معاناة أسر المعتقلين.. سنين بطعم مرارة الإخفاء القسري وإهانات الزيارات ومداهمات العسكر

- ‎فيحريات

نقل الصحفي والمصور حسام العربي عبر صورتين على حسابه معاناة آلاف الأسر من ذوي المعتقلين السياسيين والذين تخطوا بحسب تقارير حقوقية 70 ألف معتقل موزعين على عشرات السجون ومقار الاحتجاز  تحت سلطة الانقلاب الدموي في مصر.
وعبر حسابه على فيسبوك  (Hossam Elaraby) استعرض صورة زوجة معتقل تصلي الفجر في الشارع أمام أبواب السجن لتحجز زيارة و ترى زوجها حبيبها.
وعبر سلسلة من الترتيبات المسبقة قال إن "هدفها رؤية زوجها نصف ساعة، ولذلك لابد أن تكون عند باب السجن قبل الفجر عشان تكتب اسمه في الكشف و تقعد في الشارع كدا لحد الساعة ١٠ أو ١١ الصبح فتبدأ مرحلة قاسية و مهينة من التفتيش؛ بعدها تدخل تشوف حبيبها".
وتاليا، أضاف أنها لكي تصل قبل الفجر عند باب السجن لازم تكون طالعة العصر من بيتها لو رايحة المنيا أو تطلع آخر الليل لو رايحة سجن أقرب من الصعيد".
وأردف "عشان تنزل العصر من بيتها لازم تحضر الأكل من فجر اليوم اللي قبله و ممكن تخطف ساعة نوم على السريع عشان تلحق تنزل، و طبعا لازم اليوم اللي قبله لازم تنزل تلف في السوق أو السوبر ماركت تجيب طلبات الزيارة اللي أقل أقل واجب بتتكلف ٥٠٠ جنيه".

سنوات شرح
وفي تساؤلات سريعة أشار إلى أنه لو ظل يشرح محتواها لما استطاع "لو قعدت أشرح فيها سنين مش هيخلص".
وعن تساؤلاته كتب:

ياتُرى بتجري وراء حبيبها من كم سنة؟.

ياتُرى لفت وراه كم سجن و كم محكمة و كم قسم؟.

ياتُرى بتصرف منين و بتجيب فلوس الزيارة و طلباتها حتى الشخصية منين؟.

ياتُرى نامت معيطة كام مرة بسبب إهانة على باب زيارة؟.

ياتُرى بتتحسر على عمرها اللي بيكبر و اللي حواليها تزوج و معاه أولاد؟.

ياتُرى بتحضر مناسبات اجتماعية و لا فقدت القدرة و الاندماج مع مجتمع سريع لم يعد يشعر بمصابها؟.

ياتُرى بتروح للدكتور تتعالج من كام مرض جالها بسبب الزيارات و شنط الزيارات؟ و إهانات الزيارات؟

ياتُرى فيها كم جرح من كلمات المقربين منها اللي بدل ما يقوها أو يثبتوها بيكسّروا مآديفها ؟.

ياتُرى كم واحد بيسأل عنها و عن زوجها و بيطمن عليهم و يسعى في حاجاتهم ؟.

ياتُرى ياتُرى ياتُرى ..

أقرب الأحداث
وأقرب الأحداث المرتبطة بمعاناة ذوي المعتقلين، كانت بحق المعتقل بمدينة العاشر من رمضان حسن غريب أحمد داخلية، حيث رفضت داخلية الانقلاب السماح له  بعد أن حصل على حكم البراءة من محكمة أمن الدولة طوارئ العاشر من رمضان في 10 أكتوبر2021 بدفن زوجته إيمان صلاح الدين سليمان نوفل ،التي تُوفيت السبت على أثر إصابتها بكورونا، وتدهور حالتها مؤخرا وحجزها بالعناية المركزة إلى أن توفاها الله السبت.

