قال ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي والنائب عن حزب العدالة والتنمية بالبرلمان التركي، والذي حضر الاحتفال الذي أقامته الجماعة بمرور 90 عاما على تأسيسها بمدينة إسطنبول: إن التحديث والاستماع إلى الشباب والنقد الذاتي هي مواضيع على أجندة الإخوان.
وتساءل: أين يقف أعداء الإخوان بالمقابل؟ لا أحد يطرح سؤالًا حول هذا الأمر. فهل يمكن أن يتراجعوا عن الانقلابات والإرهاب والديكتاتورية وانتهاكات حقوق الإنسان والتكفير والتعاون مع المحتلين ليتدبروا ويناقشوا؟.
وأضاف أن الحكومة المصرية تحاول إلصاق تهمة الإرهاب بجماعة الإخوان المسلمين، بيد أنّ النظام الحالي هو الذي استخدم القوات المسلحة للدولة ضد محمد مرسي، أحد أفراد الإخوان، المنتخب كرئيس بأصوات الشعب، لتخون أمانة من عينوه في هذا المنصب.
وأكد أقطاي- في مقال له نشر بصحيفة يني شفق التركية مساء أمس الخميس، تحت عنوان “انتقاد الإخوان والنقد الذاتي”- أنه “لا يمكن أن يكون هناك فساد أو إرهاب عديم الأخلاق بقدر الانقلاب. فالانقلابات هي حركات إرهابية حققت النجاح. بالضبط كما هو الحال بالنسبة لإسرائيل اليوم؛ إذ أنها تقهر شعبًا من خلال الإرهاب والمذابح .. لكن هذا لا يمحو أبدًا وصف الإرهاب وملامحه.
وأشار أقطاي إلى أن وصف الإرهاب يليق بالانقلابيين أكثر من غيرهم. فنظام السيسي اليوم بعدما قتل 3 آلاف بريء في ميدان رابعة خلال أيام الانقلاب، يحاول إلصاق تهمة الإرهاب بمن نجوا من تلك المجزرة، وذلك بعدما لم يحاسبه أحد على الجريمة الإنسانية التي ارتكبها ضد المدنيين.
الحاجة للتجديد
وعن حاجة الجماعة لعقول إلى جوار عقلها التسعيني، قال ياسين أقطاي: “90 عاما وعدد لا محدود من التجارب السياسية في كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي تقدم للحركة أقوى وأبرز مصدر عقلي. لكن بالرغم من ذلك يمكن للحركة أن تحتاج إلى عقل آخر غير هذا العقل، فعليها أن تصغي جيدا لذلك”.
وحذر من أن السن والخبرة داخل الجماعة ميزة وعيب.. فيمكن أن “يكون لهما عيوب تعيق مسيرة التجديد ومواكبة الأحداث. وأن حل المعضلة عن طريق تدابير تضمن تواصلًا وتكاملًا أفضل بين الأجيال.
الحاجة للنقد
وفي حاجة الإخوان للنقد، استدل أقطاي بكلمة خالد مشعل خلال الاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس الجماعة، فهي حركة بشرية قبل أي شيء. فهي إحدى الكيانات التي تحمل ادعاء تمثيل الإسلام، وهي غير منزهة عن الأخطاء البشرية كالآخرين، ولا يمكن لأحد أن ينزهها عن هذه الأخطاء.
وأضاف أقطاي، يجب التخلي، بأيّ حال، عن فكرة اعتبار أنّ توجيه النقد إلى الإخوان أو أي حركة إسلامية يعتبر نقدًا موجها للإسلام. فمنتقدو الإخوان لا ينتقدون الإسلام، بل إنهم ينتقدون الأخطاء المحتملة للجماعة كحركة سياسية، وهو أمر طبيعي وممكن لأقصى درجة.
السلمية دون انحراف
وشدد أقطاي على تأييده للمسار السلمي على حد قول مرشدها، وأن “مسارها السلمي أقوى من رصاص معارضيها”، مضيفا أن تاريخ الإخوان مليء بنماذج من الشخصيات التي انفصلت عن الحركة بعدما لم تطق إصرارها على مواصلة طريقها السياسي السلمي والمشروع، لتنضم إلى حركات أكثر راديكالية أو مسلحة. وقد أفضت هذه الانفصالات أحيانا إلى تشكل انطباع بأن جماعة الإخوان ستندثر وتختفي. لكن جماعة الإخوان لم تنحرف عن السير في هذا الطريق أبدًا.
وعبر عن عدم دهشته من اتهام النظام المصري حركة الإخوان بالإرهاب. فالجماعة هي المرشح الوحيد والأكيد للسلطة في أي انتخابات سياسية تشهدها البلاد، وهو ما يخيف الانقلابيين الذين يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه بتقديم بعض المسرحيات الهزلية الانتخابية حتى يستبعدوا الجماعة من على الساحة. لكن حتى أين؟ أين المفر؟”.
تنيظم قوي
وشدد أقطاي على أنّ الإخوان ليست تنظيمًا يمكن التغلب عليه ونبذه عن طريق وضع الأقفال على أبواب مقراته. وهو ما يتضح من اسمه: “الإخوان المسلمين”، المصطلح الذي يضمّ تحت مظلته جميع المسلمين. فلن تستطيعوا تدمير الإخوان التي هي نتيجة حتمية لتآخي المسلمين ما لم تدمروا جميع المسلمين في مصر أو أي دولة إسلامية أخرى.
كما لم يندهش من تصنيف الإمارات كذلك الإخوان بأنها جماعية إرهابية. قائلا: الإمارات دولة تدعم أي تطور يحدث ضد الديمقراطية في أي دولة إسلامية وتمول جميع التنظيمات الإرهابية بغية زعزعة استقرار تلك الدولة. فهي قد قدمت الدعم لكل مراحل الانقلابات الإرهابية في تركيا، ولا تزال تفعل ذلك. ومعلوم للجميع قدر أنشطة اللوبي والضغوط التي مارستها الإمارات حتى تضع الولايات المتحدة كذلك الإخوان على لائحة الإرهاب.