انضمت الغوطة الشرقية إلى قافلة المدن التي تم تهجير أهلها، وفق اتفاقيات تقضي بتخيير الأهالي بين البقاء تحت حكم نظام قتل وشرّد ملايين السوريين أو التهجير إلى إدلب.
وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، فإنه في المأساة السورية غدت عدسات الكاميرات قوة جبرية كالسلاح ترعب أسراها وتجرهم إلى الهتاف خوفا من موت محقق قد يصيبهم، حتى وهم على أبواب الهروب إلى فسحة مؤقتة هي إدلب، لا يُعرف إن كانت تضيق على من احتمى بها أم لا.
ازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات من الفيديوهات من كلا الضفتين السوريتين، واحدة منها تندد بالتهجير، ويتشارك أهالي الغوطة الشرقية حسرتهم على بيوت خلفوها وراءهم لا يعلمون موعد عودتهم إليها، وفي الضفة الأخرى يحتفل بعض السوريين بانتصار جيش النظام السوري على جزء من الشعب السوري ذاته في الغوطة، تحت مسمى الإرهابيين.
تقول صحيفة “بيلد” الألمانية، إن أهالي الغوطة بين مُرين: فإما البقاء في مناطق تابعة للنظام في ظروف صعبة يعانون من الانتقام والتعذيب والإهانة من قبل قوات النظام، ناهيك عن اعتقال الشبان وتصفيتهم، وإجبار من تبقى منهم على التطوع ضمن مليشياته، أو ركوب الحافلات الخضر التي أضحت رمزا للقهر والترحيل والتغيير السكاني في العرف السوري منذ بداية الثورة، وبين خيار التهجير أو الارتماء في حضن وطن قاس تبقى الغوطة برمزيتها التاريخية وصمودها المستحيل سبع سنوات علامة فارقة في الوجدان السوري.