بين الدبلوماسية والجاسوسية شعرة قطعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، عندما عزل صهيونيًّا عتيدًا مثل “ريكس تليرسون”، بصهيوني تليد مثل “مايكل بومبيو”، الرئيس السابق لـ(CIA)، والعضو الجمهوري الذي سبق وأعد مشروعًا لاعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
ولكن الجديد في تعيين بومبيو هو اعتبار شخصيات وفضائيات منحازة لرباعي الحصار أو ما يسمى بدول (الاعتدال) أن اختيار جورج بومبيو كرئيس خارجية قرار موفق، وهو ما نسبته المحللة والناشطة الفلسطينية الامريكية سمر جراح إلى محلل عربي على سكاي نيوز العربية، بعد أن أخطأ في ذكر اسم وزير الخارجية الجديد.
وأضافت “جراح” متعجبة من أن بومبيو هو على غرار فرانك جافني المعادي للإسلام، قائلة: “جورج ظهر على البرنامج الإذاعي أكبر شاتم للإسلام، والمحرض على قصف بلادكم ومنعكم من دخول أمريكا، فرانك جافني”.

وقال المحلل السياسي الأردني ياسر الزعاترة: “لمن يحتفلون بإقالة “تليرسون”، إن كان يعنيهم الأمر. خليفته مارك بومبيو، يطُلق عليه لقب “محارب الإسلام” في بعض وسائل الإعلام الأمريكية. ليس هذا تزكية للأول، فأمريكا هي أمريكا ألد أعداء أمتنا”.
تورط إماراتي
غير أن المستشار السياسي لمحمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، افترض صحة تسريبات “BBC” قبل أيام من إقالة تليرسون، وافتخر بدور الإمارات في إزاحته، في تغريدة الثلاثاء على تويتر، متجاهلا أن إزاحته تمت بحسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية من خلال تربيطات مالية قادها جورج نادر وجاريد كوشنر لصالح “بن زايد”، وبواسطة يوسف العتيبة السفير الإماراتي بواشنطن.
غير أن المراقبين ومنهم نهاد عوض لـ”عربي21″، رأى أن جملة المواقف الإعلامية والسياسية لا تتعارض مع سياسة دولة خليجية تدعم الإسلاموفوبيا في أمريكا، وأن تقارير أمريكية كشفت تورط الإمارات في تمويل مؤسسات تروج للكراهية ضد المسلمين والإسلاموفوبيا، وأن دولة خليجية تعادي الإسلاميين تنفق الملايين دعما لحملات تشويه الإسلام بأمريكا”.

تناقضات سعودية
المواقع الإخبارية السعودية الرسمية وغير الرسمية رأت في رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق ووزير الخارجية الجديد مايك بومبيو، واحدا من أشد المؤيدين لإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، إضافة لكونه يعادي الأنظمة التي تمول وتدعم الإرهاب.
ونبه الكاتب السعودي جمال خاشقجي إلى ما يشغله كسعودي معارض مقيم بالولايات المتحدة فقال: “عندما كان بومبيو عضوا بالكونجرس، قدم قانونا لإعلان الإخوان جماعة إرهابية، القانون لم يعتمد ولكن لم يمت”.
لمحات عن بومبيو
والتحق مايكل بومبيو بالأكاديمية العسكرية، ودرس الهندسة الميكانيكية، وتخرج بترتيب الأول، خدم في الجيش حتى عام 1991، حصل على الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، وعمل في مجلة هارفارد القانونية ثم أصبح محاميا لشركة وليامز وكونولي القانونية في واشنطن.
ويعتبر “بومبيو” (بالإنجليزية: Michael Pompeo) سياسيا أمريكيا ورجل أعمال، والذي سيشغل منصب وزير الخارجية، كان عضوا بمجلس النواب الأمريكي عن ولاية كانساس من العام 2011 وحتى 2017، وهو من مواليد من كاليفورنيا، كما كان عضوا في حركة حزب الشاي داخل الحزب الجمهوري، وعضوا باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
لكن اسمه عرف من خلال اللجنة الخاصة التي شكلها الجمهوريون للتحقيق في الهجوم الذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين في القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا في 2012.