تتوسع خارطة الاغتيالات في اليمن بعد انتشارها في عدن التي تسيطر عليها الإمارات, وظهرت مؤشرات على انتقالها إلى الضالع وحضر موت, ولم تسلم مدينة تعز من ذلك أيضا, فقد استهدف مجهولون الداعية عمر دوقم, خطيب مسجد العسائي, ما أدى إلى إصابته وقتل رفيق له، وأثارت هذه المحاولة مخاوف سكان تعز من انتقال حمى قتل الأئمة والدعاة إلى مدينتهم.
ورغم أن تعز شهدت اغتيالات في الفترة الماضية استهدفت عسكريين وسياسيين، إلا أنها المرة الأولى التي يُستهدف فيها داعية.. فما هي دلالات هذا التحول؟.
يتخوف مراقبون من محاولات لإحداث فوضى في تعز، على غرار ما حدث في عدن ومدن الجنوب حينما استهدف عشرات الدعاة بالقتل، ولأن أصابع الاتهام وجهت في السابق للفصائل المدعومة من الإمارات كالحزام الأمني، فإن محاولة اغتيال خطيب مسجد العسائي أثارت مخاوف من أن تكون هذه الفصائل بدأت مخطط اغتيال في تعز.
وما يزيد من المخاوف أن تعز رفضت تجربة الحزام الأمني بالمدينة بعد طلب الإمارات رسميا إقامتها، ومعلوم أن الإمارات تدعم القيادي في مليشيات الحزام الأمني السلفي أبو العباس عبده فارع، المدرج من قبل الولايات المتحدة في قوائم الإرهاب، بالمال والسلاح لتكوين مليشيات ومحاولة السيطرة على المدينة، ومواجهة المقاومة التي يشكل حزب الإصلاح وأحزاب أخرى الغالبية فيها.
وفي ظل هذه الفوضى، لم يعد يُعرف بعد من ينفذ العمليات، فقد شكك مركز ستراتفور الأمريكي للدراسات الأمنية والاستراتيجية في وقوف تنظيم القاعدة وراء الهجوم الذي قتل فيه 12 جنديا من مسلحي ما يسمى بالنخبة الحضرمية الممولة من الإمارات.