مع اقتراب العد التنازلي للانتخابات الماليزية ووصولها إلى الرمق الأخير، قررت السلطات الماليزية، اليوم الخميس، حل “الحزب الوطني الماليزي” الذي أسسه حديثا مهاتير محمد، رئيس الوزراء الماليزي الأسبق قبيل الانتخابات، بحجة أن الحزب لم يقدم أوراقا لازمة لتسجيله.
ونقلت قناة “شانيل نيو آسيا” السنغافورية عن مسئول بالحزب (لم تسمه)، قوله: “سجِلُّ جمعيات ماليزيا (جهة حكومية تابعة لوزارة الشئون الداخلية)، أبلغنا اليوم رسميا بأنه تم إلغاء تسجيل الحزب”. وأضاف أنّ قرار وقف التسجيل “بات ساريا منذ لحظة صدوره”.
غير أنه يحق للحزب الاستئناف على قرار “سجِل جمعيات ماليزيا” في مدة أقصاها 30 يوما. وفي السياق ذاته، تشير تقارير إعلامية إلى أنه من المنتظر فتح باب الترشح للانتخابات العامة الماليزية قريبا، حيث يتوقع أن يصدر رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق قرارا بحل البرلمان غدا الجمعة.
وفي حال اتخذ “عبد الرزاق” قرار حل البرلمان، لن يشارك مرشحو حزب مهاتير محمد باسم الحزب أو شعاره، إثر قرار حل الحزب.

بعد 14 عاما من التوقف
وقرر رئيس الوزراء الماليزي الأشهر عالميا، مهاتير محمد، 92 عاما، في يناير المنصرم، التحالف مع المعارضة الماليزية، متحالفا مع معارضه اللدود أنور إبراهيم، ثم الدفع به في الانتخابات العامة المقبلة لترشيحه فيما بعد لمنصب رئيس الوزراء، بعد 14 عاما من تركه المنصب في 2003.
وصرح “محمد” مؤخرا أنه، “ربما هيمن الملايويون على السياسة بموجب “صفقة” الاستقلال التي أبرمها الائتلاف، لكني أعتقد أن السياسة ليست غاية في حد ذاتها، كانت ولا تزال مجرد وسيلة لبلوغ أهداف معينة. فما فائدة حكومة يهيمن عليها الملايويون إذا كانوا في مجموعهم متخلفين وفقراء وغير محترمين؟!”.
يخشون تقدمه
وتؤكد التقارير أن “مهاتير محمد” لا يزال محط أنظار رجال السلطة في البلاد، سواء رجال الأمن أو الاستخبارات، كما أن الخطوة الحكومية بحل حزبه هي جزء من خشية رئيس الوزراء الحالي “نجيب رزاق” الذي يتسلط متعرّضًا له بين الحين والآخر، بحسب تقرير نشرته “فايناشيال تايمز”، رغم أنه ساعد “رزاق” على تولي السلطة عام 2009، في مواجهة عبد الله بدوي، ولكن الأخير يحاول إبعاده عن أي شأن سياسي حاليا ربما لشعبيته الجارفة، فقد قاد “محمد” بلاده نحو تحقيق نهضة قوية.
فساد يزكم
كثيرا ما عبر مهاتير محمد عن غضبه الشديد من اتهامات الفساد المستشرية في البلاد، مشيرا إلى أن ماليزيا كانت نموذجا يحتذى به، والآن أصبحت ضمن أكثر عشر دول فاسدة في العالم.
وينتقد “مهاتير محمد”، “نجيب رزاق” دوما ولا يريد المقارنة معه ويتهمه بطرد أي معارض له– رغم انتقادات لـ”محمد” بفعل نفس الشيء أثناء السلطة– كما يقول إنه لم يسرق شيئا ولم يتهم بالفساد وعاش على راتبه.
وأكد أن ماليزيا تقع الآن في فخ “الطبقة المتوسطة”، حيث تعاني من الفشل في زيادة معايير العيش، وبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عشرة آلاف دولار، أي ما يعادل خُمس نظيره في سنغافورة، وقارن شكل الاقتصاد عندما غادر السلطة بأن البلاد كانت في طريقها لتصبح دولة متقدمة بحلول 2020.