هل يصلح مليون تابلت التعليم في البلد الضائع؟

- ‎فيتقارير

على خطى قائده الانقلابي عبد الفتاح السيسي خرج الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم بحكومة العسكر، ليعلن تطوير منظومة ضلع من أضلاع مثلث الرقي بالعالم، وأنه لاحل للتعليم إلا بعد مرور أربعة عشر عاما، متناسيا ما قاله المنقلب السيسى الذى قال: “قدامنا 14 سنة لحل مشكلات التعليم”.

وأصبح شوقي ضيفا رئيسا على كافة الفضائيات المؤيدة للانقلاب. منها حواره مع برنامج “كل يوم” على “أون إي” مساء أمس الثلاثاء، مدعيا أنه يجب على المواطنين أن يثقوا في القائمين على منظومة تطوير التعليم في مصر!.

“شوقى” الذى منذ أن حل وزيرا للتعليم بحكومة الانقلاب واصل تجاربه على الطلاب، مدعيا أن “مشروع تطوير التعليم يستمر في حال رحيلي عن الوزارة في التعديل الجاي أو غيره، لأنها ليست خطتي ولكنها خطة دولة وليس وزيرا”.

 

استيراد مليون تابلت “فتش عن السبوبة”

الرئيس محمد مرسى كان أبعد فكرا وثقافة؛ حين قرر إنتاج جهاز “التابلت المصري” بنسبة 100%، ومنحه لطلاب مصر مجانا؛ للحاق بركب التطور التكنولوجي، إلا أن الدكتور طارق شوقى وزير تعليم الانقلاب أكد أن حكومته سوف تستورد مليون تابلت صينى وتوزعه على طلاب الصف الأول الثانوي المقدرين بـ700 ألف طالب.

وادعى “شوقى” أن تكلفة المليون تابلت لن تقل عن 3 مليارات جنيه، مشيرًا إلى أن التابليت به مساحة لتخزين المعلومات فى حين سيكون المحتوى ملكية مصرية فقط.

 

وزعم أن هناك إجراءات لضمان استخدام التابلت فى المذاكرة، ولن يتم إلغاء الألعاب من التابلت لأن الطلاب بالكامل لديهم موبايلات ومن يريد أن يلعب فيلعب، وتمنى أن تكون هذه التجربة ناجحة.

 

يعمل إيه التعليم؟

حين ردد السيسي مقولتة الشهيرة: “يعمل إيه التعليم فى وطن ضايع” كان يضع التعليم في آخر قائمة أولوياته، وأكد ذلك حين أشار إلى أن مصر متأخرة في التعليم والصحة؛ حين كان يدافع عن افتقار مصر لحقوق الإنسان.

 

بين الانتحار والتعليم

واستمراراً لشيزوفرينينا العسكر، وبدلا من حل مشاكل الجيل الصاعد يدعي سعيه نحو التطوير. حيث أشارت الدكتورة منن عبدالمقصود، رئيسة أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة بحكومة الانقلاب، عن نتائج الدراسة التي أعدتها الأمانة عن الصحة النفسية وسوء استعمال المواد المخدرة بين طلبة المدارس الثانوية.

وأوضحت أن 29.2% من الطلاب يعانون من مشكلات نفسية، ومن هؤلاء 17.24% يعانون من مشاكل نفسية يكون شكلها قلق وتوتر، و14.3% يعانون من “التلعثم في الكلام”، و14.14% يعانون من “اكتئاب”، و9.5% من عدم رضا عن شكلهم، و5.67% من خجل اجتماعي، و2.7% من وسواس قهري، و19.5% لديهم “إيذاء في الذات”، و21.7% منهم “يفكرون في الانتحار”!

لماذا يكره العسكر الطلاب؟

لم تتوقف انتهاكات العسكر ضد طلاب مصر، وتواترت تقارير حقوقية داخلية وخارجية عن تصاعد كم الانتهاكات بحق الطلاب في مصر في عهد السيسي، وهو ما رصده (مرصد طلاب حرية) المعنيُّ بالشأن الطلابي الحقوقي في اليوم العالمي للطلاب في أواخر عام 2017، حيث أكد استمرار الانتهاكات في حق طلاب مصر للسنة الرابعة علي التوالي، وضياع مستقبل الطلاب.

وبحسب مرصد “طلاب حرية” الذي رصد الانتهاكات ضد الطلاب، فإنه بين تاريخي 3/7/2013 – 6 /11/2017، فقد اعتقلت سلطات الانقلاب في عهد السيسي 5975 طالبًا وطالبة، ومازال منهم 3353 رهن الاعتقال.

كما تم فصل عدد كبير من الطلاب تعسفيًّا، وحرمانهم من استكمال حقهم الدراسي في التعليم الجامعي، حيث تعدى عدد من فصلوا من الجامعات المصرية والمعاهد 1261 طالبًا؛ منهم بالجامعات المصرية 1119 طالبًا وطالبة، وبالمعاهد 39 طالبًا وطالبة، كما تم حرمان عدد من الطلاب من حقهم في السكن بالمدن الجامعية، والذين بلغ عددهم نحو 142 طالبًا وطالبة.

إخفاء الطلاب قسريا

ولم تتوقف الجرائم عند هذا الحد، بل انتشر -بحسب المرصد- جريمة الإخفاء القسري المخالف للمادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ حتى أصبح المعتاد الآن أن كل من يتم اعتقاله تعسفيًّا يتم إخفاؤه وتعذيبه لفترة، قبل ظهوره في قسم الشرطة أو مركز الاعتقال، حيث تعرض نحو 997 طالبًا للإخفاء القسري، خلافًا للقتل العمد خارج إطار القانون، سواء داخل أو خارج الحرم الجامعي، أو داخل السجون أو خارجها، فقد وصل عدد القتلى من الطلاب نحو 254 من بينهم 6 طالبات.