عبد الله بن زايد.. مندوب الإمارات المثير للجدل ومتحدث الأزمات الدبلوماسية

- ‎فيعربي ودولي

أجادت الإمارات– في ممارسة دورها الجديد كشرطي للمنطقة- في اختيار عبد الله بن زايد ممثلا لوزارة الخارجية، ولدبلوماسيتها المتغطرسة وعنجهية رئيسها المتدثر بعباءة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، لا سيما وهو يدير المحيط الإقليمي وما فيه من دول ذات تاريخ وحضارة وقوة بشرية جبارة وعقول مبتكرة بمشاركة عسكريين عملاء مثل السفيه عبد الفتاح السيسي، والسفاح بشار، وعلي عبد الله صالح، في تسليم بلدانهم وشعوبهم لسطوة أموال “بن زايد”، فبات يقطع من مصر واليمن ويفرض في سوريا، وشعاره الرئيسي الحرب على ثورة الشعوب وقياداتها، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين.

لا ينسى المصريون لقاء عبد الله بن زايد بالمخلوع مبارك قبل إعلان تنحيه عن السلطة بساعات، فحواه رسميا لم تصل إلى الآن، وإنما ترجمه اللقاء الثاني الذي عقده قادة الانقلاب بحضور وزير خارجية الإمارات في القاهرة مستقبلا من كان يدفع لهم منذ يناير 2011 وإلى الآن، بحسابات بنكية مسجلة باسم قائد الانقلاب، ومدير مكتبه عباس كامل، وحساب آخر لقادة “تمرد” عملاء المخابرات.

علامات السعادة وامتداد يديه على محمود بدر عن يمينه، ومحمد عبد العزيز عن يساره، أبانت ما عجز عن فهمه الكثيرون من موقف الإمارات بعد يناير، فلذلك لم يكن مستغربا أن يتصل عبد الله بن زايد بمبارك مهنئا إياه بالبراءة في 25 مارس 2017، من بين عديد اتصلوا به، وأن يكون مبارك طيلة هذه الفترة معززا مكرما في أجنحة مستشفيات القوات المسلحة، وينقل بطائرة خاصة لتصوير “محاكمة” قتل المتظاهرين تكلل بالبراءة وعودوا إلى مقاعدكم.

اعتداء على قطر

غير أن حصارا تقوده الإمارات على قطر، والذي سيمتد مع رمضان المقبل إلى قرابة العامين، كشف دورا لعبد الله بن زايد غير أن يكون مخمورا في زيارته الدبلوماسية، أو يكون منتشيا لدرجة حب حضور سلخ ذبيحته وتقسيم دمها كما في مصر، وهو دور مندوب الهجوم الإماراتي العلني، بخلاف ما تمارسه لجان محمد بن زايد الإلكترونية، أو إعلام الإمارات أو الإعلام الموازي المساند في مصر وسوريا والسعودية وغيرها.

كان آخر تلك التصريحات هجوم عبد الله بن زايد- من مؤتمر صحفي بالقاهرة- على الميحط الإقليمي بتركيا وإيران وضم إليهما “إسرائيل”، كما قال إن قطر هي إحدى منصات نشر الإرهاب والتطرف، مدعيا أن سياسة الإمارات هي مواجهة نشر التطرف والإرهاب، وأن الباب مفتوح إذا تم تغيير هذه السياسات!.

وعلى تركيا

وتسبب الوزير الإماراتي بأزمة دبلوماسية بين بلده وتركيا، عندما أعاد نشر تغريدة مسيئة لقائد الجيش العثماني في المدينة المنورة أثناء الحرب العالمية الأولى فخر الدين باشا، تتهمه بالنهب والسرقة، في ديسمبر 2017.

وأثارت التغريدة موجة غضب كبيرة في تركيا، دفعت بالرئيس رجب طيب أردوغان إلى مخاطبة الوزير الإماراتي- دون أن يسميه- قائلا: “حين كان جدنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟”، كما أعلنت تركيا عن تغيير اسم الشارع الذي تقع فيه سفارة الإمارات في العاصمة التركية إلى شارع فخر الدين باشا.