وتخفي سلطات الانقلاب بالعاشر من رمضان حسن غريب محمد أحمد قسريا، وتعتقل اثنين من أبنائه عمر حسن محمد يقضي حكما بالسجن 5 سنوات منذ 2016، ولم يتبقَ له سوى 7 شهور، كما أن ابنه المعتقل السابق معاذ حسن غريب.
وعلى غرار زوجة الحاج حسن غريب من الشرقية، عشرات الحالات المماثلة ففي 22 يوليو توفيت زوجة المعتقل د.مجدي قمح، تاركة زوجا خلف الأسوار منذ خمسة أعوام، وأربعة أبناء بلا عائل أكبرهم 15 عاما.

اعتقال وتغييب
وخلال نوفمبر 2021، كتبت مريم صفوان ثابت إن سلطات السجون سمحوا لها بلقاء والدها رجل الأعمال صفوان ثابت صاحب شركة جهينة للصناعات الغذائية، والمعتقل بسجون الانقلاب، ونجله سيف ثابت، اللذان يتهمهما الانقلاب بتمويل جماعة الإخوان المسلمين من خلال الشركة.

وكانت مريم صفوان ابنة صاحب شركة جهينة أبدت قلقها من غياب والدها وأخيها عن حضور جلسة تجديد حبسه أمام الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، الثلاثاء الماضي، الموافق 4 نوفمبر وهو حدث يتكرر أيضا يوميا عشرات المرات مع آخرين، وتساءلت عن أسباب منع والدتها من زيارته الخميس الماضي، وأسباب عدم تمكين والدها وشقيقها من مقابلة محاميهم خلال الجلسة.

اعتقال الزوجة
وأثناء الزيارات، فضلا عن التضييق على الزيارة في الوقت حتى تصل بحدها الأدنى إلى 4 دقائق وحدها الأعلى 13 دقيقة في مقار الاحتجاز بمراكز المحافظات، و15 دقيقة بالسجون الرئيسية، مع انعدام رؤية المعتقل من قبل أهله إلا من خلال سلك فاصل، وحرمان المعتقل من الأدوية والملابس والطعام فضلا عن موانع داخل السجن من التريض والعلاج ورؤية الشمس.
إلا أن سلطات الانقلاب سبق واعتقلت ذوي المعتقلين، ومنهم السيدة فاطمة عبدالفتاح عبده والدة 3 معتقلين من أسرة الماحي بدمياط، واعتقلت الدكتورة نجلاء القليوبي زوجة الصحفي المعتقل -سابقا- مجدي حسين، رغم أن سنها وقت الاعتقال تعدى 70 عاما.
والمثير للامتعاض أن الانقلاب اعتقل القليوبي وأخفاها 12 يوما في 24 سبتمر 2019.
وفي وقت قريب من ذ لك وتحديدا في 4 ديسمبر 2019، اعتقل الانقلاب في وقت سابق، زوجة الشيخ محمود شعبان المعتقل في سجون الانقلاب، وابنه معاذ البالغ من العمر ١٢ عاما، وأخفاها لعدة أيام.

ارفعوا المعاناة
وفي ذكرى مرور ألف يوم على إخفائه، رفعت زوجة الدكتور مصطفى النجار البرلماني بمجلس الشعب الثورة في 2012، استغاثة عبر حسابها وهي تطالب بالكشف عن مكان زوجها للإفراج عن المعتقلين وإعادة الحياة لأسرهم.
وقالت عبر حسابها "رجاء شخصي لكل مسؤول عن غياب زوجي، وكثير غير زوجي، افتح صفحة جديدة مع الشباب دي وسيبهم يعيشوا عشان ولادهم وأسرهم اللي بتموت من غيرهم، أنت بتحتجز فرد أولاده هيطلعوا يكرهوا البلد اللي حرمتهم من أبوهم بلاش نزيد الكراهية، أنا عايزة ولادي تحب بلدها، أنا عارضت مع مصطفى كتير في فكرة السفر لغاية ما وصل هو لفكرة أن بلدي أحسن أنجح وأحلم لبلدي، عايزة يمنى وهنا وسهيل يحبون بلدهم، رجعي ولادك يا مصر لأولادهم خلينا نحب مصر بلدنا".