كتب سيد توكل:
لم تعد فضيحة أن يرفض علي عبدالعال، قهوجي برلمان العسكر، طلب تقدمت به نائبة ولو من باب ذر الرماد في العيون، لعقد جلسة طارئة بشأن الاعتداءات الصهيونية التي تعرض لها المسجد الأقصى تحفظ ماء وجوههم، قائلاً لمقدمة الطلب: "مافيش داع"!
وأثار تجاهل برلمان الانقلاب أحداث المسجد الأقصى التي بلغت ذروتها الجمعة، تساؤلات عدّة، خصوصا أنه تزامن مع تجاهل قائد الانقلاب السفيه عبدالفتاح السيسي الحديث عن الأقصى خلال افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية، وعلى الرغم من أن السفيه أكد بخطابه أن "وجود الأشقاء العرب خلال الاحتفال يعد تأكيدا على وحدة الصف العربي، وتأكيدا جديدا على ما يجمع بلدنا وشعوبنا من مصير مشترك وتعاون بنّاء لمواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية"، إلا أنه لم يذكر اسم المسجد الأقصى ولا القضية الفلسطينية ولا مدينة القدس بكلمة واحدة".
السيسي باع القدس
وأظهر تسريب مثير لحوار مع الروائي يوسف زيدان، في ديسمبر 2015؛ مخططا للسيسي لفك ارتباط وعي المصريين بالقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى تحديدا.
وفي التسريب، أكد زيدان أن السيسي "كلفنا" بنشر فكرة نفي وجود ما يسمى "المسجد الأقصى"، وكذلك رحلة "الإسراء والمعراج"، عبر عشرات المحاضرات التي يتم إلقاؤها على الجمهور المصري؛ بهدف "تغيير الوعي المجتمعي الإسلامي"، وترسيخ فكرة "التعايش" مع اليهود وإقامة علاقات تطبيعية معهم.
وعلق المحامي خالد علي على تجاهل السيسي للأقصى، قائلا عبر تويتر السبت: "من باع (تيران وصنافير) من أجل عيون الصهاينة لن يشترى القدس".
موقف السيسي استفز أيضا الإعلامي الفلسطيني بقناة الجزيرة جمال ريان، الذي قال عبر بتويتر،: "ما كان يحدث للمسجد الأقصى الآن من انتهاكات إسرائيلية لولا انقلاب جنرالات عبدالفتاح السيسي الأشاوس وضياع أكبر دولة عربية مصر".
أجندة صهيونية
وأكد الكاتب والباحث السياسي خالد الأصور أن: "القضية الفلسطينية وفي قلبها المسجد الأقصى؛ هي في السياسة المصرية منذ عهد مبارك وصولا للعهد الحالي، باستثناء عهد المجلس العسكري وعهد مرسي، هي قضية أمنية يتم التعامل معها بمنطق الاحتواء لحماس والفلسطينيين وانتفاضاتهم تجاه العدو الصهيوني، وليس بمنطق دعم قضية عربية عادلة"، وفق تقديره.
وأضاف: "لذا ليس من المستغرب أن يتجاهل السيسي وغالبية الأنظمة العربية قضية الأقصى"، معتبرا أن "هذا التجاهل مما يتناغم مع منطلقاتهم وقناعاتهم". وأكد أن "أقصى أمنياتهم أن تدفن هذه القضية، أو على الأقل يتم إيداعها سراديب النسيان عبر شغلنا بقضايا أخرى محلية وإقليمية دائما ما يخططون لها ويشعلونها".
حتى الأوقاف
ومن تجاهل البرلمان إلى تجاهل الأوقاف، حيث ضرب وزير الأوقاف في حكومة الانقلاب مختار جمعة بما يجري للمسجد الأقصى عرض الحائط، وقررت أوقاف الانقلاب أن تقوم يتصعيد نصيحة السفيه السيسي التي ذكرها فيما يسمى بمؤتمر الشباب حينما قال إنه يجب على الإعلام أن يصنع حالة من فوبيا الخوف من إسقاط الدولة عند المصريين ولكن بالطبع لم تسم الأوقاف الخطبة بذلك العنوان الرديء ولكنها أطلقت على خطبة الجمعة المقبلة عنوان "المسئولية المجتمعية والإنسانية".
وقالت أوقاف الانقلاب في شرحها للخطبة: إلى أن المسئولية المجتمعية لها الدور الأكبر في تحقيق التوازن المطلوب في المجتمع بين كل أبنائه في مختلف القطاعات حتى لا تسقط الدولة..!