قالت وكالة “رويترز”، إن “العقود الآجلة للخام الأمريكي تنهار بأكثر من 94% إلى دولار واحد للبرميل”، وأرجعت وكالة “بلومبرج” الأمريكية سبب انهيار أسعار النفط الخام الأميركي الآجل، إلى تكدس الإنتاج مقابل تراجع الاستهلاك بسبب أزمة كورونا.
ويرى مراقبون أنه لا مكان لدى المنتجين لتخزين البضاعة، يبحثون عن تصريف لها بأي ثمن، وهو ما يعني برأيهم انهيارا تاريخيا لأسعار النفط يأخذ المنتجين إلى الهاوية.
وقال الصحفي الفلسطيني محمد عايش معلقا: “..والسعر الحقيقي له الآن هو صفر، لأن أي منتج للنفط مستعد لتقديم نفطه مجاناً لمن يمول عملية نقله وتخزينه.. هو مجاناً الآن. وكل منتجي النفط في العالم يخسرون”.
أما الخبير “محمود وهبة” فقال”: “هوى سعر برميل النفط الأمريكي بشكل حاد خلال تعاملات اليوم الاثنين، بنحو 70%، مسجلا أدنى مستوى في تاريخه.. وبحلول الساعة 08:49 بتوقيت موسكو، جرى تداول عقود الخام الأمريكي الآجلة عند مستوى 4.97 دولار للبرميل، بانخفاض نسبته 72.8% عن سعر التسوية السابق.. ويعود هذا المستوى الذي سجله الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” الأدنى في التاريخ، وفيما يلي رسم بياني يظهر منحى تداول الخام الأمريكي في نحو 5 سنوات”.
بيع أصول الشركات
ونبه الخبير المصري المقيم بأمريكا “وهبة” إلى أن شركات البترول العاملة بمصر أو التي كسبت مناقصات للتنقيب قد تفلس.
واستغرب “وهبة” من الانهيار المفاجئ، مضيفا “هل يمكن أن يخطر على البال أن شركة شل للبترول وشركه إكسون موبيل “سابقا أسو” أو شيفرون والتي عملت بمصر لعقود والعالم العربي لقرن ونصف قد تفلس؟”.
وأضاف “ولا تستبعد بيعا بالجملة للأصول المصرية لبعض هذه الشركات برغبتها أو رغمًا عنها وفقا لتقارير دولية”، موضحا أن “مثلا البنوك تحاول الاستيلاء على أصول شركة شُل الآن لعدم قدرتها على الدفع، وتبيع الآن 30 مليار دولار من أصولها.
وعن حرب النفط أشار الخبير الدولي إلى أن “بن سلمان” بدأ حرب أسعار بترول مع روسيا، ولما بدأت الحرب تنهك البلدين اقتصاديا وقطاع البترول بأمريكا، اتفقت “أوبك” على خفض الإنتاج حتى ترتفع الاسعار، ولكن السعر العالمي انخفض إلى 28 دولارا/ برميل، بينما تحتاج شركة إكسون موبيل سعر 74 دولارا / برميل لتغطي تكلفتها، وتحتاج شرك شُل 65 دولارا / برميل لتغطي تكلفتها، وتحتاج شركة برتش بترولايم 53 دولارا /برميل لتغطي تكلفتها.
وأوضح أن “هذه الشركات قد تواجه شبح الإفلاس إلا إذا كان لديها احتياطي نقدي كاف، وكانت فترة ضعف الطلب وانخفاض السعر قصيره أوة غير حادة كما هي الآن”.
الضائقة الأوسع
وقال أرتيم أبراموف، مسئول الصخر الزيتي في شركة ريستاد إنرجي للاستشارات، إن منتجي النفط الصخري يواجهون إغلاقًا جيدًا و“ضائقة مالية واسعة النطاق” حتى بعد تخفيضات أوبك. وقال إنه يتوقع في بعض المجالات أن تصل الأسعار الإقليمية إلى رقم واحد للبرميل.
ووفقاً للباحث سبيرز وشركاه، فإن الإنفاق على خدمات حقول النفط سينخفض بنسبة 21٪ إلى 211 مليار دولار هذا العام، وهو أدنى مستوى منذ عام 2005.
احتياطات الخليج
ويهدد انخفاض أسعار النفط الخام بشكل خطير معظم البلدان المنتجة للخام في المنطقة، لا سيما في الخليج وشمال أفريقيا، التي تحتاج إلى أسعار نفط بين 60 إلى 85 دولاراً وربما أكثر، لتحقيق التوازن في ميزانياتها.
وتشير البيانات ما قبل الانهيار إلى حاجة السعودية أكبر مصدري “أوبك”، في العالم، إلى سعر 91 دولاراً للبرميل لتحقيق نقطة تعادل في الأرباح والخسائر، في حين تحتاج عُمان إلى 82 دولاراً للبرميل، والإمارات إلى 65 دولاراً للبرميل، وقطر إلى 55 دولارا للبرميل.
ومن المتوقع أيضا أن تشهد البلدان المنتجة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، انخفاضا في معدلات النمو الاقتصادي عام 2020، بسبب انخفاض أسعار النفط، وفقاً لمعهد التمويل الدولي.
وتشير التقديرات إلى أن معدل النمو الاقتصادي للسعودية، سيبلغ 0.7 في المائة هذا العام، بانخفاض عن التوقعات السابقة البالغة 2 في المائة.
كذلك انخفضت توقعات النمو الاقتصادي في الكويت من 2.8 في المائة إلى 0.8 في المائة، بينما تنتظر الإمارات نمواً بنسبة 0.6 في المائة، بعد أن كانت 1.9 في المائة.