أقامت الجالية الفلسطينية والعربية في ماليزيا، فجر اليوم الأربعاء، مراسم تشييع جثمان الأكاديمي الفلسطيني فادي البطش، الذي اغتيل السبت الماضي في العاصمة كوالالمبور، تمهيدًا لنقله إلى قطاع غزة.
وشهدت المستشفى التي شيع منها جثمان البطش، توافد مئات الفلسطينيين والعرب، بمشاركة السفير الفلسطيني لدى ماليزيا أنور الآغا، لينطلق بعدها موكب التشييع في طريقة إلى مسجد “إيدمان” للصلاة عليه.
ومن المقرر أن يتم نقل جثمان الأكاديمي الفلسطيني جوًا إلى مصر، ومنه برًا إلى معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية، إلى قطاع غزة، وفق ما صرّح به سفير السلطة الفلسطينية لدى القاهرة، دياب اللوح.
مطاردة الجناة
فى سياق متصل، وفي تطور جديد ومهم ويشدد الخناق على مرتكبي جريمة اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش، أكدت الشرطة الماليزية، الأربعاء، أن الشخصين اللذين يعتقد بأنهما اغتالا “البطش” في كوالالمبور لا يزالان في البلاد، بينما كشفت عن صورة جديدة لأحد الرجلين.
وأطلق رجلان على دراجة نارية 14 رصاصة على الأقل على فادي البطش، وهو محاضر فلسطيني في مجال الهندسة، يوم السبت في كوالالمبور وقتلاه على الفور.
وقال المفتش العام للشرطة محمد فوزي هارون للصحفيين إنه جرى العثور على دراجة نارية من طراز “كاواساكي” متروكة قرب بحيرة على بعد تسع دقائق تقريبا من مسرح الحادث.
وأوضح “فوزي” أن السلطات تعتقد أن المشتبه بهما دخلا ماليزيا في أواخر يناير/كانون الثاني، لكنها لا تعرف جنسيتهما أو من أين أتيا.
وأضاف: “نعتقد بأن المشتبه بهما لا يزالان في البلاد… لم نحدد هويتهما بعد، لكننا نشتبه بأنهما استخدما هوية مزورة إما لدى دخولهما البلاد أو خلال وجودهما هنا”.
تورط مخابرات أجنبية
وكانت السلطات أصدرت في الأساس صورا رسمها الكمبيوتر للمشتبه بهما، اللذين وصفهما شاهد بأنهما قويا البنية وفاتحا البشرة، وربما من منطقة الشرق الأوسط أو أوروبا. وتظهر صورة جديدة لأحد المشتبه بهما رجلا فاتح البشرة كث الشعر ذا لحية صغير محددة.
وكان أحمد زاهد حميدي، نائب رئيس الوزراء الماليزي، قال يوم السبت: إنه من المعتقد أن المشتبه بهما في الحادث أوروبيان على صلة بجهاز مخابرات أجنبي.
واغتيل الباحث الفلسطيني في علوم الطاقة السبت الماضي، من قبل مجهولين، أثناء مغادرة منزله في منطقة “جومباك” شمالي العاصمة الماليزية كوالالمبور متوجهًا لأداء صلاة الفجر في المسجد القريب من منزله.
واتهمت عائلة البطش “الموساد” الإسرائيلي بالتورط في عملية الاغتيال، كما اتهمت السلطات الماليزية كذلك “دولة شرق أوسطية معنية بتدمير كفاءات الشعب الفلسطيني”، مؤكدة استمرار التحقيقات.
عالم متميز
يذكر أن البطش كان قد توجه عام 2010 إلى ماليزيا من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية، حيث أتم ذلك، ولم يتمكن من العودة إلى غزة بسبب الحصار.
وحصل البطش على جائزة منحة الخزانة الماليزية عام 2016، بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية (إلكترونيات القوى)، وتحقيقه جملة من الإنجازات العلمية والعملية التي أهلته للفوز بالجائزة، كأول عربي يتوج بها، وكان يعمل كمحاضر في جامعة خاصة في ماليزيا، كما انه إمام لأحد المساجد وينشط في عدّة جمعيات ومنظمات خيرية وإنسانية.
وتتضمن دراسة الدكتوراه للبطش بحثًا حول “رفع كفاءة شبكات نقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا “إلكترونيات القوى”، إذ نجح في إيجاد جهاز يعتمد تصميمه على تكنولوجيا إلكترونيات القوى، ومن ثم توصيله بشبكة نقل الطاقة الكهربائية وتحسين كفاءة الشبكة بنسبة تصل إلى 18 في المائة.
وحقق البطش إنجازات أكاديمية أخرى، حيث نشر 18 بحثًا محكمًا في مجلات عالمية، والمشاركة في أبحاث علمية محكّمة في مؤتمرات دولية، والفوز بجائزة أفضل بحث في مؤتمر الشبكة الذكية في المملكة العربية السعودية، كما حصل على المركز الأول في مسابقة تعنى بتلخيص أبحاث الدكتوراه لغير المختصين في صفحة عرض واحدة ثابتة لمدة ثلاث دقائق.