سرقة الرصيد وتخفيض السرعات.. فساد العسكر يصل “الإنترنت الأرضي”

- ‎فيتقارير

تعاني مصر الآن، التي بات أغلب سكانها على شبكة الإنترنت خلال فترات الحظر من 7م إلى 7ص، من مشكلة سرقة شركات الاتصالات باقات الإنترنت التي تنتهي قبل موعدها، كما لم يتم تفعيل هدية 20% زيادة على الباقة التي وعدت بها أغلب الشركات رغم استمرار حظر التجوال.

وقال مقربون من شركات الاتصالات، إن شركة (we) التابعة للجيش قامت بإجبار الشركات المنافسة (فودافون وأورنج واتصالات)، تحت عين الهيئة القومية لتنظيم الاتصالات، على خفض السرعة بعد انتهاء الباقة إلى ربع جيجا؛ حتى يضطر المستهلك لإعادة الشحن في فترة السماح.

وأضافت المصادر أنه مقابل الضعف الواضح في وصول الإنترنت للمستهلكين، حصل اللواءات على مكافآت مليونية مقابل هذا القرار من دم المصريين. بينما يسود الغضب في الشركات الثلاث من قرار شركة الجيش “المصرية للاتصالات” حيث تحتكر التليفون الأرضي، وغالبية الشبكات المرتبطة به.

ضعف الأجهزة

وبحسب مهندسين داخل السنترالات الحكومية، أفادوا بأن شركة (WE) تعتمد على أجهزة المصرية للاتصالات التي تم تركيبها في فترة التسعينيات، ولم تطورها إلا خلال أكتوبر الماضي في بعض المحافظات بتركيب الفايبر، ولذلك تقوم بتعديل في “البورت”، مما يجعل النت من الساعة 7 مساء إلى 7 صباحا يعاني مشكلة البطء، وهو ما بات إجراء معتادا بسبب الحظر.

وأوضح المهندسون أنه بدلا من تحديث الأجهزة المتمثلة في الشبكات وأبراج التقوية القليلة والضعيفة لتحمل الضغط، يقومون بتقليل السرعة.

وأشاروا إلى أن هدية زيادة السعة 20% وهمية في ظل وجود الأجهزة القديمة، فضلا عن انتهاء الاشتراك والذي يصل أحيانا إلى 160 جيجا ما بين أسبوع إلى 10 أيام كحد أقصى، وبمجرد دفع الاشتراك تلتهم الشركة من الباقة نحو 35 جيجا، في حين أنه في السابق وفق العقود القديمة كانت سرعة الباقة جيجا أو أقل والتحميل كان مفتوحا، ويبدو أنها أسرع من الوضع الحالي والذي بدأ منذ ديسمبر رغم وعود الشركة بالتحسن في ذلك الوقت بعد تركيب “الفايبر”.

وجه فساد

ويُرهق المصريون أنفسهم بالبحث عن “حقوق المستهلك” لتقديم شكاوى، إلا أن تبعية الشركة للجيش كَتَمت كل الأصوات؛ لأن مصير الشكاوى كما يقول المراقبون كمصير سرقة إحدى سيارات الكتيبة، يتحملها المجند “السواق” بأمر قائد الكتيبة!.

وتذهب هاشتاجات #قاطعوا_we أو أي اسم شركة إلى جوار “قاطعوا” أدراج الرياح، وهو نفس الأمر مع عناوين “وصلوا صوتنا للمسئولين” فمجرد أن يصل صوتك ستجد أن مصيره أذن العجين.

فممثلو الجهاز القومي للاتصالات أرجعوا سبب سرعة الإنترنت البطيئة في مصر إلى سوء تخطيط المدن من البداية، وانتشار العشوائيات، وعدم وجود بنية أساسية تكنولوجية.

ووعدوا بأن قوة وسرعة الإنترنت ستظهر في العاصمة الإدارية الجديدة والمناطق والمدن المخططة ببنية تكنولوجية جيدة!.

وجه نظر أحمد شعبان على “تويتر”، أن “شهر رمضان داخل وعايزين يدفعوا تمن الإعلانات للفضائيات القذرة ورزق الفنانين اللي بتعمل إعلان للشركات.. الحرامية بالملايين بالتأكيد لازم يسرقوا العملاء، وممكن أصحاب شركات المحمول الخاصة تواصلوا مع مسئولي شركة we وشربوا شاي بالياسمين علشان العملاء تطفش من we، وترجع تاني للشركات الخاصة، يعني مفيش فايدة كده هنتسرق وكده هنتسرق”.

أما أحمد زيدان الجندي، فأشار إلى أن “160 جيجا يخلصوا في 12 يوم، والله حاجة تقرف شركه لازم تحاسب”.

وأضافت بهيجة البكري: “كل شركات الاتصالات تسرق المواطن المصري علنا، وخدمة سيئة للغاية، ونصب واضح وسط غياب للحكومة والأجهزة الرقابية”.

ويرى آخرون أنهم يتعرضون “للاستكراد الخداع” باللهجة المصري، يتضح ذلك عند شراء بطاقة شحن بـ175 جنيها، فتحصل فقط على رصيد بـ120 جنيها، وهو ما يعني استقطاعا يصل لأكثر من 50 جنيها يوازي نحو40%.

أحد الكتاب كتب على حسابه: “إن سمح الإنترنت العقيم.. سنلتقي الليلة في التاسعة مساءً بإذن الله.. وإن لم يتيسر فلنبتهل جميعا أن ينتقم الله من شركة اتصالات We.. لأنهم يأكلون أموالنا بالباطل”. وتحتل مصر المرتبة 165 على مستوى العالم في سرعة وجودة خدمات الإنترنت.