باحث أمريكي: “ترامب” لن يستطيع الوصول لاتفاق لحل أزمة الخليج

- ‎فيعربي ودولي

قال الباحث الأمريكي سايمون هندرسون: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حصر الأزمة الخليجية في قادة ثلاثة يفتخرون بعلاقتهم معه ومع الولايات المتحدة، وهم ولي عهد الإمارات، وولى عهد السعودية، وأمير قطر، مهمشا بقية الأطراف في الأزمة الخليجية.

وذكر أن أهم الشخصيات- في ضوء محادثات ترامب الأخيرة- المؤثرة في النزاع “ابن سلمان وابن زايد”، وعلى الجانب القطرى لا يقوم “بن حمد” بدور مهم، ويتصدر الدبلوماسية الأمريكية وزير الخارجية تيلرسون، الذي تم عزله بعد صدور هذا المقال، وأيضًا أمير الكويت يجاهد في حل الأزمة.

واعتبر هندرسون- في تقريره الصادر قبل عزل تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي السابق- أن إعادة تقييم لطبيعة العلاقات، ركزت الولايات المتحدة على موقف مصر السلبي تجاه سوريا، والتنديد على ما تفعله روسيا وإيران تجاه قتل الأبرياء في سوريا، وكذلك إلقاء الضوء على استحالة احتمالية قطع العلاقات ما بين الدوحة وطهران في ظل علاقات جيدة إيرانية إماراتية دبلوماسية وأيضا اقتصادية.

نقاط القوة

وفي سياق الأزمة، تُعتبر المملكة العربية السعودية أكبر مُصدّر للنفط في المنطقة، والإمارات في المرتبة الثانية، أما قطر فهي أكبر مُصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم وتتقاسم مع إيران في أكبر حقل للغاز في العالم.

وتتمتع الإمارات كما الدوحة أيضا بأعلى دخل للفرد في العالم، وقد استخدمت هذه الثروة لتبنّي سياسة خارجية مستقلة، على سبيل المثال دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى قمة دول «مجلس التعاون الخليجي» في الدوحة عام 2007.

حقيقة الخلاف

وأضاف الباحث أنه عندما حدث الانشقاق الأخير، أعدّ التحالف العربي لائحةً بثلاثة عشر مطلباً (تمت إعادة صياغتها لاحقاً بستة “مبادئ”) وأغلَقَ حدود قطر البرّية وممراتها الجوية.

يبدو أنّ المشكلة الرئيسية عند مصر والإمارات هي دور الدوحة كونها سمحت لأعضاء منفيين من جماعة «الإخوان المسلمين» بالعيش في قطر. وترتبط مطالب أخرى بتقييد بثّ قناة “الجزيرة” الفضائية الذي تعتبره هذه الدول تحريضا في أغلب الأحيان مع مطالبة بوقف “الدعم للإرهاب”. إلّا أنّ البند الأول على لائحة التحالف يتمحور حول إيران بالكامل. فقد أُمِرت الدوحة على وجه التحديد بالقيام بما يلي: “كبح العلاقات الدبلوماسية مع إيران وإغلاق بعثاتها الدبلوماسية هناك، وطرد أعضاء «الحرس الثوري» من قطر وقطع أي تعاون عسكري مشترك مع إيران. ويُسمح بوجود تجارة وتبادل تجاري مع إيران شرط أن تمتثل طهران للعقوبات الأمريكية والدولية”.

وعليه يتوقع هندرسون بأن ترامب لن يستطيع التوسط في التوصل إلى اتفاق علي الرغم من افتخار القادة الثلاثة بعلاقتهم معه ومع الولايات المتحدة.

إيران وقابلية التفاوض

يقول هندرسون: إن طبيعة العلاقات المعقدة ما بين دول الخليج وإيران لن تسمح بقطع علاقات قطر بطهران حيث إن الإمارات ذاتها لم تقطعها ولدى إيران قنصلية كبيرة في دبي التي تعيش فيها نسبة كبيرة من المواطنين الإماراتيين ذوي التراث الإيراني، كما تُعد إيران ثاني أكبر سوق لصادرات دولة الإمارات. فضلًا عن أن العلاقات القطرية الإيرانية مبالغ فيها إلى حد كبير، فمن المرجح أنّ يكون مطلب التحالف بطرد جنود «الحرس الثوري» الإيراني مرتكزاً على تقارير إخبارية خاطئة حول تمركز مثل هذه العناصر خارج القصور في الدوحة علمًا بأن دبلوماسيون أجانب في العاصمة القطرية يقولون أنه لا صحّة لهذا الادعاء، وأنّه لا توجد علاقات عسكرية أو سياسية مهمة بين البلدين. وقد زادت التجارة الثانئية بينهما بشكل هامشي فقط خلال الأشهر القليلة الماضية نظرًا لغلق الحدود مع السعودية ولا تزال منخفضة للغاية.

وكشف عن أن “اسرائيل” لها حصة من المصلحة نظرًا لتخوفاتها من إيران، علمًا بأن العلاقات الإسرائلية الخليجية معقدة أيضًا فعلى سبيل المثال بعد زيارة يهود أمريكيين بارزين للدوحة على نفقة قطر، غرّدت السفارة الإسرائيلية في واشنطن ما يلي: “نعارض تواصل قطر مع يهود موالين لإسرائيل”. وفي الوقت نفسه، كان لإسرائيل مكتب دبلوماسي في الدوحة، ولا يزال يُسمح لحاملي جوازات سفرها بالدخول لحضور مؤتمرات في قطر. كما تشعر إسرائيل بالامتنان لدعم قطر المالي لجهود إعادة الإعمار في غزة ودور الوساطة الموازي مع «حماس» . والإمارات هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تتمتّع بوجود دبلوماسي إسرائيلي رسمي على شكل مكتب تمثيلي في “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” التي مقرّها في أبو ظبي.