“البركان الغاضب” هو رد الحكومة الليبية على حملة “الفتح المبين” التي أطلقها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وبدت معاركها المتعثرة أصدق من الأسماء الرنانة التي يهوى إطلاقها على حروبه الصغيرة منذ صعود نجمه في ليبيا، في أقوى تجسيد للثورة المضادة.
العزيزية ووادي الربيع والمطار وغيرها محاور اشتعلت، واستخدم الجانبان القوة الجوية، مع حفتر معدات عسكرية حديثة لكن مقاتليه أُسروا في أكثر من موقع، وقيل إن بينهم فتية بلا خبرة في القتال، في حين تتوالى التعزيزات للحكومة من مناطق الغرب، حيث المدن الكبرى وتجمع السكان.
ويستميت حفتر لتحقيق اختراق في العاصمة بما لها من رمزية سياسية ونفسية، بعدما توهم أو أُوهم أن بإمكانه أخذها ببيان وحملة في التلفزيون، لكن الجنرال الذي ليس في تاريخه العسكري انتصار واحد اصطدم بجدار صلب، فقد وحّد هجومه المكسو بطعم الغدر الجميع في المعسكر الآخر ضده، منْ مع الحكومة ومنْ على خصومة معها يدركون جميعًا معنى انتصار حفتر.
ويقول المصدر إن مالًا كثيرًا أعطي له مقابل الهجوم، لكن المال وحده لا يكسب حروبًا ولو كان كذلك لفعل في اليمن، لكن ثمة من يقول إن ترددات الأرض التي مادت من جديد في المغرب العربي تحت أقدام الحكام وصلت إلى محور الثورات المضادة فأرعبته.
من جانبه قال الدكتور محمد المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية التونسية السابق: إن هجوم حفتر على طرابلس يستهدف إرباك المشهد الجزائري وروح الربيع العربي.
وأضاف المرزوقي، في مداخلة لبرنامج الحصاد على قناة الجزيرة، مساء الأحد، أن هجوم حفتر يعد آخر محاولة لسحق ما بقي من الربيع العربي، بعد أن دُمر بالحرب الأهلية في سوريا واليمن وبالانقلاب في مصر وبالإعلام والمال الفاسد في تونس، والآن يريدون القضاء على أحد جيوب الثورة في ليبيا.
وأكد المرزوقي أن حفتر أجيرٌ لدى محور الشر العربي المتمثل في الإمارات والسعودية ومصر، والذي قرر مواجهة الربيع العربي بكل الوسائل؛ حفاظًا على النظام العربي القديم وخدمة لمصالح إسرائيل والغرب.
وأوضح المرزوقي أن حفتر ومن خلفه استخدموا فزاعة الإسلاميين والإرهاب لخداع المجتمعات، رغم أنهم يعلمون جيدا أن الإسلاميين لم يلعبوا أي دور في هذه الثورات العربية، مضيفا أن ثورتي الجزائر والسودان أكدتا أنه لا وجود لفزاعة الإسلاميين بعد أن خلا الحراك في الدولتين من أي وجود للإسلاميين، بل إنه موجه ضد حكومة لها جذور إسلامية في السودان.
وأشار إلى أن محور الشر يدافع عن النظام الاستبدادي العربي القديم الموروث من قرون، المبني على الشخص الواحد، وأن السلطة كغنيمة حرب توزع بين القبيلة والأهل والأحباب وتهدف إلى التحكم في العقول والقلوب بالإعلام الفاسد.
لمتابعة الحلقة كاملة: