أثارت الصور الصادمة لشهداء مجزرة الكيماوي في دوما بسوريا غضبا إقليميا ودوليا إثر اتهام نظام الأسد بتجاهل ما بات يعرف دوليا بالخطوط الحمراء، ومجددا يتورط السفاح الأسد في استخدام السلاح الكيميائي ضد الشعب السوري في مناطق سيطرة الثوار.
وحسب تقرير بثته قناة الجزيرة مساء الثلاثاء، فإن الغضب الدولي المتصاعد ترجم وعيدا بضربة قاسية توجهها الولايات المتحدة وحلفائها للنظام السوري لا يعرف زمن بدئها ولا الأهداف فيها وهي تأتي رغم إنكار النظام السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين ما حدث في دوما بالقول إنها فبركات وتمثيلية ممملة عززها الجانب الروسي الذي يلعب دور الخصم والحكم بدخول ضباط تابعين له إلى المكان المستهدف في دوما والقول بعدم وجود آثار تدل على استخدام واد كيميائية فيها.
إذن ضربة جديدة متوقعة لنظام الأسد لم يقابلها معارضون سوريون بحماس الداعين إليها؛ حيث أشاروا إلى أن ذلك الغضب متكرر، فالنظام السوري متهم بقصف دوما بعد عام كامل من تعرضه لضربة أمريكية على مطار الشعيرات وجهت تلك الضربة بعد قصفه مدينة خان شيخون بريف إدلب بغاز السارين وراح ضحيته مائة قتيل وأكثر من 500 مصاب.
وقبلها في أغسطس عام 2013 عندما استفاق العالم على صور آلاف الضحايا في الغوطتين الشرقية والغربية وقد قتلوا خنقا بغازات سامة ترجم العالم آنذاك غضبه بتدمير ترسانة الأسد الكيميائية وفقا لقرار مجلس الأمن 2118 وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في أغسطس عام 2014.
يضاف إلى ذلك قرار مجلس الأمن بشأن السلاح الكيميائي في سوريا، وتقارير أصدرتها لجان مختصة ومنظمات دولية تفيد كلها باستمرار استخدام السلاح الكيميائي في الصراع السوري وتوجه أصابع الاتهام إلى النظام السوري بالمسؤولية عنها.
لكن ما حدث في دوما وقبلها خان شيخون والغوطتين وكثير من المناطق السورية يعيد طرح السؤال ذاته عن جدوى ضربات تستهدف الأداة ولا تدمرها بشكل كامل وتترك الفاعل حرا طليقا في مواجهة ضحاياه من المدنيين!
