تفرض سلطات الانقلاب حصارًا مشددًا على أصوات المصريين المعارضين للتعديلات الدستورية، فالقبضة الأمنية المشددة جعلت سياسيين ومحللين يقولون إن فرص المعارضة المصرية في الداخل لإسقاط التعديلات الدستورية قد تكون ضعيفة.
أما إن كنت معارضًا مصريًّا وسافرت إلى الخارج، وتحديدًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لرفض التعديلات المتعلقة بمدة بقاء السيسي في موقعه واختصاصاته، والسماح بتدخل الجيش في الحياة السياسية، فتكون تهمتك الخيانة العظمى والطرد من أي نقابة أو موقع يتبع نظام الانقلاب.
من جانبها، طالبت الحركة المدنية الديمقراطية المواطنين برفض رقيعات دستور السيسي المقترحة، التي من شأنها تمديد بقاء قائد الانقلاب العسكري حتى عام 2034، مؤكدة أن التعديلات ستقضي على أي إمكانية للتأسيس لدولة حديثة.
وكانت داخلية الانقلاب قد رفضت تنظيم وقفة رافضة للتعديلات الدستورية دعت إليها الحركة المدنية وشخصيات سياسية، وفي سياق التضييق على مناهضي التعديلات أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قرار سلطات الانقلاب إسقاط عضوية الفنانين عمرو وأكد وخالد أبو النجا ومنعهما من التمثيل في مصر، وتوجيه تهمة الخيانة العظمى لهما، بعدما زارا الكونجرس الأمريكي للحديث عن الأوضاع السياسية في مصر.
قناة مكملين ناقشت- عبر برنامج “قصة اليوم”- دلالة قمع رافضي التعديلات الدستورية، وفرص المعارضة لإسقاط التعديلات الدستورية، وزيارة السيسي المرتقبة للولايات المتحدة الأمريكية من أجل موافقة ترامب على تمديد ولايته.
بدوره سخر سليمان الحكيم، الكاتب الصحفي، من دعوة حكومة الانقلاب وكالات الأنباء العالمية، مثل “رويترز” و”بي بي سي”، إلى جلسات مناقشة التعديلات الدستورية.
وقال الحكيم: إن الحركة المدنية ستواصل نضالها لإسقاط التعديلات الدستورية، رغم رفض نظام السيسي الموافقة على تنظيم الحركة وقفة ضد التعديلات الدستورية.
وأضاف الحكيم أنه لن يكون هناك إصلاح اقتصادي دون تنفيذ إصلاح سياسي، مضيفا أن رفض الانقلاب تنظيم الحركة المدنية لوقفات للتعبير عن رأيها من شأنه خنق الأفق السياسي.
من جانبه قال إسلام الغمري، مسئول الملف المصري بمركز حريات للدراسات: إن حديث علي عبد العال، رئيس برلمان الانقلاب، بأن السيسي لم يقترح هذه التعديلات، وأنها تأتي كمكافأة له كذب بواح؛ بدليل تشبث السيسي بالسلطة ومحاربته لكل من يعارضه أو ينافسه.
وأضاف الغمري أن السيسي أزاح كل المرشحين أمامه في انتخابات الرئاسة، وهدد كل من يحاول الاقتراب من الكرسي، في إشارة واضحة على رغبته في الاستمرار بالسلطة بالمخالفة للدستور.
وأشار الغمري إلى أن التعديلات الدستورية هي بالحقيقة تعديات على الدستور، بعد أن حدد الدستور مدتين رئاسيتين فقط، يريد السيسي اليوم تعديل الدستور على مقاسه ليبقى في السلطة مدى الحياة.