وجاء ذلك الحادث بعد شهرين من انتقاد ابن زايد ما وصفه بالسلوك “الاستعماري” لتركيا وإيران في سوريا.
وعليها وجه وزير الدولة للشئون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، عبر “تويتر”، اتهامات إلى تركيا بدعم بعض “الحركات المؤدلجة” في الدول العربية لتغيير الأنظمة الحاكمة بالعنف، داعيا أنقرة إلى مراعاة واحترام سيادة الدول العربية.

تصريحات ساخرة

وعلى هامش الملفين في قطر وتركيا، أثارت بعض تصريحات عبد الله بن زايد، هاجم فيها قطر، سخرية نشطاء تويتر. ففي مؤتمر صحفي لدول الحصار في 5 يوليو 2017 بالقاهرة، قال ابن زايد: “لماذا لا تسعد قطر برسم الابتسامة على أوجه الناس، قطر أثبتت في العقدين الماضيين أن هوايتها هي رسم الحزن في وجوه الناس”.

وجلب ذلك التصريح موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، ورد المغردون عليه بقولهم إن قطر ليست بحاجة لوزارة للسعادة لترسم الفرح على وجوه الجميع داخلها وخارجها.

ولم يسلم الشيخ يوسف القرضاوي من لسان الوزير الإماراتي، فقد اتهمه في 7 يوليو 2016، عبر تغريدة على موقع تويتر، بأنه يحرض على العمليات الانتحارية، ليرد عليه القرضاوي هو الآخر بتغريدة على تويتر، جاء فيها: “ردا على عبد الله بن زايد أني أشجع العمليات الانتحارية: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين”. واختتم القرضاوي تغريدته بقوله: “نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها”.

وفي سبتمبر 2016، شارك ابن زايد وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني وجبة غداء في نيويورك، وشدد خلال اللقاء على أن بلاده ودولا أخرى في الخليج معنية بتطوير علاقاتها مع إسرائيل.

الوزير المترنح

تداول ناشطون بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”، مقطعا مصورا أظهر وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد في حالة غير طبيعية أشبه إلى “السُكر” خلال استقباله بالمطار في إحدى الدول الإفريقية.

ووفقا للمقطع المتداول الذي انتشر على نطاق واسع وتسبب في سخرية واسعة بين النشطاء، ظهر “ابن زايد” وهو يترنح يمينا ويسارا بعد ترجله من سيارته الخاصة، وكسر “البروتوكول” الرسمي بحركته الغريبة وتنقله السريع، حتى أمسك أحد مرافقيه بيده وأوقفه في المكان المخصص لالتقاط الصور التذكارية.

الفتى المدلل

وُلد عبد الله بن زايد في 8 أبريل 1972 بأبو ظبي، وهو أخ غير شقيق لخليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات منذ عام 2004، أمير أبو ظبي، ونجل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي توفي في 20 نوفمبر 2004، وكان أول حاكم لدولة الإمارات.

ولعبد الله بن زايد خمسة أبناء من زوجته اليازية بنت سيف آل نهيان، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمارات عام 1995.

وشغل منصب وزير الإعلام والثقافة من عام 1997 إلى 2006، ورئيس مؤسسة الإمارات للإعلام، ومنصب رئيس اتحاد كرة القدم الإماراتي بين عامي 1993 و2001، ثم تولى منصب وكيل وزارة الإعلام والثقافة من عام 1995 إلى 1997.

وإلى جانب عمله الوزاري، يشغل ابن زايد عضوية مجلس الأمن الوطني في الإمارات، ونائب رئيس اللجنة الدائمة للحدود، ورئيس مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، ونائب رئيس مجلس إدارة صندوق أبو ظبي للتنمية، وعضو مجلس كلية الدفاع الوطني، ورئيس مجلس التعليم والموارد البشرية في الإمارات.

عبدالله بن زايد يهاجم قطر من القاهرة في مارس 2018