في الثالث من يوليو 2013 انقلب وزير الدفاع في ذلك الوقت السفيه عبد الفتاح السيسي على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر محمد مرسي، وأعلن عزله، واحتجزه في مكان غير معلوم، وعطّل العمل بالدستور، وصدرت أوامر باعتقال المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين أحيلوا لاحقا إلى المحاكمة، وصدرت أحكام بإعدام العديد منهم، بعد ذلك بخمس سنوات نشر اليهود خريطة جديدة لأفريقيا خالية من اسم مصر ووضعوا مكان الدولة المصرية كلمة “إسرائيل 2020″، فهل كان السفيه السيسي سكين التلمود؟
مفاجأة صادمة من العيار الأثقل في أحلك الكوابيس، فجرها المفكر والكاتب والمحلل السياسي عامر عبد المنعم، عندما قال أنه:” سيتم تركيع مصر وتسليمها إلى “إسرائيل” بالعطش بمجرد تشغيل سد النهضة وتحويل مجرى النهر، وهذا قريب وليس بعيدا”، فيما يبدو أن بيع تيران وصنافير وتسليم 1000 كيلو متر للسعودية في سيناء، لم يكن إلا بداية النهاية.
هذه الخريطة – بحسب عبد المنعم- تفضح سياسة جنرالات الانقلاب المتحالفين مع إسرائيل والراكعين أمام ترامب، وتوضح أن الأطماع الصهيونية أكبر من ابتلاع سيناء على النحو الذي يجري الآن باسم صفقة القرن وأن التمدد الإسرائيلي حدوده كل مصر، الموضوع ليس مزحة، وليس خطأ غير مقصود، وإنما خرائط تخرج من الأدراج والخزائن السرية ليراها الناس بكل وقاحة وفجور.
لم يعد ثمة رد فعل مصري على العربدة الصهيونية في الأمن القومي المصري، ذلك أن مصر الرسمية صارت جزءاً من الفعل الصهيوني، بوصفها واحدةً من الأدوات المستعملة في تحقق هذا الفعل، سداداً لثمن تمكين هذا “التنظيم” من حكم مصر، وتبنّيه وحمايته وتحصينه بمواجهة العواصف الداخلية والخارجية.
ولذا، تقف الدهشة مندهشةً من أن هناك من لا يزال يندهش لهذه السخونة في العلاقات، بين السفيه السيسي وحكومة الكيان الصهيوني، الكارثة جاءت في المؤتمر الدولي الذي نظمته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” بالتعاون مع مبادرة المدارس والمجتمعات الإلكترونية العالمية” يومي 18 و19 أبريل الجاري بالعاصمة التونسية باسم “المنتدى الأفريقي الخاص بمهارات الشباب والمشاريع في العصر الرقمي”، ورغم أن الدكتور أحمد الجيوشي نائب وزير التربية والتعليم الفني اعترض وهدد بالانسحاب من المؤتمر، واستجاب له وزير التعليم التونسي فإن الواقعة خطيرة ولا يمكن أن تمر كغيرها.
يقول “عبد المنعم” : “خريطة ضم مصر لـ إسرائيل” عام 2020 ليست نكتة، فكل الطرق أمامنا ستؤدي لهذا ما لم يجد جديد؛ فالذين فرطوا في النيل أمس هم الذين سيطلبون غدا الضم والقبول بالمندوب السامي الإسرائيلي حتى نحصل على شربة الماء”.
وتابع : “الحقيقة التي نتهرب منها أننا في زمن تغيير الخرائط في العالم العربي، وجيوش الغرب المحتشدة حولنا ما جاءت للمناورات وممارسة الألعاب البلاستيكية!”.
وعن دعم “تل أبيب” لذراعها العسكري في تفتيت مصر، تقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، في تقرير للصحفية المختصة بالشؤون العربية، سمدار بيري، أن: “مجرد التفكير في أنه لو لم ينجح السيسي في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، والإطاحة بالإخوان المسلمين يثير القشعريرة”.
خطط الصهاينة ، خططوا ونفذوا في الثلاثين من يونيو 2013 ثورة مضادة، نجحت في هزيمة ثورة 2011 التي حاصر جمهورها مبنى سفارة العدو في القاهرة، واقتحموه وأنزلوا العلم وأحرقوه وطردوا السفير، وأدخلوا العلاقات الرسمية الموروثة ثلاجة الموتى.
لم يعد خافياً على أحد أن الصهاينة لعبوا الدور الأكبر والأهم في استيلاء السفيه السيسي على الحكم، وكان لافتاً الحضور الإسرائيلي البارز في انقلاب جنرالهم المفضل على الحكم في مصر، وتكفي شهادة آفي ديختر عضو الكنيست والرئيس السابق لجهاز الشاباك، التي وردت في كلمته في احتفال بعيد “الحانوكا اليهودي” ديسمبر 2015 معلناً أن إسرائيل أنفقت المليارات، لإنهاء حكم الرئيس القادم من جماعة الإخوان المسلمين.
السؤال الآن لجمهور فريق 30 يونيو : صفّقتم للقتل والظلم والهمجية، بحجة الحفاظ على الدولة وهويتها، ما قولكم الآن في من استلمها مستقرّة الحدود، فغير خرائطها البرية والجغرافية في غضون خمسة أعوام وسيسلمها إلى إسرائيل؟!