تقارير غربية: الإمارات أضعفت الموقف السعودي باليمن وقلّلت من خياراته العسكرية

- ‎فيتقارير

أكدت وكالات أنباءٍ وصحف ودوريات أمريكية وبريطانية، أن سحب القوات الإماراتية من اليمن أضعف التحالف الذي تقوده السعودية، وقلل من خياراته العسكرية أمام الحوثيين اليمنيين.

وقالت “أسوشيتد برس”، إن بدء سحب الإمارات قواتها من اليمن جاء بعد تغير الاستراتيجية، فالإمارات تخلت عن التحالف، إلا أن خفض الإمارات لقواتها يمثل خطوة كبيرة للخضوع إلى العملية السياسية، مستندة إلى تصريحات إماراتية بأنها تسعى لتعزيز المفاوضات مع الحوثيين لإنهاء الحرب.

حيث صرح أنور قرقاش، وزير الإمارات للشئون الخارجية، في “الواشنطن بوست” بأن “الوقت حان لمضاعفة العملية السياسية.. لم يكن هناك نصر سهل ولن يكون هناك سلام سهل”.

غير أن هذا الخيار يبدو أن السعودية تسعى إليه هي الأخرى، فبحسب “أسوشيتد برس” أجرى الحوثيون في مدينة الحديدة محادثات بوساطة أممية، مع الحكومة اليمنية (ومقرها الحالي في الرياض) التي يدعمها التحالف، لوقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية.

مسار سياسي

وخلال يوليو الجاري، أكدت مجلة (ذا إيكونوميست) البريطانية، أن الإماراتيين بدءوا يستشعرون التكلفة الباهظة للتواجد في اليمن، في ظل غياب أي مردود أو نجاح لمشاريعهم هناك، خاصة وأن المناطق الجنوبية باتت تنتفض ضد الوجود الإماراتي مع الاحتجاجات والتظاهرات الواسعة في المهرة وعدن وسقطرى وغيرها.

وأضافت أن المعادلة في الميدان اليمني تحولت لصالح القوات اليمنية، والرفض المتسع شيئا فشيئا داخل الولايات المتحدة للدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية للسعودية والإماراتية في العدوان، وترافق ذلك مع فشل العدوان في تحقيق أي من أهدافه بعد أكثر من أربعة أعوام.

وصدّقت أسوشيتد برس على ذلك، مشيرة إلى أن المحادثات كانت ضرورية لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، بعدما أودت الحرب بحياة عشرات الآلاف، وتسببت بمجاعة وأزمة إنسانية وصفتها الوكالة بالأكبر في العالم.

توقف الحرب

فيما ناقشت وكالة رويترز للأنباء انسحاب التحالف من اليمن، ونسبت إلى مصدرين دبلوماسيين أن المحادثات قد تبدأ بحلول الخريف بشأن توسيع نطاق هدنة سارية تم التوصل إليها برعاية الأمم المتحدة في مدينة الحديدة لتصبح وقفا عاما لإطلاق النار.

وأضاف المصدران أن هذا قد يمهد السبيل لإجراء مفاوضات بشأن إطار سياسي لإنهاء الحرب بين الحوثيين المتحالفين مع إيران والقوات اليمنية التي يدعمها التحالف.

وقال دبلوماسيان ومصدر في المنطقة مطلع على الوضع، إن الإمارات توصلت إلى أنه لا يمكن إنهاء الحرب الدائرة منذ أربع سنوات عسكريًّا بينما يسلط الغرب الأضواء عليها، وهو استنتاج تشاركها فيه الرياض، في الوقت الذي تزيد فيه التوترات بشأن إيران حدة المخاوف من نشوب حرب في الخليج.

وقال مصدر في المنطقة مطلع على التطورات، إن هناك ”زخما حقيقيا“ لوقف الأعمال العسكرية بحلول ديسمبر، وذلك رغم أن ”مليون شيء قد يفشل“.

تردد الموقف السعودي

وقالت رويترز، إن وضع نهاية للعمليات العسكرية أمر صعب؛ بسبب ارتياب جميع الأطراف وتضارب أهداف الجماعات المتشبثة بمواقفها في اليمن.

وقال مسئول خليجي: ”السعوديون متفقون في الهدف (مع الإمارات). فهم يريدون التوصل لنهاية (الحرب) لكنهم قلقون من كل هجوم عليهم وهذا مفهوم“.

وقالت أبو ظبي، إن قرارها نقل قوات ومعدات كان قد تم نشرها لشن هجوم على الحديدة في العام الماضي، اتخذ منذ أكثر من عام بالتنسيق مع الرياض.

غير أن دبلوماسيا ومصدرا خليجيا قالا إن الإمارات لا تزال جزءا من هيكل القيادة في التحالف وستواصل دعم حوالي 90 ألف جندي يمني دربتهم وسلحتهم وستستمر في عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن.

هذا في الوقت الذي قالت فيه تقارير إعلامية يمنية، إن تحركًا عسكريًّا سعوديًّا كبيرًا جرى اليوم في عدن، بوصول معدات وآليات سعودية إلى المدينة اليمنية الجنوبية.

ونقل الموقع عن مصدر عسكري قوله، إن القوات والمعدات العسكرية السعودية التي وصلت إلى عدن، هدفها دعم وتعزيز القوات العسكرية السعودية المتواجدة في عدن.

وأوضح المصدر الذي لم يكشف عن هويته أن “المعدات العسكرية والآليات السعودية، التي وصلت إلى عدن هي مجرد دفعة أولى من تجهيزات سعودية لإقامة قاعدتين لقوات التحالف العربي في عدن”.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مسئول إماراتي، رفض نشر اسمه، أن قرار خفض القوات لم يكن وليد اللحظة بل نوقش باستفاضة مع الرياض.

 90 ألف جندي

كما شارك نحو 10 آلاف جندي إماراتي في حرب اليمن قبل الانسحاب، وفقا لمسئولين يمنيين، بحسب أسوشيتد برس. وقالت إن الإمارات لم تكشف عن عدد القوات التي انسحبت منها، واكتفت بالإعلان عن خفض عدد قواتها فقط.

وأضافت أن الإمارات لم تشارك في القتال إلى حد كبير، وكانت تشرف على الاستخبارات والعمليات وتدريب القوات المحلية، وتدرب الإمارات مليشيا تتبع لها مباشر، ويقدر عددها بنحو 90 ألف مقاتل.

وأكدت الإمارات أن قواتها المتبقية ستواصل تدريب وتوجيه تلك الميليشيات وتقديم المشورة لهم. وخفضت الإمارات قواتها في قاعدتها العسكرية بمدينة عصب الإريترية، وهي نقطة انطلاق للعمليات في الحديدة.

كما أعادت الإمارات بطاريات باتريوت وأنظمة دفاعية أخرى من اليمن، في وقت تتوتر فيه الأوضاع مع إيران. وتسببت الحرب في اليمن بمقتل أكثر من 94 ألف شخص، فضلا عن دمار هائل في البنى التحتية، ما أدى لانتشار الجوع والمرض، وفقا لأحدث الإحصائيات.
كما أن تفشي الكوليرا أودى بحياة أكثر من 3000 شخص وتسبب في إصابة 1،4 مليون حالة مشتبه فيها.