيلية من مستوى التقارب الإماراتي الإيراني الذي تمثل في زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي لطهران ولقاءه الرئيس الإيراني في ظل تكثيف إسرائيل جهودها للتأثير على مخرجات مفاوضات فيينا بين إيران والقوى العظمى ثم الحديث الإسرائيلي كما كشفت عن ذلك صحيفة إسرائيل هايوم المقربة من مكتب بينيت على أن إسرائيل تتهم الإمارات بأنها الطرف الإقليمي والدولي الأكثر إسهاما في مساعدة إيران على تجاوز العقوبات الأمريكية وتحديدا تلك التي تستهدف النظام المصرفي الإيراني.
وأوضح أن التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإسرائيل تطور بشكل كبير بعد التوقيع على اتفاقات التطبيع لكن هذه الزيارة تهدف إلى استفاد التعاون في مجالات أخرى وليس فقط في الاقتصاد، مثل التعاون في ساحة السودان حيث كان للإمارات دورا مفصليا في التوسط بين العسكر وإسرائيل.
كما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية في تحقيق نشرته أن إسرائيل استفادت من الوجود الإماراتي في جنوب اليمن وخاصة في جزيرة سوقطرة لمراقبة وتأمين الملاحة الإسرائيلية وكذلك هناك تعاون في ليبيا حيث زار صدام نجل خليفة حفتر قبل شهر تل أبيب حيث تطمح إسرائيل إلى اختراق الساحة الليبية بمساعدة الإمارات على أمل أن تسفر الانتخابات الليبية عن واقع يسمح بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود بين ليبيا وتركيا حتى يمكن لإسرائيل تصدر غازها عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.
توازنات الإمارات
بدوره قال الدكتور عبدالله الشاجي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، أن الزيارة تأتي في سياق التوازنات الصعبة التي تلعبها الإمارات منذ سبتمبر 2019 كانت جرس إنذار ضخم هز المنطقة بأسرها بقصف إيران ووكلائها منشآت أرامكو في السعودية في بقيق وحريص ومنذ ذلك الوقت رأينا ديناميكية سريعة في المنطقة تركز على أن الاعتماد على الولايات المتحدة لم يعد اختيارا وحيدا وعلينا أن نجد توازنات مختلفة وقدر رأينا مقاربات مختلفة كليا عما كان قبل سبتمبر 2019 بما فيه التطبيع مع الاحتلال والانفتاح على إيران وتركيا والصين وروسيا خاصة وأن ترامب لم يستطع أن يحرك ساكنا ضد إيران كما سحب بطاريات الصورايخ التي أرسلها إلى السعودية بعد الاعتداءات الإيرانية على أرامكو.
وأضاف أن إيران تتبع سياسة تصفير المشاكل والتقارب السعودي الإيراني بمفاوضات 4 جولات بوساطة عراقية يؤكد أن الإمارات غيرت سياستها تماما ما دفع الولايات المتحدة إلى إرسال وفد رفيع المستوى من وزارة الخزانة للتحقق من مساعدة شركات إماراتية إيران في مجال البتروكيماويات والمصارف وغيرها.
وأوضح أن زيارة بينيت التاريخية للإمارات وتوجيهه دعوة رسمية لمحمد بن زايد لزيارة إسرائيل والاجتماع معه لمدة 4 ساعات ومناقشة قضايا مهمة في تطوير العلاقات، والملف النووي الإيراني، فإسرائيل تحرض بشكل كبير ضد إيران حيث أرسلت وزير الدفاع ومسئول الاستخبارت إلى واشنطن وأرسلت بينيت إلى الإمارات بهدف دفع المنطقة إلى مرحلة التوتر خاصة ما تعثر مفاوضات النووي الإيراني في فيينا.
