مبكرا اعتقلت مليشيات الإنقلاب قادة الإخوان المسلمين ووجهت لهم الإتهامات العارية عن الصحة، ومن بين هؤلاء الذين بكر الإنقلاب باعتقالهم فقيه دعوة الإخوان وعضو مجلس شورى الجماعة المهندس محمد عبدالوهاب العصار، 67 عاما، وقد حيل بين الإخوان ولقائه، إلا قليلا، ولكن ثورة يناير أتاحت معرفة أوسع وكشفت كيف يتحاور الإخوان داخل لقاءاتهم، وذلك بشخصيات على غرار هذا المربي الفاضل.
وللمهندس محمد العصار محاضرات سجلها إخوان البحيرة في 2011، تتحدث عن طريقة التمكين لدين الله ومنهج سيدنا موسى في التغيير، وأسقط منهجه على منهج التغيير عند الاخوان.
ومن ذلك أيضا محاضرة عن (أهمية السيرة في قراءة منهج الإمام البنا) ثم حديث طويل عن مفاهيم دعوية مثل (الربانية)، و(القيادة والجندية)، و(شرح أصول دعوة الإخوان).
يصف حسين منهج المهندس العصار قائلا: “وفى ظنى أن من أوضح النعم التى أنعم الله بها على المهندس محمد العصار، هى العمق والبساطة فى فهم دعوة الإخوان المسلمين، و فقه الإمام البنا رحمه الله”.
أما هيثم سعد فكتب على الفيسبوك “المهندس محمد ، عضو شورى الإخوان و فقيه من فقهاء الدعوة ولا ريب أتشرف بمعرفته منذ 11 سنة تقريباً ، و كل مرة أجالسه أسمع كلاماً جديداً ذو ثقل فاللهم إنى أشهدك أنى أحب هذا الرجل فيك ، فاللهم عجّل بهلاك من ظلمه و أجار عليه اللهم إنى أشهدك أن هذا الرجل ما رايته الإ فى مواضع تحبها أنت – نحسبه كذلك ولا نزكيه عليك – ، فاللهم إن هذا منكر لا يرضيك فإنتقم لنا اللهم إنه كان هاشاً باشاً ، لين الجناب لطيف المعشر ، فاللهم خفف عنه و أنزل السكينه عليه مختار فارس أعطانا محاضرة بعنوان” الرباط فى سبيل الله ” فى إعتصام رابعة عالم ربانى مجاهد فك الله أسره ومن معه”.
رجل المواقف
وقبل أسابيع تقبلت اسرته برضا الحكم العسكري الجائر عليه وهو مهندس بالمعاش من شبرا – دمنهور بـ7 سنوات على ذمة القضية التي يحاكم فيها 507 مصريا، رغم أنه أمضى فعليا 4 سنوات على ذمة القضية رقم 233 جنايات عسكرية، والمعروفة إعلاميًا بـ”حرق مبنى محافظة البحيرة”.
وأدانت العديد من المنظمات الأحكام الصادرة بحق مواطنين مصريين بسبب الرأي، وكذلك محاكمة المواطنين المدنيين أمام المحاكم العسكرية، وطالبت السلطات المصرية بتوفير محاكمات في ظل ظروف عادلة وفق المواثيق الدولية الموقعه عليها الدولة.
غير أن الرجل لم يتململ أو أحد من أهله، وهو كما كان عند دفع الإخوان بمرشح لهم في 2012، عقب إعلان العديد من الفلول بترشيح أنفسهم لمنصب رئاسة الجمهورية، وعلق حينها المهندس محمد العصار أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالبحيرة علي أهمية الالتزام بقرار مجلس شوري الجماعة موضحاً أن هذا القرار استغرق أكثر من 33 ساعة مناقشات إلي جانب العديد من ورش العمل للخروج بهذا القرار.
يعتبره كثير من الإخوان أنه من الإخوان المنسيين في سجون الانقلاب فمن كلماته “أنا لن أخرج إلا مع آخر أخ من السجن”، ورفع لواء الرفض بثلاث لاءات “لا للتكفير ..لا لحمل السلاح ..لا للذوبان”.
