تمر السنوات وما يزال عشرات الصحفيين والإعلاميين يقبعون داخل السجون في ظروف احتجاز غير آدمية ،يُقتلون بالبطيء عبر الإهمال الطبي المُتعمد في ظل أوضاع مأساوية تتنافى وأدنى معايير سلامة وصحة الإنسان.
وتتجاهل سلطات النظام الانقلابي كل الدعوات والمطالبات بالحرية للصحفيين الذين يُنكّل بهم فقط؛ لموقفهم من رفض الظلم المُتصاعد وعدم اعترافهم بالنظام الانقلابي الذي أهدر مُقدرات البلاد وثرواتها .
ومن بين هؤلاء الصحفي والبرلماني محسن يوسف السيد راضي ، الشهير بــ "محسن راضي" أمين حزب الحرية والعدالة بالقليوبية صاحب الوجه البشوش والابتسامة الجميلة والذي كان في خدمة الجميع، يبذل من وقته وينفق من ماله ويسعى دونما توقف حيثما وُجد ،وفقا لشهادات كل من تعامل معه.
ومنذ اعتقاله في 6 سبتمبر 2013 وهو يقبع قيد الحبس الانفرادي بسجن مزرعة طرة بالعقرب ،يتم التنكيل به وقتله بالبطيء كما حال غيره من المعتقلين ،يُمنع عنهم أي مقومات للحياة ، حيث يتم تجريدهم من قِبَلِ إدارة السجن بشكل دوري ،وفي ظل منع الزيارة عن المعتقلين القابعين في مثل هذه الزنازين منذ ما يزيد عن 5 سنوات .
صحفي وسياسي متميز
ومحسن يوسف السيد راضي ، مواليد 21 نوفمبر 1975 بمحافظة القليوبية ، هو صحفي وسياسي مصري وأمين حزب الحرية والعدالة بمحافظة القليوبية.
أُنتخب نائبا بمجلس الشعب المصري لعدة مرات كان أولها في برلمان 2005 عن جماعة الإخوان المسلمين ضمن الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين ،ثم حصل أيضا على المقعد فرديا عن حزب الحرية والعدالة في انتخابات مجلس الشعب المصري 2011-2012، وأصبح وكيل لجنة الثقافة والإعلام بهذا المجلس.
تم انتخابه في ديسمبر 2012 أمينا لحزب الحرية والعدالة بمحافظة القليوبية بعد حصوله على 198 صوتا من إجمالي 230 صوتا.
كما أنه صاحب نشاط فني واضح ،حيث أسس شركة لهذا المجال في مدينة بنها ومنها قدّم أعمالا تخدم المجال الإعلامي ،فهو صاحب شركة «الرحاب» للإنتاج الفني.
واختارته مؤسسة العالم للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع ضمن قائمة أفضل الشخصيات العربية؛ تقديرا لإنجازاته التنموية.
وشغل "راضي" منصب رئيس تحرير مجلة منبر التجاريين وعضوية نقابة الصحفيين وعضوية مؤسسة الصحافة الدولية، ومستشار جمعية ثقافة الطفل بأوروبا، وعضوية لجنة أمناء متحف حضارات الإسلام بسويسرا.
درع "الصحفيين"
كما أنه حاصل على درع نقابة الصحفيين؛ تقديرا لجهده الوطني والسياسي، واُنتخب رئيسا لاتحاد طلاب الكلية في عام 1977م، وحُكم عليه لمدة 3 سنوات في المحاكمات العسكرية عام 1995م، بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين ،وعقب الانقلاب العسكرى في يوليو 2013 اُعتقل في سبتمبر من نفس العام ولُفقّت له اتهامات ومزاعم وصدر ضده حكم مُسيس من محكمة لم تتوافر فيها أي معايير للتقاضي العادل بالسجن 20 عاما في هزلية " أحداث بنها ".
وعقب الحكم الجائر بالسجن المؤبد الصادر ضده بهزلية "قطع طريق قليوب"، علق قائلا :"أنا مش جاني في القضية دي أنا كنت مجنيّا علىّ"، ليرد عليه القاضي، بأن :"عليه عدم الحديث عن قضية منتهية، وأنه بإمكانه الاستئناف على الحكم".
