في ظل تواصل فعاليات «مسيرة العودة» للأسبوع الثاني على التوالي، بلغت حصيلة الضحايا “31” شهيدا (بينهم 10 شهداء في جمعة الإطارات أول من أمس) و2850 مصابا، واحتجاز جثماني شهيدين، كما توصف حالة “79” مصابا بالخطيرة وفقا لوزارة الصحة بقطاع غزة.
من جانبها، هددت عصابات الاحتلال الصهيوني التي يطلق عليها (جيش الدفاع)، باستهداف مواقع لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة إذا لم تتوقف فعاليات مسيرة العودة، في الوقت الذي اعتبرت فيه “حماس” التهديدات الصهيونية “جوفاء ولا قيمة لها”، وسط أنباء عن ضغوط سعودية مصرية على الحركة من أجل وقف فعاليات “مسيرة العودة”.
ضغوط عربية
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، عما قالت إنه مصدر مسئول بوزارة الخارجية المصرية، قوله إن القاهرة تقود تحركا عربيا، بدعم من السعودية للضغط على حركة «حماس» لإيقاف مسيرة العودة الكبرى التى دخلت أسبوعها الثانى. مضيفا أن «السعودية ومصر تسعيان لإيقاف المواجهات مع الاحتلال، وقد تقدم مبادرة لـ”حماس” لفتح معبر رفح للتخفيف من وطأة الحصار المفروض على سكان قطاع غزة».
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن «الجيش الإسرائيلى» لا يمكن أن يقبل بتحويل منطقة السياج الفاصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة إلى معركة استنزاف ساخنة طوال الوقت، سواء فوق الأرض عبر استمرار المسيرات أو تحتها عبر استمرار حفر الأنفاق.
وقال وزير الدفاع الصهيوني أفيجدور ليبرمان: إنه ليس هناك مشكلة فى إبقاء الجيش لسنوات قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة فى حال استمرت التظاهرات. وأضاف ليبرمان: «يمكننا إبقاء قوات الجيش قرب السياج لمدة عامين إذا لزم الأمر».
كما رفض ليبرمان مطالب تنادى بالتحقيق فى حادث مقتل صحفى فلسطينى خلال الاحتجاجات الحاشدة على الحدود مع قطاع غزة، وقال ليبرمان لإذاعة الجيش الصهيوني: «إنها الحماقة المعتادة التى نعرفها».
حماس: تهديدات جوفاء
فى المقابل، وصفت حركة «حماس» تهديدات إسرائيل بقصف قطاع غزة حال استمرت مسيرات العودة بـ«الجوفاء التى لا قيمة لها». وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسى للحركة: إن «هذه التهديدات لا تخيفنا ولا تخيف حتى أصغر طفل فلسطينى سواء فى غزة أو الضفة أو أى مكان»، موضحا أن «شعبنا منذ زمن طويل لم يعد يحسب حسابا لكل تهديدات وممارسات الاحتلال، وأن هذه التهديدات تأتى لتعبر عن أزمة وحالة إرباك»، وفقا لوكالة «سما» الفلسطينية.
وشارك آلاف الفلسطينيين، أمس، فى تشييع جثمان الصحفى ياسر مرتجى، الذى قتله جيش الاحتلال الإسرائيلى خلال تغطيته مواجهات «مسيرة العودة» يوم الجمعة الماضي.
ودعا المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، اليوم، الأمم المتحدة لفتح تحقيق فى استهداف الصحفى مرتجى. وقال المرصد فى بيان له “إن أربعة من خبراء الأمم المتحدة من ضمنهم مقرر حرية التعبير، أصدروا بيانا عاجلا على خلفية الأحداث فى غزة، أكدوا فيه حظر القانون الدولى الصارم لاستخدام القوة من المسئولين المكلفين بإنفاذ القانون، بحسب وكالة الصحافة الفلسطينية.
فيتو أمريكي
من جانبها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس السبت، المجتمع الدولي، بالبحث عن صيغة جديدة لعمل مجلس الأمن، تبطل مفعول الفيتو والاعتراض الأمريكي، إذا كان مخالفا للمبادئ والمواثيق والأهداف التي أنشئت على أساسها المنظومة الأممية.
جاء ذلك في بيان للخارجية الفلسطينية على خلفية إفشال الولايات المتحدة للمرة الثانية، صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي، يدعو لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، للنظر في ملابسات استهداف إسرائيل للمدنيين على حدود قطاع غزة.
والجمعة، طالبت الكويت بصفتها عضوا غير دائم بمجلس الأمن، بإصدار بيان يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، للنظر في ملابسات قتل المدنيين في غزة، وحظي بموافقة جميع الدول الأعضاء باستثناء الولايات المتحدة.
وأثار الاتحاد الأوروبي السبت، تساؤلات حول ما إذا كانت القوات الإسرائيلية تستخدم “القوة بشكل متكافئ” في أحدث المواجهات الحدودية التي أسفرت عن استشهاد تسعة فلسطينيين في قطاع غزة.
ودعت الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، إلى توضيح تقارير عسكرية إسرائيلية تحدثت عن أن فلسطينيين رشقوا بالحجارة مواقع لجنود إسرائيليين وألقوا قنابل حارقة باتجاهها وحاولوا اجتياز السياج الفاصل الجمعة.
وأشارت إلى أن إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي أودى بحياة فلسطينيين، بينهم قاصر وصحفي فلسطيني يرتدي سترة “صحفية”، وأدى أيضاً إلى إصابة المئات بجروح.
وقالت هيئة الاتحاد الأوروبي للعمل الخارجي في بيان، إنّ “هذا يثير تساؤلات خطيرة في شأن الاستخدام المتكافئ للقوة”، مضيفة ان هذه التساؤلات “يجب أن تتم معالجتها”.
ومن جانبه، أدانت فرنسا، السبت، “إطلاق النار العشوائي” الذي ينفذه الاحتلال بحق المتظاهرين الفلسطينيين السلميين العزل . وقالت المتحدثة باسم الخارجية، انييس فون دير مول، في بيان، “تدين فرنسا إطلاق النار العشوائي للجيش الإسرائيلي. لا بد من إلقاء الضوء على هذه الحوادث الخطيرة”.