شاهد.. مسيرة العودة.. سلاح الفلسطينيين لمواجهة صفقة القرن

- ‎فيعربي ودولي

يمثل خروج الفلسطينيين في مسيرة العودة الكبرى المستمرة فعالياتها حتى الذكرى السبعين للنكبة في 15 مايو المقبل، في إرباك المشهد ويعلنوها من جديد أن الوقت قد حان لكي يقرر أصحاب الأرض مصيرها.

وحسب تقرير بثته قناة وطن، مساء الثلاثاء، يتنازع القضية الفلسطينية مساران؛ الأول للكيان الصهيوني وحلفائه لإتمام ما تسمى صفقة القرن، فيما يسعى أصحاب “مسيرة العودة الكبرى” الرجوع إلى أراضيهم وبيوتهم لا يشغلهم عن هدفهم تآمر المتآمرين أو تخاذل المتخاذلين.

الولايات المتحدة الدولة الأم لمسيرة صفقة القرن التي قال عنها مبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جايسون جنبلاط إن الصفقة باتت في مراحلها الأخيرة زاعما أن الفلسطينيين أحد أطرافها بالتأكيد لكنهم ليسوا من بيده القرار.

صفقة القرن مسمى ولد عام 2006 عبر ما عرف بتفاهمات أولمرت وعباس ليأتي مستشار الأمن الصهيوني السابق جورا آيلند عام 2010 ويصيغ الخطة التي تتلخص في اقتطاع جزء من سيناء مقابل حصول مصر على مساحة مماثلة داخل صحراء النقب فيما تخلو الضفة الغربية بالكامل للاحتلال.

مسيرة الصهاينة اتخذت خطوات عملية عدة لإتمام الصفقة منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منصبه عام 2017 عبر التنكر لقضايا الحل النهائي التي تشمل قضية اللاجئين واعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني وحجب الدعم عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” .

الأمور كانت تسير على النحو المخطط له بالنسبة للصهاينة وعملائهم بالطبع لإتمام الصفقة لكن خروج الفلسطينيين في 30 مارس الماضي في مسيرة العودة الكبرى أربك الخطط ووجه الأنظار من جديد تجاه القضية الفلسطينية.

مسيرة العودة الفلسطينية التي انطلقت بمشاركة قرابة مائتي ألف فلسطيني في 5 مظاهرات كبرى تحولت فيما بعد إلى مخيمات واعتصامات مفتوحة على مقربة من السياج الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ عام 1948 .

الفلسطينيون سعوا من خلال مسيرتهم إلى ابتكار انتفاضة من نوع آخر تهدف إلى وضع العقبات أمام صفقة القرن وإعادة القضية الفلسطينية وحق العودة إلى الواجهة وإحراج الكيان الصهيوني دوليا والحيلولة دون فرض مزيد من العقوبات على قطاع غزة وتعكير التقارب بين الدول العربية والكيان الصهيوني.

كما تعد هذه المسيرة وجها جديدا من إستراتيجية المقاومة الفلسطينية بعد انتفاضات الحجارة والسكاكين ليأتي الدور على الجماهير المحتشدة من خلال مظاهرات سلمية ارتدت فيها الفصائل الفلسطينية زيا جديدا من الثورة الشعبية.

عشرات الشهداء ومئات المصابين كانوا مجرد البداية لفعالية مسيرة العودة الكبرى التي تسعى إلى وأد صفقة القرن فالفلسطينيون تجاوزا خلالها عاداتهم الفلكلورية التي كانوا يحيونها يوم الأرض وذكر النكبة كل عام وحملوا بدلا من مفتاح الدار أرواح ساكنيها في إصرار على العودة إلى الأرض كل الأرض.