وعقّب راضي على كلام القاضي، قائلا :"الثورة -قاصدا احتجاجات 30 يونيو- يجب أن تأتي بالحق والعدل لا بالظلم، الأمر الذي يؤكد أنها لم تكن ثورة".
وأشار راضي إلى أنه :"حرر عددا من المحاضر بقسم شرطة بنها ضد البلطجية الذين اعتدوا عليهم ، ولم يتم التحقيق فيها، واتهموه بحمل السلاح بناء على أقوال خصم منافس سابق له في الانتخابات".
وتابع راضي قائلا :" الآن يتم تشويه ثورة 25 يناير التي أشاد بها العالم أجمع بسبب مشاركة الإخوان بها".
كتب نجله بعد مرور 7 سنوات على اعتقاله أمس :"أتم والدي عامه السابع في المعتقل.. في مثل هذا اليوم من ٧ سنين غاب عنا من كان ينير حياتنا .. فاللهم انرْ حياتنا مرة أخرى برجوعه إلينا قريبا سالما غانما مُعافى في بدنه يارب.
٣ سنوات ممنوع من الزيارة وسنة كاملة لا نعلم عنه أي شئ نهائي.. ولكن نعلم أنه في معيّة خالق الكون ،ويقينا بربنا أنه يخبره بأخبارنا و أحوالنا مهما كانت الظروف فهو على كل شيء قدير.. ونعلم أن الله لن يترك الظلم يدوم مهما طال الوقت فسبحان الذي بيده ملكوت كل شي وهو العدل
فاللهم اجعل كل هذه السنين في ميزان حسناته وارزقه الصبر والثبات واحفظه بعينك التي لا تنام ،وفرّج عنه هو ومن معه قريبا سالمين غانمين من كل سوء ومكروه".
انتهاكات واسعة
وفي وقت سابق أوضح نجل راضي طرفا من :"الانتهاكات التي يتعرض لها والده رفقة آخرين بينهم الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل والدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان والدكتور باسم عودة المُلقب بوزير الغلابة في حكومة الدكتورهشام قنديل والدكتور سعد الكتاتني رئيس برلمان الشعب فى 2012 والدكتور محيي حامد مستشار الرئيس الشهيد محمد مرسي وغيرهم.
وذكر أن الزنزانه الانفرادية التي يقبع فيها والده كما غيره من المعتقلين يُمنع تواجد أي من مقومات للحياة فيها، حيث يتم تجريدها من قِبَلِ إدارة السجن بشكل دوري في ظل منع الزيارة عن المعتقلين القابعين في مثل هذه الزنازين منذ سنوات".
واختتم نجل راضي بأنه :"رغم الانتهاكات والجرائم إلا أن رموز الثورة المصرية القابعين في سجون العسكر يرسمون لوحة تؤكد على صمودهم وثباتهم قائلا :"ضغط نفسي وإهانة لا يتحملها أي شخص ولكن بفضل الله وكرمه مازلنا نرى ابتسامتهم على وجوههم ثابتين وصابرين ،ومنهم من يرى رؤى جميلة ومنهم من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام ؛لأنه مهما منعت عنهم وضغطت عليهم مش هتقدر تمنعهم عن ربنا وعلاقتهم بالله عز وجل، وربنا مش هيسيب الظلم ده مهما كان، وما علينا إلا بالدعاء الكثيف لهم".
العديد من المنظمات الحقوقية وثقت ما يحدث بحق محسن راضي وغيره من المعتقلين من انتهاكات وجرائم حتى إنه وثقت ما يحدث في حقهم أثناء أحدى جلسات محاكمته الهزلية وأكدت على تعرضه لتعذيب شديد داخل محبسه وطالبت النيابة العامة بالتحقيق في ذلك الأمر ولم تُحرك النيابة العامة ساكنا.
وأوضح أنه :"لا يُسمح له حتى بأداء شعائر صلاة الجمعة ، قائلا :"يُمارس علينا أقسى أنواع التعذيب داخل السجون".