رغم أن الانتخابات التي شهدتها تركيا محلية لانتخاب رؤساء البلديات وأعضاء مجالس المدن، إلا أنها تكتسب أهمية كبيرة للحكومة والمعارضة معًا، خصوصًا أن تركيا لن تشهد انتخابات بعد ذلك حتى عام 2023 ما لم تحدث انتخابات مبكرة.
وعلى الرغم من أن هذه الانتخابات خدمية بامتياز، إلا أنّ لها بعدًا سياسيًّا كبيرًّا هذه المرة؛ فالمعارضة تعوّل عليها لتكون منطلقًا لمحاولة الإطاحة بحكم حزب العدالة والتنمية الحاكم، وفي الأيام التي سبقت الانتخابات أقام أردوغان نحو 100 تجمع انتخابي بجميع أنحاء البلاد، وتحدث 14 مرة في مناطق مختلفة بإسطنبول خلال اليومين الماضيين، وأكثر من 4 مرات في أنقرة طوال حملته الانتخابية، ووصف أردوغان الانتخابات بأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لتركيا.
وبدأت عمليات فرز الأصوات في الانتخابات المحلية التركية، وكان الناخبون الأتراك قد توجّهوا صباح اليوم للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع لاختيار مرشحيهم المحليين للأعوام الخمسة المقبلة.
وتنافس في الانتخابات 12 حزبًا، أبرزها العدالة والتنمية الحاكم، والشعب الجمهوري، والحركة القومية، والشعوب الديمقراطية، وعلى الرغم من أنَّ إدارة البلديات في ظاهرها عملٌ مهنيٌ خدماتيٌ بعيدٌ عن السياسة، لكنها في تركيا ركيزة مهمة في العمل السياسي على الصعيد المحلي، حيث تعتبر من المحطات الأولى والأساسية للديمقراطية قبل البرلمان والرئاسة.
بدوره قال البروفيسور جنكيز تومار، الأستاذ بجامعة أحمد يسوي: إن السر وراء الاهتمام الكبير الذي تحظى به الانتخابات التركية في المجتمع الدولي، يرجع إلى وجود خلافات بين حزب العدالة والتنمية والغرب، وخاصة الولايات المتحدة.
وأضاف تومار- في مداخلة هاتفية لبرنامج “قصة اليوم” على قناة “مكملين”- أن الخلاف بين العدالة والتنمية وأمريكا يرجع إلى سياسة الاستقلالية التي يقود بها الحزب تركيا والعلاقات مع روسيا، وموقف الحزب من الحرب في سوريا، وهذه السياسات لا تعجب أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية.
وأوضح تومار أن الانتخابات المحلية ليس لها علاقة بالسياسة الخارجية التركية، متوقعًا أن تشهد العلاقات التركية الأمريكية أحداثًا ساخنة خلال الفترة المقبلة؛ بسبب التقارب بين الرئيس أردغان وروسيا.