عثرت السلطات الأمنية في مطار مقديشو على حقيبتين تحملان 10 ملايين دولار على متن طائرة إماراتية خاصة، فأمرت بتفتيشهما وطلبت من المسئولين في السفارة الإماراتية بمقديشو تبريرًا ففشلوا، فصادرت المحتويات.
وقال المسئولون الإماراتيون، إن الحقيبتين تعودان للسفارة، وإنهما تحويان أموالاً نقدية مخصصة لدفع رواتب وحدات من الجيش الصومالي في مقديشو وإقليم “بونتلاند” المنشق عن الصومال.
وقالت د. سارة الحمادي، أستاذ علم الإدارة والاقتصاد بجامعة الإمارات سابقا: إن “نقل المال عبر طائرة خاصة للصومال يعني أنه مال قذر، يراد منه دعم المليشيات والشخصيات الموالية لـ#محمد_بن_زايد للقيام بأعمال إرهابية”.

من جانبها، أصرت سلطات المطار على التحفظ على الحقيبتين، وتدخَّل في المناقشات الجارية بالمطار قادة من الجيش والشرطة والمخابرات ووزير النقل الجوي في الحكومة الصومالية، لا سيما أن السلطات اعتبرت أن حجم الأموال يعد تحركا مُريبا للإمارات في القرن الإفريقي.
وأضافت المصادر لقناة “الجزيرة”، أن السلطات صادرت الحقيبتين عندما لم تستطع السفارة الإماراتية تقديم توضيحات مقنعة بشأن تلك الأموال. وفي حين سمحت المخابرات الصومالية للطائرة بالمغادرة، لم يصدر عن الإمارات أو عن الحكومة الصومالية تعليق على هذا الحادث بعد.
ومؤخرا قرر برلمان الصومال منع شركة موانئ دبي من العمل في البلاد، وهاجم وزير خارجية الصومال الإمارات واتّهمها بالتعدّي على سيادة الصومال والعبث بوحدة أراضيه. كما أدان مندوب الصومال لدى الأمم المتحدة “انتهاكات” الإمارات لبلاده، وطالب المنظمة الدولية باتخاذ ما يلزم لوقفها.
وقالت وكالة “بلومبيرج”، إن إريتريا تلقت مساعدات عسكرية من الإمارات، ما يشكل انتهاكا للحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة عليها. كانت الأمم المتحدة قد فرضت عقوبات على إريتريا عام 2009 بعد اتهامها بدعم حركة الشباب في الصومال.
ونقل الصحفي الصومالي “عبد السلام فارح” صورة بائسة لسفير الإمارات، وكتب يقول: “حال سفير الإمارات في الصومال أثناء مصادرة 10 ملايين دولار حاولت أبو ظبي تهريبها لمقديشو، متى يتعلم هؤلاء أن للدول سيادة!.. نحن أمام عصابة لا تحترم القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية. أما عن هدف هذه الأموال فذلك ما ننتظر جوابه من حكومة الصومال بعد التحقيقات”.
أما الصحفي اليمني عباس الضالعي، فأشار إلى أن هذه الأموال ربما كانت مخصصة لإسقاط الحكومة الصومالية؛ على خلفية إلغاء عقد تشغيل الميناء من قبل شركة موانئ دبي. وأضاف أن الحكومة الصومالية مُتيقظة للعبث الإماراتي، وهذا ما نفتقد إليه في اليمن.. أينما ذهبت أموال الإمارات حضرت الفوضى وعدم الاستقرار وتخريب الأوطان.