ما بين مفسر لما حدث وقارئ للتداعيات، تفرقت رؤى الخبراء حول هبوط أسعار الخام الأسود “البترول”، وانهيارات مشهودة في أسواق النفط العالمية تهدد اقتصاديات دول كبرى. النفط الأمريكي يهوي لأقل من صفر دولار للبرميل، ويخسر 306% قبل انتهاء تعاملات، أمس، وخام برنت يخسر نحو 10% من قيمته.
توضيحات مهمة
من جانبه أوضح الصحفي الاقتصادي، علاء البحار، أن انهيار سعر النفط إلى صفر يخص تعاقدات شهر مايو، وسبب الانهيار في السعر هو أن تكلفة التخزين زادت جدا بعد امتلاء مخازن النفط الأمريكية، فبدأ المنتجون في التخلص منه.
وأضاف على “فيسبوك”، أن انعكاس تهاوي سعر النفط في مايو على سعر النفط في تعاقدات يونيو، التي خسرت ١٠٪ دفعة واحدة أمس، ووصل سعر برميل برنت إلى نحو ٢٥ دولارا.
وعن التداعيات المرتبطة بكورونا، قال إن “وقف عجلة الاقتصاد العالمي ستزيد الضغط على أسواق النفط”، مضيفا أن دول الخليج أكثر المتضررين لأنها تعتمد على النفط، والعالم ينتظره كساد عظيم سيزج بمئات الملايين من البشر إلى البطالة والفقر.
أسباب عدة
ورأى الصحفي والمحلل الاقتصادي، مصطفى عبد السلام، أن ذلك يرجع إلى عدة أسباب، منها تراجع الطلب على النفط بسبب كورونا، وعمليات التخزين التي تمت خلال الفترة الماضية، مع تهاوي الأسعار واشتعال الحرب النفطية بين السعودية وروسيا؛ اضافة إلى ضخامة حجم مخزونات النفط العائمة على متن الناقلات، والتي تنتظر مشترين، والبالغة 160 مليون برميل.
ولفت على “فيسبوك”، إلى أن “هذا التهاوي جاء رغم إعلان أكبر دولتين منتجتين للنفط هما السعودية وروسيا خفض الإنتاج واتفاق أوبك + قبل أيام على خفض الإنتاج نحو 20 مليون برميل يوميا”.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10222535594836596&id=1172490091
عرض بلا طلب
وفي تفسيره قال الأكاديمي في الاقتصاد الإسلامي د.أشرف دوابة، إن العرض لا يقابله طلب، وتكلفة التخزين فاقت سعر النفط، فبات التخلص منه واجبًا، والعقود الآجلة للنفط التي قوامها المضاربات تعكس حقيقة الوضع، معلقا على خبر “العقود العاجلة للنفط الأمريكي لأقرب استحقاق تهوي أكثر من ١٢٠٪ إلى ناقص ٣٧ دولارا للبرميل.
وأضاف، في تبسيط للقارئ والمتابع، “حينما ننظر إلى قضية النفط ننظر إليها في ظل ظروف الطلب والعرض عليه، وفي ظل وجود فائض ملحوظ في العرض، وتوسع روسيا والسعودية في الإنتاج وانهيار الطلب، لم يجد النفط الأمريكي مجالًا للمقاومة حتى انهار العرض بانهيار الطلب؛ لارتفاع تكلفة تخزين النفط، ووصول المخازن إلى حدها الأقصى، فتم التخلص منه من قبل المنتجين”.
مضاربات غير شرعية
وأشار “دوابة” إلى أنه بالنسبة لسوق النفط الآجلة، فهذه السوق كغيرها تلعب المضاربات دورا كبيرا فيها، ومع انهيار سعر النفط لم يجد البائعون بدلا من التخلص مما بأيديهم من عقود آجلة، وباتوا يدفعون فروق أسعار للمشترين لحثهم على الشراء وتقليل خسائرهم، وهو ما حقق السلبية لسعر البرميل.. والعقود الآجلة بطبيعتها يؤخر فيها السلعة والثمن، وفي غالبيتها لا يوجد تسليم ولا تسلم، بل تسوية فروق أسعار، فقوامها بيع المخاطر، وهى لا تجوز شرعًا.
وأكد أن التأثير بين السوق الآجلة والسوق الحاضرة للنفط أمر مسلم به، كما أن السعر التوازني للسوق يرتبط بوجود علاج لكورونا ودفع حركة الإنتاج ليتوازن العرض مع الطلب.
وخلص إلى أن الانهيار يضر بالدول المصدرة للنفط ويستفيد منه الدول المستوردة للنفط، ولكن الكساد لن يترك أحدا، وأن “ما يشهده العالم يثبت للجميع أن الله هو القادر القهار”.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1093497537677332&id=100010512870167
محمد بن سلمان
بدأت من السعودية حيث المراهق الذي أضاع العالم محمد بن سلمان، وأدان بلاده وأطاح بأكبر قطاعات تمويل مشروعاتها واقتصادها الريعي المبني على “أرامكو”، لكن الأثر كان ممتدا لأبرز حلفائه ومن يطمع أن يمكنوه من كرسي العرش، فلا العرش سيبقى ولا خدمة الحرمين.
وعلّق الباحث والمحلل الفلسطيني د. إبراهيم حمامي قائلا: “صدق بن سلمان نفسه بأنه صاحب رؤية -2030- وبأنه قادر أن يناطح روسيا.. أشعل حرب أسعار برعونة وصلف ودون إمكانات من أي نوع إلا الغرور.. صرف المليارات للتخريب.. أهدر قدرات بلاده شرقا وغربا، ها هو اليوم يدفع ثمن حماقاته وغروره… أصبح بول البعير أغلى من برميل النفط… يمهل ولا يهمل”.