انتهت اليوم زيارة عرّاب الثورات المضادة، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد للقاهرة، والتي وصفتها السلطات الانقلابية في مصر بأنها “استكمال للمشاورات بين البلدين في عدد من الملفات المشتركة والقضايا الإقليمية، ومن أجل تنسيق المواقف قبل القمة العربية المقررة الأسبوع المقبل في السعودية”.
زيارة ولي عهد أبو ظبي لمصر هذه المرة تضمنت العديد من المؤامرات على المنطقة العربية، وكانت آخر زيارة له في يوليو 2017، للمشاركة في افتتاح قاعدة «محمد نجيب العسكرية» في مدينة الحمام بالإسكندرية، بينما زار السيسي الإمارات في فبراير الماضي.
في غضون ذلك، انطلقت فعاليات التدريب البحري المصري – الإماراتي المشترك (خليفة 3)، الذي يستغرق أياما عدة في قاعدة البحر الأحمر، بمشاركة عناصر القوات البحرية والجوية للبلدين في المياه الإقليمية المصرية.
وتشارك في التدريب قطع البحرية، ومنها فرقاطة الفاتح وسفينة الإمداد البحري “سجم حلايب” وعدد من “لنشات” الصواريخ وصائدة الألغام تفارين، وعدد من القطع البحرية الإماراتية. وهو ما أثار استياء المراقبين العسكريين، حيث إن مستوى القوات الإماراتية دون مستوى وقدرات الجيش المصري، الذي شارك في مناورات سابقة مع القوات الأمريكية والبريطانية.
وعلى صعيد آخر، توقع مراقبون أن تكون زيارة محمد بن زايد لمصر من أجل ترتيب الملفات في ليبيا، بعد أنباء عن مرض عضال أصاب حليفهم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ونقل على إثرها للعلاج بفرنسا.
وهو ما أكده الكاتب الصحفي جمال سلطان، عبر حسابه على تويتر، قائلا: “هل هناك علاقة بين الزيارة المفاجئة وغير المرتبة لرجل الإمارات القوي محمد بن زايد للاجتماع مع السيسي أمس، حول ما يتردد عن الحالة الصحية للواء المتقاعد خليفة حفتر؟”.
مضيفا أن الأنباء المتواترة عن نقل خليفة حفتر للعناية المركزة في فرنسا لإصابته بجلطة في المخ أو سرطان الدرقية، يترتب عليه خلط خطير للأوراق في ليبيا.
حالته خطيرة
إصابة حفتر الأخيرة أثارت ردود أفعال واسعة، حيث أكدت مصادر في القيادة العامة لعملية الكرامة أن اللواء المتقاعد قائد العملية خليفة حفتر، نقل إلى الأردن، ونقل بعدها إلى فرنسا للعلاج؛ بسبب دخوله في غيبوبة نتيجة لإصابته بسرطان في الغدة الدرقية.
فيما نفى الناطق الرسمي باسم العملية، أحمد المسماري، هذه الأنباء التي جرى تداولها على عدة وسائل إعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا أن حفتر بحالة صحية ممتازة.
ورفضت مصادر عسكرية أخرى مقربة من حفتر التصريح والإدلاء بمعلومات حول الحالة الصحية للواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يبلغ من العمر نحو 75 سنة.
وكان آخر ظهور لحفتر في السادس والعشرين من الشهر الماضي، أي منذ خمسة عشر يوما، عندما أجرى لقاء مع سفير بريطانيا فرانك بيكر في منطقة الرجمة.
كما اقتصر ظهور حفتر إعلاميا على صورة نشرت في نهاية الشهر الماضي، أي منذ نحو عشرة أيام، عندما نشر مكتب الإعلام التابع له صورة قال إنها للقاء أجراه خليفة حفتر في مكتبه بالقيادة العامة في منطقة الرجمة، التي تبعد 15 كم عن بنغازي، مع وفد من المجلس الاجتماعي وأعيان مدينة المرج.
ملفات أخرى
وتأتي المباحثات الإماراتية المصرية في إطار الترتيبات المقبلة للقمة العربية المقررة بالسعودية، والتي تحضرها قطر، وكذلك ملف الأزمة السورية بعد التصعيد الأمريكي ضد بشار الأسد، وتصريحات ولي العهد السعودي في أمريكا مؤخرا بالمشاركة في أي أعمال عسكرية ينفذها الحلفاء في سوريا.
ولم يغب بالطبع عن المباحثات مشروع القناة الجديدة في السعودية على الحدود القطرية لعزلها، والتي تدعمها الإمارات وقد تنفذها شركات مصرية، حيث من المتوقع أن تشهد قناة سلوى، المزمع إقامتها، سجالات دولية واسعة، قد يفتحها الأمير القطري خلال زيارته لأمريكا حاليًا.